لو تصفحت اي جريدة او مجلة فسوف تجد ان الوجوه التي تطالعك في الصباح هي التي سوف تراها في المساء,,! والتي سوف تطل عليك في اليوم الذي بعده,, هي هي واحدة وثابتة ومتكررة مثلما كورس الاخبار المزمن!! الذي عاشره الواحد وتربى عليه منذ ان كان يحبو!!
في كل بقاع العالم هناك ما يسمى,, بالصف الثاني بل الثالث احياناً إلا في بلادنا,, الوجوه تتكرر في وسائل الاعلام المختلفة بطريقة مملة ومضجرة,, لا اعرف سبباً لذلك اللهم,, إلا الاتكاء على مقولات عتيقة عفا عليها الزمن,, مثل وجه تعرفه ولاوجه تنكره او الوجه المعروف مألوف !! إلى آخر ما هنالك من المقولات التي تعودنا أن نعلق عليها مشكلاتنا وارهاصاتنا,,!! وهو امر يدعو بحق الى التساؤل عن غياب او تغيب لا فرق! وجوه الصف الثاني ومن يتلوهم في سلم المسئولية, إن حتمية التطوير الإداري بالذات تدعو الى اهمية وضرورة تواجدهم في الساحة او الواجهة الاعلامية بغرض التفاعل مع مختلف القضايا المطروحة ذات الصلة بنطاق مهامهم ومسئولياتهم, إن من أوجب واجبات المسئول الأول في الجهاز العناية الفائقة بهذا الاتجاه ليوجد جيلاً من المسئولين القادرين المتفاعلين المدركين لنتائج اعمالهم وتأثيراتها ومرئيات المستفيدين بشأنها.
لابد من إشهار السلاح ضد مخانق الرتابة والركود المطلق وجعل كافة المسئولين في الهرم الوظيفي لكل جهاز شعلة من النشاط الفاعل المتفاعل داخل نطاق الجهاز وخارجه,, فليس من العدل ان يستأثر نفر من اعلى الهرم الإداري بما يقدمه وجوه الصف الثاني او الثالث من عمل وانتاج وحوافز بينما تقبع هذه الوجوه دوماً في الخلف,, بل في حالة الاخطاء هم من يلام ويعاتب ويعاقب.
في تصوري، ان الإصلاح الاداري او التطوير سيكون احد المجاديف للعبور من بحور متاهات الروتين والظلمة الادارية,,!! ولابد لأي حركة تطوير اداري جدية ان تجعل دماء الصف الثاني وما يماثلها تأخذ مجراها في كل شرايين الادارات الحكومية,, التي اصبح يخشى عليها ان تصاب بأمراض التصلّب,,! والتي قد تؤدي بالنتيجة للاصابة,, بالسكتة الإدارية,, القاتلة لكل احلام وطموحات مختلف الشرائح المسئولة في بناء الادارة.