Monday 13th September, 1999 G No. 9846جريدة الجزيرة الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9846


فلنرفع عن أبنائنا هذا الظلم المبين,,,,(2)
د, عبدالله ناصر الفوزان

هناك أغنية تقول (اللي شبكنا يخلّصنا) فمن هو الذي شبكنا وتسبب في هذا الظلم المبين الذي تحدثنا عنه في المقال السابق لنطلب منه تخليصنا,,؟ هل الظالم هو المجتمع متمثلا في اولياء أمور الطلبة والطالبات الذين يسعون ويلحّون ويوسطون ويتوسطون لدى المسؤولين في الاجهزة التعليمية الذين يملكون سلطة القبول,,, أم أن المسؤول عن هذا الظلم هم المسؤولون في الاجهزة التعليمية انفسهم,,؟؟
منذ عدة سنوات وفي احدى الندوات تذمر احد المسؤولين في جامعة سعودية مرموقة من الضغوط الاجتماعية التي تمارس على الجامعة فيما يتعلق بقبول الطلبة وأطلق ما يشبه الصرخة قائلا: أرفعوا الضغوط عن الجامعة، ومع أنه لم يحدد الجهة التي وجه لها نداءه فمن الواضح انه يقصد ان المجتمع هو المسؤول وليس المختصون في الاجهزة التعليمية,, فهل هذا صحيح,,؟
في رأيي أنه ليس صحيحا ألبتة، فالمجتمع المتمثل في اولياء امور الطلبة من حقهم ان يسعوا للحصول على التعليم المجاني مثل غيرهم خاصة عندما يسمعون الأقاويل والحكايات ولابد ان نعذرهم عندما تتشوش أذهانهم ويخشون ضياع الفرصة على أبنائهم,,, اما حين يتضح لأولئك الآباء ان هناك تجاوزات في عمليات القبول فإنه ليس فقط من حقهم، بل من واجبهم ان يدافعوا عن انفسهم وحق أبنائهم,, وأعتقد انه من الطبيعي ان تزداد الضغوط وتصل الى أوجّها حين يشعر الطالب وأبوه بالاستنقاص وهدر الكرامة، فالمسألة في هذه الحالة تتجاوز مجرد الحرص على توفير المقعد الدراسي الى الاستماتة في سبيل استعادة الكرامة المهدرة والاعتبار اللائق ومعروف ان اشد ردود الافعال واكثرها حدّة هي الناجمة عن الإحساس بالاستنقاص وهدر الكرامة,.
صاحب الحاجة من حقه ان يسعى بالطرق المشروعة لقضاء حاجته ومن يشعر بالخوف من وقوع الظلم من حقه ان يسعى لاتخاذ الاجراء الاحترازي المشروع الذي يقيه من الظلم، أما المسؤول التعليمي صاحب صلاحية قبول الطلبة، فليس من حقه تحت اي ظرف واي مبرر ان يتجاوز طالباً، اي طالب، الى طالب آخر اقل أحقية منه بموجب معايير القبول، والطلبة وأولياء أمورهم وجميع الذين يكتبون كروت الوساطة او الشفاعة لا يملكون القدرة أصلاً على إحداث ولو ثقب دبوس في معايير القبول وبالتالي فلا يمكن توجيه الإدانة للمجتمع، أما المسؤول عن القبول في الجهاز التعليمي فهو الذي يوجد الثقوب والخروق.
والخلاصة ان المسؤول التعليمي صاحب صلاحية القبول هو الذي شبكنا وهو القادر على تخليصنا، ولا شك ان صاحب الحاجة يضغط على المسؤول التعليمي ولكنه مثل النفس البشرية (راغبة إذا رغّبتها وإذا تُردُّ الى قليلٍ تقنع) فلو اقتنع كل طالب وطالبة وكل أب الى عدم امكانية حصول التجاوز من المسؤول التعليمي البتة لما وسط ولما ضغط ولما تحولت مكاتب معالي رئيس تعليم البنات واصحاب المعالي مدراء الجامعات وعمداء القبول والتسجيل في مواسم القبول الى ما يشبه ميادين الحراج.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved