Monday 13th September, 1999 G No. 9846جريدة الجزيرة الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9846


صمت العصافير
فلسفة الغياب!!

سقسقة:
ما الفائدة من وفرة الأصدقاء؟! صديق واحد يكفي عندما يكون يحبنا
- حكمة عالمية-
***
ما الذي يجعل علاقة ما بين طرفين تفقد توقدها؟!
وما الذي يفتح باب الجفاء على مصراعيه في دور كانت عامرة بالود؟!
العلاقة الانسانية مسؤولية من؟!
نبضها,, توقدها,, مرضها,, موتها.
ما الذي يجعلنا نتحمل مسؤولية إروائها اذا ظمئت ومعالجتها إذا مرضت وبريقها اذا ما تألقت؟!
عالم العلاقات الانسانية عالم غريب أنك لا تستطيع ان تكون متأكدا فيه من أي شيء ثابت لأن الانسان كائن متغير.
أنت لا تستطيع ان تثق في أن صديقك الذي يمنحك أريج الحياة لن يصبح يوما عدوك.
وأنت لا تستطيع ان تؤكد ان صديقك الذي اعطيته أجمل ما يعطى هو اليوم في منطقة مجهولة في خارطة حياتك.
ماالذي يقرب المسافات ويبعدها بيننا وبين الآخرين؟!.
ولماذا نفقد بعض الصداقات بدون أسباب؟!
يطرق الجفاء الباب أولا يطرقه المهم أنه يفاجئنا بوجود مكان له.
وفجأة إذا بالصديق غائب أو أنت غائب المعادلة واحدة في الحالتين ان نبض العلاقة الجميلة خبا وورودها صارت شوكا.
ان اقسى العلاقات الانسانية ما يموت فجأة دون أسباب أو مبررات ويتحمل مسؤولية هذا الموت طرفان لم يكونا جديرين بالفعل بجمال هذه العلاقة وإلا لاستطاعا ان يحافظا عليها من تقلبات الوقت.
ربما كان للأزمات الحياتية دور في غربلة الأصدقاء أو هي جهاز قياس نبض الصداقة والعرب منذ القدم تقول:
جزى الله الشدائد عني كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
وعند الأتراك حكمة قديمة تقول من يقع لا أصدقاء له، اسقط وحسب وانظر .
وفي الصين تقول الحكمة يعرف النبع الجيد في الجفاف والصديق الطيّب في الشدة .
والحكم عديدة وأصدقها ما نمارسه نحن كواقع فليس منا من لم يخسر صديقا أو لم يفاجأ بغدره أو لم يصطدم بغرابة مواقفه.
إننا في الشدائد برغم كل الألم وتكالب الجروح نرتقي فوق المآسي لأننا اكتشفنا ان ليست كل القلوب النابضة حيّة وليست كل المشاعر المتأججة حقيقية.
إننا في لحظات الفرح لا ندقق النظر أهذا الذي يتوهج نورا أم نارا تحرق؟!.
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved