Monday 13th September, 1999 G No. 9846جريدة الجزيرة الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9846


قائد الجيش يقبل بالتدخل,, ولكن الوقت غير مناسب
الضغوط الدولية تحاصر إندونيسيا للقبول بتدخل قوات دولية لحفظ الأمن في تيمور الشرقية

* جاكرتا- رويترز
أعلن قائد القوات المسلحة الاندونيسية الجنرال ويرانتو أن بلاده سوف تقبل بتدخل قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في تيمور الشرقية,, الا أنه قال في تصريح أذاعته شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية ان الوقت الآن غير مناسب لذلك.
وقالت الشبكة الاخبارية الامريكية انه في الوقت الذي يعلن فيه قائد القوات المسلحة الاندونيسية عن هذا التطور أعلن عدد من دول العالم قطع تعاونها مع جاكرتا بسبب اعمال العنف في تيمور الشرقية, ووصفت الشبكة هذا الاعلان من جانب ويرانتو بأنه تراجع عن الرفض لطلبات لتدخل قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في مسعى لوقف العنف في الاقليم.
وأشارت الشبكة الى انه تم سحب معظم العاملين في بعثة الأمم المتحدة من المقر الدولي في ديلي عاصمة تيمور الشرقية بعد ان اقتحمته الميليشيات المعارضة للاستقلال.
وقد واجهت اندونيسيا غضبا دوليا متزايدا مع توتر أنباء عن انفلات الأمن في تيمور الشرقية وتقارير ترسم صورة مرعبة للوضع في الاقليم حيث أعلنت نيوزيلندا قطع علاقاتها العسكرية مع جاكرتا فيما هددت بريطانيا واستراليا باعادة النظر في هذه العلاقات.
وصعدت النقابات العمالية في استراليا احتجاجها على تطورات الاوضاع في تيمور الشرقية بوقف صادرات القمح الى جاكرتا.
ولكن الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي أنهى سياسة من الصمت استمرت ثلاثة ايام حول الأزمة وخرج بتصريحات يؤكد فيها ان جميع القرارات المتعلقة بتيمور الشرقية تم حسابها بطريقة دقيقة ومخططة.
وقال سكان من الاقليم وخبراء مستقلون ان آلافا ربما قتلوا في الايام القليلة الماضية في اعمال عنف ألقوا باللوم فيها على الجيش الاندونيسي.
وحذر الرئيس الامريكي بيل كلينتون اندونيسيا للمرة الثانية من عواقب وخيمة اذا فشلت في وقف العنف في المستعمرة البرتغالية السابقة.
واضاف للصحفيين قبل مغادرته واشنطن في طريقه لحضور منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (ابك) ان احدا لن يرغب في مواصلة الاستثمار في اندونيسيا اذا سمحوا لمثل هذه المهزلة بأن تستمر, اعتقد ان العواقب الاقتصادية التي تنتظرهم ستكون وخيمة جدا .
وحذر كلينتون من ان زعزعة استقرار اندونيسيا قد يغرق جيرانها في خضم من الفوضى.
كما اعلن كلينتون انه قرر تعليق كل صور العلاقات العسكرية مع جاكرتا ووصفت وزارة الدفاع الامريكية القرار بانه الشيء الصائب الذي يتعين عمله نظرا للوضع القائم.
انه جيش اندونيسيا ليس الجيش الذي نشعر ان بامكاننا الاحتفاظ بعلاقة عسكرية معه في المرحلة الحالية .
وحذت نيوزيلندا حذو الولايات المتحدة واعلنت انها قررت من حيث المبدأ قطع علاقاتها العسكرية مع اندونيسيا, وقال رئيس وزراء نيوزيلندا جيني شيلبي للصحفيين في اوكلاند حيث تنعقد قمة ابك ستتحرك الحكومة من حيث المبدأ لقطع العلاقات العسكرية مع اندونيسيا .
واعلنت نيوزيلندا انها ستعيد النظر في علاقاتها العسكرية مع جاكرتا بسبب الوضع الانساني المتدهور في تيمور الشرقية وصدر قرار قطع العلاقات العسكرية بعد اجتماع شيلبي مع خوسية راموس هورتا زعيم المقاومة في تيمور الشرقية الذي وصل نيوزيلندا للمطالبة بمزيد من الاجراءات لاستعادة الامن الى الاقليم.
ومن جانبها قالت استراليا انها ستقوم بمراجعة شاملة لكل علاقاتها العسكرية مع اندونيسيا بسبب عجزها عن منع حملة العنف التي تشنها الميليشيات التي تتولى عناصر في الجيش تشكيلها وتسليحها.
وقال وزير الدفاع الاسترالي جون مور للصحفيين: كل شيء مطروح للبحث ستعيد الحكومة النظر في كل اوجه علاقات استراليا العسكرية مع اندونيسيا .
كما قالت بريطانيا انها ستقوم بالامر نفسه.
وقال دامين كنجسبوري خبير شؤون اندونيسيا في جامعة موناش باستراليا لرويترز ان مسؤولي الأمم المتحدة عثروا على وثائق تثبت ان الجيش الاندونيسي شارك في تمويل وتنظيم الميليشيا .
واقر وزير الخارجية الاندونيسية على العطاس الخميس بتورط عناصر مارقة في الجيش الاندونيسي في الحملة الدموية والحرائق التي تجتاح الاقليم ولكنه شدد على ان بلاده تستطيع تسوية الوضع دون الحاجة الى قوات سلام اجنبية.
من ناحية اخرى قال فريق خاص من الأمم المتحدة يزور جاكرتا ان ارسال قوات دولية الى تيمور الشرقية امر يخضع للمناقشة ولكنه ليس أمرا طارئا.
وقال ان زيارته المرتقبة غدا الى تيمور الشرقية ترمي لاظهار التضامن مع البعثة الدولية الصغيرة هناك.
وقالت فرنسا انها تؤيد ارسال قوات دولية الى تيمور الشرقية اذا وافقت اندونيسيا على هذا.
وقالت كندا انها تستعد لارسال مساعدات انسانية الى هناك.
أما اليابان فتجد نفسها في مازق كبير من خلال المساعي التي تبذلها للمساعدة على وضع حد للعنف السائد في تيمور الشرقية وذلك بوقوعها هدفا لانتقادات حادة من حلفائها الغربيين وجيرانها الآسيويين على حد سواء.
ويشير تحليل لوكالة كيودو اليابانية في هذا الصدد الى ان اليابان بصفتها اكبر الدول الممولة لاندونيسيا لسنين عدة فانها ترغب في رؤية الاستقرار السياسي يسود هناك ومن هنا نبعت الدبلوماسية الهادئة التي يتبع خطاها وزير خارجيتها ماساهيكو كومورا بمحاولته حث جاكرتا على الوفاء بمسؤولياتها الامنية في تيمور الشرقية.
وفي هذا الاطار طالب كومورا خلال لقائه هنا بنظيرته الامريكية مادلين اولبرايت على هامش اجتماعات الابيك بألا يمارس المجتمع الدولي ضغوطا مكثفة ومباشرة على اندونيسيا.
وفي الوقت نفسه ذكر كومورا لنظيره الاسترالي الاسكندر دوانر ان الوجود الدولي قد يصبح ضرورة في تيمور في حالة عجز جاكرتا عن استعادة النظام والامن هناك,, ويتضح هنا ان اليابان تبدو متيقظة لفرضية مواجهة انتقاد غربي لتعاملها الهادىء مع اندونيسيا.
ومن الناحية القانونية تتمتع اليابان بمشاركة مشروطة في اي عمليات تتعلق بقوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة غير انه يحظر عليها المشاركة في اي قوات متعددة الجنسيات.
وتيمور الشرقية وهي مستعمرة برتغالية سابقة ضمتها اندونيسيا عام 1975 هوت في مستنقع العنف بعد استفتاء رعته الأمم المتحدة يوم 30 اغسطس/ آب الماضي وصوت فيه الناخبون بنسبة كبيرة لصالح الاستقلال.
وتعهدت حكومة جاكرتا باحتواء العنف ولكنها لم تحقق نتائج ملموسة في هذا الصدد ويقول السكان والخبراء المستقلون ان الجيش الاندونيسي يشرف على حملة العنف.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved