Monday 13th September, 1999 G No. 9846جريدة الجزيرة الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9846


الزعيم الذى أضحكنا كثيراً
عادل إمام يحتضر فنياً

*كتب - طلال الطريفي
ربما ان عادل امام وصل في وقت من الاوقات الى القمة في مجال الفن المسرحي والسينمائي حتى انه كان يعتبر الفنان الاوحد في مجال الكوميديا بتعبيرات وجهه المضحكة يرسم البسمة على افواه الملايين من المشاهدين من الناس البسطاء الذين اعياهم روتين الحياة اليومي والمتكرر الذي يعصف بالابتسامة، ولكن كان عادل امام يأتي ويقتلع ذلك الروتين ويحول وجه المشاهد من حالة الاكتئاب الى عالم (الضحك) والذي يبحث عنه الكثير من الناس ولايمكن لأي مشاهد ان ينسى مسرحيات (عادل إمام) خصوصاً (مدرسة المشاغبين) و شاهد ماشافش حاجة) وهاتان المسرحيتين هما قمة اعمال عادل امام على المسرح، ولايمكن ايضاً ان ننسى عادل امام في عالم السينما حيث قمة الابداع الذي لايختلف عن ابداعه المسرحي ولعل هذه الاعمال كونت لهذا الفنان قاعدة جماهيرية كبيرة في جميع ارجاء وطننا العربي حتى ان هذه القاعدة الجماهيرية وصلت الى مرحلة بانها تأخذ اعمال هذا الفنان دون ان نسمع عن اعماله كناحية ترويجية فهو معروف بانه يختار اعماله بدقة متناهية تنم عن انه رجل ذكي عرف كيف يكسب محبيه حتى انهم يتقبلون جميع اعماله ويتغاضون عن بعض الاعمال التي تقل عما عهدوه عليه في السابق.
لكن يأتي الواقع مؤخراً ليثبت بان عادل امام بتاريخه الطويل بدأ يحتضر ويشارف على النهاية ولعل هذه الحقيقة تعتبر قاسية عند البعض من محبي هذا الرجل ولكن لايمكن ان نتغاضى كمشاهدين عن الاخفاق المتكرر لعادل امام في اعماله الاخيرة التي لاتليق بفنان مثله وربما ان العملية اصبحت لديه (تجارية) والدليل ان اعماله على كثرتها (نعني الاخيرة منها) الا انها دون المستوى المطلوب والمعهود منه دائماً فوصل لمرحلة اصبحت فيه نظرته المادية تطغى على نوعية اعماله حيث انه وجد المردود المادي يأتي كثيراً وعالياً مهما كان العمل لانه يحمل اسم (عادل امام) الذي يجذب جميع الناس ولكن هذا ماسينهي تاريخه لان المشاهد مهما سكت فلن يطول صبره سيأتي يوم ان لم يكن قد أتى ويجد هذا الفنان نفسه قد قضى على تاريخه بنفسه وطمس حلاوة الماضي بطمع الحاضر فبعد ان كان يمسي محبوباً سيصبح مذموماً امام الناس, ولكن لعل عادل امام يعود لصوابه لان الساحة الفنية بدأت تمتلىء بأناس لفتوا الانظار اليهم اما في عالم الفكاهة او في عالم السينما وعادل امام قادر على ان يعود من جديد ولكن عندما يختار اعماله بعناية لكي يحافظ على قاعدته الجماهيرية التي بناها ايام افلامه الشهيرة,, الأفوكاتو والهلفوت وسلام ياصاحبي وحنفي الأبهة ومين فينا الحرامي والمتسول,, الخ من افلامه الماضية الجميلة التي كانت تمثل العصر الذهبي له.
لكيلا نرمي انتقاداتنا جزافا على الذي كان فناننا الاول لنستعرض بعض افلامه ونبحث عن العمل الجيد فيها وحتى مسرحياته الاخيرة والتي كانت مقلباً بدعاياتها وبسمعة عادل امام التي طغت على ان يتذوق المشاهد ويعطي رأيه في هذه المهازل فماذا فعل فناننا عندما عرضت مسرحية (الواد سيد الشغال)؟ والتي كان يتوقع الاغلبية نجاحها محتوما لامحالة الا بعد ان انتشرت في جميع انحاء العالم العربي ووصلت لجميع المشاهدين لكي نأخذ رأي الاغلبية فيها، الاغلبية من الناس لم ينتقدها بشكل مباشر ولكنهم دائماً مايرددون جملة واحدة وكأنهم متفقون على ذلك وهي انهم لم يتوقعوا وجود فصول باردة فيها حيث كان الغالب من المسرحية فصوله تأتي بالنعاس لعدم وجود فنانهم السابق اللي كان زمان على شكله المطلوب اما (الزعيم) فأحبذ ان نتحدث عنها في النهاية ونعود الى افلامه ونضع سؤالا أين عادل امام في افلامه الاخيرة؟! مثل الارهابي التي كانت تعرض بشكل وللاسف غير مطلوب من فنان كعادل امام او (المنسي) والتي لايفهم اولها او اخرها وعدم وجود المتعة فيها مروراً ب(الارهاب والكباب) التي كانت تحمل جميع معاني السخف والسذاجة او (بخيت وعديلة) بجميع جزءيها الاول والثاني و,, الخ من افلامه الاخيرة.
عندما نهمل مسرحية الزعيم للنهاية ذلك لانها اضحت كالصدمة للمشاهدين الذين كانوا ينتظرون ويترقبون تلك المسرحية على انها سوف تمحي ماقد هدمه عادل امام في السابق ولكنها للاسف لاتقل سوءاً عن سابقتها ان لم تكن اسوأ حيث انك تسمع ضحكات الجمهور في المسرح في فترات قليلة ومعظم ضحكاتهم كانت مجاملة لهذا الفنان والاخرى لبعض الاشياء التي دائماً مايكررها (عادل امام) امام جمهوره وايضاً المضمون او القصة لتلك المسرحية لم تكن بمستوى رفيع,, وفي النهاية نحن لانوجه النقد لكي نقضي على تاريخ او ماتبقى من تاريخ عادل امام بل بالعكس نطمح لان يعود كما كان حيث الاعمال الجديدة التي تسرق لباب المشاهد ولكي يكمل مشواره الذي بدأه وينهيه كمايجب لاكما يعصف في تاريخه.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved