تفاعل العمل الخليجي والعربي من اجل تحقيق الاهداف المشتركة تبلورت ملامحه عبر اكثر من صعيد,, والاهتمام بجعل المواقف منسقة ومتناسقة لإزالة المعوقات امام العمل المشترك تبدو سماته عبر اكثر من حقل,, فبالامس كان اختتام المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدورته الثانية والسبعين في جدة، حيث جاء البيان الختامي حاملا لكل سمات الهم العربي العام رغم خصوصية المنظومة التي تضم الاعضاء,.
فقد وجد الاهتمام بالسلام في الشرق الوسط مكانه البارز بين الاجندة، فرحب المجلس الوزاري بالاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي الذي وقع في (شرم الشيخ) معربا عن قناعته بأن السلام الشامل لن يتحقق الا بإعادة الحقوق العربية المشروعة الى اصحابها.
كما جدد المجلس - في اطار اهتماممه بالبيت الداخلي - مطالبته الحكومة العراقية الاسراع بتنفيذ كافة القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن وبخاصة ما يتصل بالاسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم.
وفي نفس اتجاه هذه الاهتمامات، نجد ان الدورة الثانية عشرة بعد المائة لمجلس جامعة الدول العربية والتي بدأت بالقاهرة قد جعلت من قضية السلام وتنقية الاجواء العربية على رأس قائمة اولوياتها، حيث يتم التركيز على اعادة التضامن العربي ودعم آليات هذا التوجه بمعالجة الاخطاء وتجاوز العقبات، كما ان قضية الاسرى الكويتيين وغيرها تجد مكانا بارزا في جدول الاهتمام.
ومن هنا يتضح ان العمل العربي المشترك يشهد توجها حقيقيا نحو تحقيق انفراجات في اجواء المنطقة,, وان هناك رغبة متنامية في تضامن عربي حقيقي وفاعل, واذا كان المجلس الوزاري لمجلس التعاون قد استطاع ان يبلور رؤية واضحة تجاه القضايا التي ناقشها، فهذا ليس غريبا عليه باعتبار التجانس الكامل في المواقف والرؤى بين اعضائه، والاقليم الجغرافي الواحد الذي يضم دوله جميعا,.
اما ما قد يبدو من صعوبات امام العرب عبر جامعتهم العربية في اعادة التضامن للبيت العربي، فهي صعوبات يمكن بالفعل تجاوزها اذا خلصت النوايا خصوصا من جانب حكومة العراق التي عليها معالجة ملف الاسرى الكويتيين والاقرار بفداحة الاخطاء السابقة حتى يمكن للمساعي ان تحقق نتائجها المرجوة خدمة للعرب وقضاياهم.
الجزيرة