القاهرة- مكتب الجزيرة- عبدالله الحصري
تعقد المنظمة العربية للتنمية الادارية مؤتمراً دولياً حول افاق جديدة لتقوية النزاهة والشفافية والمساءلة الادارية من منظور استراتيجي ومؤسسي بالقاهرة في جمهورية مصر العربية خلال الفترة 19-22 سبتمبر 1999.
وقال الدكتور احمد صقر عاشور مدير عام المنظمة ان هذا هو المؤتمر الدولي الاول الذي تقيمه المنظمة بالتعاون مع اثنتين من المنظمات العالمية المعنية بالموضوع وهما منظمة الشفافية العالمية وسكرتارية الكومنولث كما تمت دعوة خبراء من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وكذلك من البنك الدولي حيث تقدم هذه المنظمات عدداً من الخبراء العالميين المرموقين الذين سيساهمون بوجهات نظرهم وخبراتهم الثرية ورؤاهم بعيدة المدى من خلال التفاعل مع الاعضاء المشاركين في المؤتمر.
وتتوقع المنظمة ان يكون هذا المؤتمر من الانشطة الناجحة كما تتوقع ان يحضر هذا المؤتمر عدد كبير من المهتمين بموضوع النزاهة والشفافية الإدارية والفساد الاداري سواء من المنطقة العربية او من دول العالم المختلفة وستتم ادارة جلسات هذا المؤتمر بشكل يشجع الحضور على المشاركة في فعاليات المؤتمر والتفاعل المستمر مع الاخرين واضاف الدكتور احمد عاشور ان نتائج ودلالات هذا المؤتمر ستكون في غاية الاهمية وذات اثار بعيدة المدى فيما يتعلق بالتنمية الادارية والاجتماعية والاقتصادية في جميع دول العالم مشيرا إلى ان المؤتمر سيكون واحدا من افضل وانجح المؤتمرات التي عقدتها المنظمة في السنوات القليلة الماضية.
ويخاطب هذا المؤتمر الهام قضايا هامة تتعلق بالجوانب الأخلاقية للسلوك والأداء الإداري وهذه جوانب يندر تناولها في برامج التنمية الادارية ويطرح آفاقاً جديدة استراتيجية ومؤسسية وسلوكية لتقوية النزاهة والشفافية والمساءلة الادارية كمدخل لمكافحة الفساد الاداري ورغم ان ظواهر الفساد الإداري والممارسات غير الاخلاقية منتشرة في كل مكان في العالم الا ان هناك حاجة لتجديد برامج مكافحة الفساد الاداري وبعث حيوية اضافية فيها لتحقيق فعاليتها المستديمة لأن استمرار هذه الظواهر وانتشارها له اثار مدمرة على جهود وبرامج التنمية في المجتمع لذا يجب ان تصاحب برامج محاربة الفساد الاداري استراتيجيات وبرامج التنمية الادارية والاجتماعية والاقتصادية, وفي الواقع يجب ان تصمم السياسات والاساليب المناهضة للفساد كجزء لايتجزأ من استراتيجيات التنمية الادارية.
واكد الدكتور صقر ان حالة النزاهة والنقاء والشفافية الاخلاقية تصل الى اعضاء المنظمة من خلال سلوك القادة والاقتداء بهم والقيم التي يعتنقونها كجزء من الثقافة التنظيمية بالاضافة الى ذلك يعتمد نجاح استراتيجيات وبرامج محاربة الفساد بشكل كبير على فعالية انظمة الرقابة والمتابعة الحكومية والتنظيمية ونجاحها في الكشف عن حالات الفساد الإداري والتغلب عليها وتعتبر الجدية والحسم في مواجهة هذه الحالات خاصة تلك التي يتم الاعلان عنها ويذيع صيتها أمرا في غاية الاهمية ويمكنها في الواقع ان تحدد نجاح او فشل سياسات وبرامج واساليب مكافحة ومنع الفساد الاداري في المقام الاول.
ويوضح هذا الامر تعقد وحساسية موضوع هذا المؤتمر الذي تنبع صعوبته من ان قضايا الفساد الإداري لها اوجه متعددة وتتفاعل في انتاجها عوامل عديدة وترتبط بها اطراف متعددة ومتشابكة وتتطلب الطبيعة المعقدة لهذه الظاهرة فهما عميقا لابعادها وعواملها حتى يمكن صياغة برنامج فعال لمكافحتها كما يحتاج الامر ايضا الى تضافر جهود الاطراف والاجهزة العديدة ذات العلاقة بالظاهرة ضمن البرنامج ولتحقيق مصداقية البرنامج وفعاليته واستدامته يحتاج الامر الى ان تكون الاجهزة التي تتضافر جهودها لحصار الظاهرة ومكافحتها هي ذاتها خالية من الفساد وان تقدم مثلا يحتذى به في السلوك والممارسات الاخلاقية والمهنية واذا لم يتم مواجهة وايقاف الفساد بشكل سريع وحاسم فإنه يمكن ان ينتشر بسرعة ويصبح مثل السرطان في الكيان الاداري للدولة اضافة الى ذلك قد تصبح محاربة الفساد قضية ذات حساسية نظرا لأنها قد تثير تساؤلات حول مدى استقامة وقانونية سلوك وممارسات بعض المسئولين في مراكز عالية ذات نفوذ وقوة وهم لايزالون في مناصبهم وغالباً ماتكون لهم علاقات قوية ومتشبعة داخل الاجهزة الحكومية وهو ما قد يضع الجهاز الحكومي بل وربما النظام السياسي برمته في وضع مهاجمة صعبة من المعارضين والحلفاء على حد سواء.
ونظرا لان ظاهرة الفساد الاداري تعتبر ظاهرة عالمية واحيانا تنتقل عبر الحدود القومية فان السعي نحو الامانة والشفافية والمساءلة الادارية يصبح محط اهتمام القيادات الادارية والباحثين وقيادات الاعمال في جميع انحاء العالم وبالتالي تصبح الحاجة لتبادل الآراء والتجارب المشتركة بين الافراد والجهات المهتمة والمعنية بموضوع المؤتمر امرا في غاية الاهمية.
ومن اجل تأكيد وتقوية الصبغة العالمية للمؤتمر قامت المنظمة العربية للتنمية الادارية بتنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع اثنتين من المنظمات العالمية المعنية بموضوع الفساد الاداري وهما منظمة الشفافية العالمية ومنظمة الكومنولث كذلك تمت دعوة خبراء متميزين من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وستقدم هذه المنظمات عددا من الخبراء العالميين المرموقين الذين سيقدمون وجهات نظرهم وخبراتهم الثرية ورؤاهم بعيدة المدى الى اعضاء المؤتمر ,
وسوف تقوم المنظمة بجمع مايقدمه المتحدثون كجزء من فعاليات المؤتمر وتقدمه في شكل اجندة تتضمن الدروس المستفادة واساليب محاربة الفساد وتقوية النزاهة والشفافية والمساءلة الادارية.
|