الكسب الحلال مطلب يسعى إليه كل انسان لأنه يعين على توفير دخل يصرف منه على مختلف احتياجات الحياة، اضافة الى أنه يؤدي الى اشغال الوقت بما هو نافع، وبالتالي فإن السعي الى مزاولة أي عمل أو مهنة لا يتعارض العمل فيها مع الدين والأخلاق تعد وسيلة من وسائل الكسب الحلال.
ولكن المؤسف ان هناك عوائق اجتماعية وتقاليد شاذة بالية يبدو أنها تشيع على امتداد الوطن العربي، تقف كثيرا في وجه الساعين الى الرزق من خلال مهن وأعمال يُنظر إليها من قبل البعض على أنها غير مناسبة أو مضعفة للشأن الاجتماعي لمزاوليها.
ومثل هذه النظرة فيها كثير من التجني أولا وفيها اضافة الى ذلك نمط من اعاقة الانسان ونشدانه الارتزاق والتكسب من عمل يعينه في الحصول على رزق حلال بلال.
ونلاحظ ان الأمر لا يقف فقط عند منع أو احباط الساعين الى العمل الشريف من خلال وضع نمط من الطبقية فيما يجب ان يزاول من مهن وما يجب الابتعاد عنه، بل يتعدى ذلك ليمس وضعهم الاجتماعي عند اختراق الحاجز وامتهان عمل لا ترضى عنه شريحة من المجتمع.
والكلام السابق هو يمثل حصيلة واقعة اجتماعية تضررت من آثارها أسرة كريمة إذ أقدم شاب على خطبة فتاة وبعد انتهاء كافة مراسيم الخطوبة بأيام حصل تراجع من لدن الشاب بتحريض من أسرته لأنهم اكتشفوا ان والدة الخطيبة تزاول مهنة هي في نظرهم لا تليق بأم فتاة ستكون زوجة لابنهم.
وما كان عمل هذه المرأة الشريفة يتعارض مع دين أو خلق، بل لعلها من هذا العمل تساعد كثيرات وتخفف عنهن جانبا يخص المرأة.
كان هذا الموقف من مهنة الأم طريقا الى تدمير مستقبل فتاة بريئة واساءة الى أسرة يتكاتف افرادها على تحصيل دخل يقيهم الاتكال على الغير في توفير تكاليف معيشتهم.
هذه الحادثة قد تتكرر يوميا من أناس على درجة من الوعي والعلم والمعرفة والادراك غير متنبهين الى ان عدم الرضا عن فعل الأب أو الأم أو فرد من الأسرة يجب ألا يؤثر على التعامل مع ابنائهم أو أحفادهم ولنتذكر جميعا ان هذه الحياة بتقلباتها وتصاريفها لا تترك إنسانا على حال واحدة فمن يكون اليوم في عز ورقي قد ينتهي الأمر بأبنائه الى الدخول في دوامة شقاء وبؤس.