تعليم 21 توسيع دوائر النجاح أم تقليص جيوب الفشل د, عبدالعزيز بن سعود العمر |
اعتدنا عندما نكون بصدد تطوير مؤسساتنا ان نبحث وننقب عن نقاط الضعف والمشكلات التي نتوقع انها تقلل من كفاءة أداء المؤسسة، ومن ثم نطرح الفرضيات ونقترح الحلول المحتملة لكل مشكلة.
هذا الأسلوب وان شاع استخدامه في المجالات العلمية البحتة إلا انه قد لا يكون هو الاسلوب الافضل عندما نستهدف التجديد في مؤسساتنا التربوية, يرى الكثير من المجددين ان الجهود التطويرية يجب ان تنطلق مما يتحقق من نجاح مهما كان صغيرا وليس من المشكلات والخبرات الفاشلة وذلك بقصد إنماء وتعزيز هذاالنجاح واستنباته في مواقع أخرى,
وهنا لابد من الاشارة الى ان هذا الاسلوب الجديد للتطوير لا يتجاهل المشكلات ونقاط الضعف ولا يقفز من فوقها كما قد يتبادر الى الذهن, ان كثيرا من المشكلات وحالات الفشل تبدأ في الانحسار أو على الأقل يسهل التعامل معها عندما تتعاظم بجانبها نقاط القوة وتتزايد الايجابيات ويتحقق مزيدمن النجاح.
ان وزارة المعارف وهي تتصدى لتطوير وتجديد التعليم تواجه مهام ومسؤوليات عديدة تنطوي على اشكاليات وتحديات كثيرة.
فعلى سبيل المثال نتوقع ان الوزارة تتطلع الى استكمال بناء وتجهيز آلاف من المباني المدرسية التي قد تصل تكلفة الواحد منها الى ما يزيد على عشرة ملايين ريال، وتبذل جهودا وافرة لتبني المنهج المدرسي المناسب وتلاحقه بالتجديد المستمر لينسجم مع متغيرات ومستجدات العصر وتجاهد لتستفيد من برامج المنظمات التربوية الدولية وتحرص علىالمشاركة في اعمالها كطرف مؤثر، وتتابع دوريا مالا يقل عن مائة وسبعين ألف معلم لتقدم لهم الدعم الفني المتواصل الذي يثري أداءهم، وتعمل بحماس لتبعث الحراك والحوار التربوي بين المعلمين من خلال المنابر التربوية الاعلامية المتاحة لهم، وتسعى جادة لتقدم تعليما نوعيا راقيا لما يقارب مليوني مواطن، وتصمم وتنفذ البرامج التي تكشف عن أصحاب المواهب الخاصة منهم لتقدمهم هدية للوطن، وتبني البرامج التي تهيىء وتعين ذوي الاعاقات ليندمجوا في مجتمعهم كأعضاء نافعين,
ان عملا بهذه الحجم لا يمكن ان يخلو من الصعاب والمشكلات، انه عمل متشعب وغاية في التحدي والتعقيد, ولو أننا اردنا في خضم ومعمعة هذا العمل النوعي الواسع والشامل ان نبحث عن هفوات أو حتى قصور فلن نعدم ذلك, وهنا نعود لنشير مرة أخرى الى ان هناك دائما الكثير من النجاحات والإبداعات التي تتحقق وتظهر على شكل جزر هنا وهناك، علينا ان نتأمل فيها وفي الظروف التي واكبت تحققها ونعمل على تعزيزها حتى تتصل تلك الجزر ببعضها لتشكل بحرا من النجاح, وبحكم طبيعة العمل التربوي سوف يبقى هناك دائما جيوب متجددة من المشكلات لكنها لن تقلل اطلاقا من قيمة الجهود المخلصة المبذولة.
|
|
|