عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في العدد 9834 وفي صفحة مقالات اطلعت على مقالة الاخت منيرة الغامدي تحت عنوان (هل أعد الرجل نفسه ليوائم مفاهيم تلك المرأة التي يتطلع اليها؟) والذي جاء ردا على ما كتبته في هذه الصفحة في العدد 9828 تحت عنوان (هل أعدت الفتاة نفسها لتوائم مفاهيم الرجل؟).
في البداية اشكر الاخت على مشاركتها وتواصلها في هذا الموضوع الا انني اتحفظ على بعض ما ورد في مقالتها ولعلني أوجز ذلك فيما يأتي:
اولاً: طموح الرجل في ان يجد في زوجته المزايا والصفات السابقة الذكر حق مشروع وهدف نبيل مرغوب ان دل على شيء فانما يدل على وعيه وحرصه على ان يعيش حياة زوجية آمنة هائنة بعيدا عمايكدر صفوها بما في ذلك تلك القنوات الفضائية التي اشارت اليها الاخت وهذا اولا واخيراً ينصب في مصلحة الزوجين خاصة والاسرة والمجتمع بشكل عام.
ثانياً: نظرت الاخت من خلال مقالتها الى مفاهيم الرجل المتطلع نظرة استغراب واستنكار وكأن تلك المفاهيم التي ينشدها الرجل في زوجته ضرب من ضروب الخيال يستحيل على الزوجة استيعابها وتحقيقها وهذا ما دفع الاخت إلى التهكم والاستخفاف بالرجل المتطلع ومطالبته بالبحث عن ضالته في الحاسبات الآلية والقنوات الفضائية بما في ذلك خطوط الصداقة غير البريئة والتي اربأ بنفسي وبإخواني المتطلعين من الركون اليها وما تبثه من سموم لا طائل من ورائها الا الاثم وضياع الوقت والمال, واحب هنا ان اطمئن الاخت بأنه ليس كل الرجال تواقين لمتابعة تلك القنوات كما تظن وليس كل الشباب منهمكين في البحث عن المواقع المشبوهة عبر شبكة الانترنت، فالرجال الذين اعرفهم واسمع عنهم يجتمعون في الاستراحات بمعدل يوم في الاسبوع ويقضون وقتهم بما يرضي الله وبرنامجهم لا يتجاوز ممارسة بعض الانشطة الرياضية ومناقشة بعض القضايا التربوية وما ينشر في الصحف من مواضيع اجتماعية واخبار رياضية ولم ا سمع او أر رجلاً سويا يقارن زوجته الفاضلة بمذيعة او فنانة لاهية عابثة وان بدر ذلك من بعض الرجال كما تزعم الاخت فقد يكون من باب المزح والمداعبة.
ثالثاً: اهتمام معظم الفتيات بالمظاهر والمباهاة ليس حديثا يفترى بقدر ما هو واقع ملموس تحدث عنه الكتّاب وتناولته الصحافة عبر التحقيقات الصحفية وباعتراف الفتيات انفسهن، واذا ما أرادت الاخت التأكد من ذلك فلتذهب الى قصور الافراح وسترى فعلاً من هو الذي انشغل بأزياء المذيعات والممثلات وعرف مسميات اشكال تسريحاتهن ولون صبغات شعورهن وانواع مكياجهن وماركاته, اما اهتمام الزوجة بمظهرها وزينتها لزوجها فذلك مطلوب ومرغوب ولكن عندما تبالغ المرأة في ذلك ويكون على حساب نضجها ووعيها مما ينعكس سلباً على حقوق الرجل الزوجية والتزاماته المادية فأعتقد انه بغنى عن هذه الموضة وتلك الزينة.
رابعاً: اعترضت الاخت على مفردة يروضها معتقدة انها تستعمل للمخلوقات غير البشرية فقط وفي اللغة تستخدم للعموم فيقال مثلاً: فلان يراوض فلانا على امر كذا اي يداربه ليدخله فيه, وفي حديث طلحة: فتراوضنا حتى اصطرف مني واخذ الذهب، أي تجاذبنا في البيع والشراء كان كل واحد منهما يروض صاحبه من رياضة الدابة, ويقال ايضا غلام ريّض- ورجل رائض من قوم راضة وروض ورواض.
خامساً: للأمانة والانصاف اشرت في مقالي السابق الى وجود حالات ونماذج مشرفة من الفتيات اللاتي استطعن مواءمة متطلبات وتطلبات ازواجهن والبقية قادرات وبعون الله على ذلك متى ما وجدت الرغبة وتحقق التوازن بين المظهر والجوهر وليس من الحكمة في نظري الدفاع عن فتاة الموضة كما دأبت الاخت في مقالها وتحت شعار المحافظة على الزوج ولفت انتباهه، فالزوج في اعتقادي يؤثر النضج والوعي على المظهر والشكل ويبهره العقل والروح لا التكلف والمباهاة,مرة اخرى اشكر الاخت وكل قلم يسلط الاضواء على آمال وتطلعات ابناء وبنات هذا الوطن المعطاء والله الهادي الى سواء السبيل.
محمد عبدالله الداود
بريدة