Monday 13th September, 1999 G No. 9846جريدة الجزيرة الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9846


كم مدة المسح على الخمار ؟!
محمد بن ناصر الأسمري

ما أروع ما يقضيه المسلم مع كتاب الله ففيه يكتشف الانسان القارئ مستجدات كلما تعمق في التفكر والتدبر وصدق الله جل وعلا القائل ما فرطنا في الكتاب من شيء).
خلال اجازة الصيف كان الوقت بين الخروج من صلاة الفجر وشروق الشمس طويلا,,, وأجد متعة القراءة والتدبر في كتاب الله في هذه الهجعة حيث كل شيء يبدأ في الاشراق بنور الله والسعي للعمل - ومن اجمل التفاسير تفسير ابن كثير رحمه الله.
توقفت في سورة النور عند الآية (31) (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن او آبائهن أو آباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن أو اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير أولي الاربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون), وقد وجدت التفسير (ليضربن بخمرهن على جيوبهن): يعني المقانع يعمل بها صفات ضاربات على صدورهن لتواري ما تحتها من صدرها وترائبها ليخالفن شعار نساء أهل الجاهلية فإنهن لم يكن يفعلن ذلك، بل كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة لصدرها لا يواريه شيء وربما اظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقراط اذنيها,, فأمر الله تعالى المؤمنات ان يتسترن في هيئاتهن واحوالهن.
والخُمر جمع خمار وهو ما يخمر به اي يغطى به الرأس وهي التي تسميها الناس المقانع.
قال سعيد بن جبير (وليضربن) وليشددن) بخمرهن على جيوبهن يعني على النحر والصدر فلا يرى منه شيء.
وقال البخاري: حدثنا احمد بن شبيب حدثنا ابي عن يونس عن ابي شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الاول لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن بها).
انتهى ما جاء في تفسير ابن كثير, وهنالك بقية من احاديث توضح معنى الخمار,, وهيئته.
وعدت إلى لسان العرب لابن منظور - رحمه الله - لأبحث عن معاني الخمار,, والجلابيب,, وهذا ما جاء في لسان العرب,, الخمر، هو بالتحريك: كل ما ستر من شجر او بناء او غيره، ومنه حديث ابي قتادة: فأبغنا مكانا خمرا: اي ساترا بتكاثف شجره والخمار للمرأة: وهو النصيف ، وقيل: الخمار ما تغطي به المرأة رأسها وجمعه اخمر، وخُمر وخُمر والخِمرة: من الخمار كالملحفة من اللحاف,.
يقال انها لحسنة الخمرة,, وفي المثل: ان العوان لا تعلم الخِمرة
اي ان المرأة المجربة لا تعلم كيف تعمل.
وتخمرت بالخمار واختمرت: لبسته وخمرت به رأسها غطته,.
وفي حديث ام سلمة: انه كان يمسح على الخف والخمار ارادت بالخمار العمامة لأن الرجل يغطي بها رأسه، كما ان المرأة تغطيه بخمارها، وذلك اذا كان قد اعتم عمة العرب فأدارها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير الخفين، غير انه يحتاج الى مسح القليل من الرأس ثم يمسح على العمامة بدل الاستيعاب.
ومنه قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه، لمعاوية: ما اشبه عينك بخمرة هند، الخمرة هيئة الاختمار، وكل مغطى معمر، وما خامر العقل من مسكر فقد ستره عن الوعي بالفعل والقول لكنه لا يستر عنه الحد - في شرع الاسلام, وعدت الى سورة الاحزاب الآية (59): (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما), وجاء التفسير
يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر النساء المؤمنات - خاصة ازواجه وبناته - لشرفهن - بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الاماء والجلباب: هو الرداء فوق الخمار، قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وابراهيم النخعي وعطاء الخراساني وغير واحد وهو بمنزلة الازرار اليوم قال الجوهري: الجلباب هو الملحفة، قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا لها:
تمشي النسور اليه وهي لاهية
مشي العذارى عليهن الجلابيب
وقوله (ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين) اي اذا فعلن ذلك عرفن انهن حرائر، لسن بإماء ولا عواهر,, قال كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلط الظلام الى طرق المدينة فيعرضون للنساء,, وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء الى الطرق يقضين حاجتهن فكان اولئك الفساق يبتغون ذلك منهن، فإذا رأوا المرأة عليها الجلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها، واذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها,, وقال مجاهد تتحلين فيعلم انهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة.
واما الذي وجدت في لسان العرب فما يلي:
الجلباب: القميص، والجلباب: ثوب اوسع من الخمار، دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها, وقيل: هو ثوب واسع دون الملحفة تلبسه المرأة وقيل هو الملحفة,, قالت جندب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه:
تمشي النسور اليه وهي لاهية
مشي العذارى عليهن الجلابيب
وقيل: هو ما تغطي به المرأة من فوق كالملحفة، وقيل: هو الخمار وفي حديث ام عطية: لتلبسها صاحبتها من جلبابها أي ازارها وقد تجلببت.
قال ابن السكيت، قالت العامرية: الجلباب الخمار
والمصدر الجلب: وفي حديث علي: من احبنا اهل البيت فليعد للفقر جلبابا وتجفافا
وقال ابن الاعرابي: الجلباب الازار، لم يرد به ازار الحقو، ولكنه اراد ازارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد, وكذلك ازار الليل، وهو الثوب السابغ الذي يشتمل به النائم، فيغطي جسده كله.
والجلباب هو الرداء، وقيل: هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها.
وهنا فهل حدث بعد عن فهم اللغة العربية التي نزل بها القرآن لغطاء الرأس والنحر,, بالخمار,, والجلباب,.
وفي ظني ان هنالك حديثا عن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى فيه عن شق الجيوب ولطم الخدود.
والرجل يؤخذ من تلابيبه وربما المرأة من جلابيبها,,!!
والرجل والمرأة يمسحان على الخفين،,, ويسبغان الوضوء للوجه والكفين والقدمين, واذا تقنعت المرأة فلها ان تمسح على الخمار,, المقنع - الا ان كانت على جنابة فلا بد من الغسل,, وبل الشعر,!! ثم العودة للتخمير والتجليب .
فهل العباءة السوداء,, او الرداء السوداني واو المغربي,, او البالطو,, هي ما تقابل الجلابيب التي تلبس على الخمار الشرعي,, الذي يميز كرائم وحرائر النساء المسلمات عن غيرهن,,!! من العاريات من الخمر والجلابيب,!!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved