شيء طيّب ان تكثف البلديات استثماراتها وعسى ان تصل كل بلدية في يوم من الأيام ان تغطي استثماراتها مصروفاتها دون ان ترهق المستفيد من خدماتها.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة ان البلديات أعطت مواقع للقطاع الخاص عن طريق التأجير الطويل ليستثمر التجار في تلك المواقع حسب نشاطاتهم، وهو اتجاه محمود من ناحيتين، أولاهما اتاحة الفرصة للقطاع الخاص للاستثمار داخل بلادنا، ونرجو ان يرافق ذلك توظيف للسعوديين، وثانيتهما ان في ذلك خدمة للمواطن بايجاد خدمات ترفيهية أو غيرها مقابل أجور معقولة.
لكن الملاحظ ايضا ان بعض البلديات أعطت حدائق عامة كانت متنفسا للمواطنين وخصوصا للشباب فتحولت هذه الحدائق الى أماكن استثمار لا يدخلها إلا من يدفع الرسوم، وقد لا يجد الشاب فيها ما كان يمارسه ككرة القدم والجلسات الشبابية ونحوها، ومعنى هذا ان هذا الاستثمار على ما فيه من فوائد للبلديات جاء على حساب أماكن الترفيه العامة، وهي أماكن نحتاج إليها كثيرا وخصوصا في مدننا الداخلية التي لا تقع على البحار.
ان المطلوب من البلديات ان تضاعف المساحات الخضراء الحدائق العامة داخل المدن وتزيد مساحتها ليجد المواطنون أماكن عامة يقضون فيها وقت فراغهم ولاسيما في نهاية الاسبوع والعطلات، وان يخصص جزء كبير منها للشباب لممارسة هواياتهم الحرّة، وبالامكان ان يعطى للقطاع الخاص أماكن لم تستثمر من قبل وبذلك تجمع البلديات الحسنيين بتأجير أماكن غير مستثمرة سابقا وبقاء الحدائق العامة لخدمة مرتاديها.
كم تكون الصدمة عندما تكون معتادا على الذهاب الى الحديقة فتفاجأ بأنها قد سوّرت وكتب عليها اسم المستثمر فأصبحت استثمارا خاصا بعد ان كانت استثمارا عاما.
ان لدى البلديات الكثير من الأراضي غير الحدائق يحتاج للاستثمار، وفيه غنية عن تحويل الحدائق العامة الى أماكن مستثمرة على قلة الحدائق بوجه عام في مدننا اذا قيست بالتوسع العمراني والسكاني، وها هي لندن المدينة الكبيرة ذات الكثافة السكانية تتوسطها حديقة الهايد بارك ولو استثمرت لأدخلت ملايين الجنيهات، ولكن هناك حق لكل الناس في مساحة تبقى لهم.