عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
دائماً ما يطغى الحديث عن التربية والتعليم وما يعترضهما من معوقات او يعتريهما من سلبيات او ما يجللهما من حسنات وايجابيات اقول دائماً ما يطغى الحديث عن هذه الامور على كثير من المجالس والمنتديات وخاصة مجالس المعلمين ومن يهمه شأن التعليم ويسري في عروقه، وقبل ايام حضرت مجلساً من تلك المجالس التي ضمت عدداً من المعلمين في مختلف المراحل الدراسية، وقد احضر احد معلمي المرحلة الابتدائية كتاب القراءة والاناشيد المقرر على طلبة الصف الثاني، والقاه بين ايدي زملائه وقد علت وجهه سحابة من الحزن وعدم الرضا، وبعد الاستفسار عن دوافع هذا العمل وعن السر الذي يكمن وراء هذا الاشمئزاز وعدم الرضا قال: لن اجيبكم عما تستفسرون عنه الا بعد ان تلقوا نظرة فاحصة على غلاف هذا الكتاب، ثم تناول الكتاب وسلمه لزميله الذي يجلس عن يمينه ومن ثم تداوله الجالسون واحداً بعد الآخر، وبعد ان استكمل الكتاب دورته ورجع اليه مرة اخرى بادرهم قائلاً: ماذا رأيتم على غلاف الكتاب؟ فقال الجميع: رأينا سبورة كتب عليها بعض الكلمات مثل زرع- زار- درس وامامها ارنب يحمل بيده عصاً يشرح من خلالها درس القراءة!! فقال هل عرفتم الآن سبب غضبي؟ وهل أُلام على الاشمئزاز وعدم الرضا!؟ المعلم الذي يؤدي افضل رسالة على وجه الارض، المعلم الذي يحترق ليضيء الطريق لتلاميذه، المعلم الذي يعتبر قدوة مثالية لطلابه، المعلم الذي قال عنه شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا |
المعلم الذي يحتل هذه المكانة وتلك المنزلة يصور لتلاميذه بصورة حيوان!! وليته صور بصورة حيوان يفتخر ان يشبه به كالاسد!! لقد تم تصويره بصورة حيوان يعبر به الناس في هذه المنطقة عن الكذب وعدم الصدق في الكلام!! وثالثة الاثافي انه يحمل بيده عصاً مع ان تعاليم الوزارة تمنع المعلم من حمل العصا معه في الفصل!! فبالله عليكم هل هذا التصوير لائق بمعلم الاجيال؟ وهل هذا هو الجميل الذي رد اليه؟؟ وكيف سينظر له تلاميذه بعد تصويره بهذه الصورة؟ واين نداءات الوزارة المتكررة التي تنادي بوجوب تكريم المعلم من هذا الانتقاص الذي خرج من بين جدرانها؟؟ هل وزارتنا تطبق المبدأ المشهور سلام باليمين وصفع بالشمال؟؟ وهل,,وهل,, وكيف,, سلسلة لا نهاية لها من الاستفهامات المتواصلة لم تتوقف الا بمحاولة احد الزملاء تهدئته بالتماس العذر للمسؤولين في وزارة المعارف ولعلهم قصدوا من ذلك مراعاة سن الطالب في هذه المرحلة وشدة تعلقه بمثل هذه الحيوانات الاليفة، وترغيبه بالمادة عن طريق ذلك؟ اذ لا يمكن ان تنقص الوزارة من قدر المعلم او تقلل من مكانته، وكيف يتصور ذلك منها وهو اداتها الاهم في تأدية رسالتها في التربية والتعليم؟؟ وطال الحديث والحوار بين اخذ ورد وسؤال وجواب واتفق الجميع في النهاية على امرين احدهما ان تصوير المعلم بهذه الصورة عمل خاطىء لا يليق بمكانة المعلم العالية، ولابد من المبادرة بتعديل وتصحيح هذا الخطأ والعمل على عدم تكراره مستقبلاً والثاني: ان الوزارة لم تكن تهدف من هذه الرسمة الاقلال من قيمة المعلم,, ولكنه اجتهاد ضل الطريق وانحرف عنه، وعلى هذا الاتفاق انفض المجلس, عزيزتي الجزيرة بعد رواية هذه الحادثة يطيب لي ان اتوجه بالسؤال للمعنيين بالوزارة ما رأيكم الصادق فيما تم تداوله في تلك الجلسة؟ وهل هناك لجان متخصصة تتولى دراسة محتويات الكتب الدراسية وما يدون على غلافاتها الرئيسية؟ وهل هذه الصورة هي الانسب لغلاف ذلك الكتاب؟ وختاماً اتمنى للجميع كل توفيق وصواب شاكراً للوزارة حرصها وللجزيرة رسالتها النبيلة والله المستعان.
أحمد بن محمد البدر
الزلفي