عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
فان التقدم العلمي الذي حققته المملكة العربية السعودية، والخطوات الوثابة في جميع المجالات لتجعل الانسان يحس بالفخر والاعتزاز، وبناءً على ذلك لم يكن مستغرباً او مفاجئاً لاي مواطن او مقيم ما اعلنه الدكتور خضر القرشي عن عزمه استخدام الحاسب الآلي في عملية تعيين المعلمين سواءً كانوا من المعينين الجدد او المنقولين من مناطقهم الى مناطق اخرى.
بل لقد زاد منسوب التفاؤل لدى المعلمين ذلك التصريح القاضي بتعيين المعلمين على نظام المحافظات من قبل وزارة المعارف عن طريق الحاسب الآلي، بناءً على درجات المفاضلة ودون التدخل المباشر من الموظفين، الذين قد تؤثر فيهم العواطف والوساطات.
وهذا الاجراء لو عمل به لاصبح دور المسؤولين في ادارات التعليم محصوراً في ارسال اماكن الاحتياج في المحافظات التابعة لهم ومن ثم تقبل المعلمين المعينين من قبل الوزارة- عن طريق الحاسب طبعاً- وبعد ذلك توزعهم على المدارس حسب الحاجة.
لكن المفاجىء والذي كان له وقع الصاعقة على الجميع هو انه وبعد كل هذه التصريحات جرت الرياح بما لا تشتهي السفن, حيث اعلن التعيين عبر الصحف اليومية على نظام المحافظات البالغ عددها مائة وخمس محافظات لكن المسؤولين في ادارات التعليم ومنذ ذلك الاعلان يبدو انهم قد بيتو النية لتهميش محتواه لعدم منطقيته من وجهة نظرهم، ولهم الحق في ذلك، حيث جاء تعيين من خدموا لسنة واحدة فقط افضل من اولئك الذين خدموا لاكثر من ثلاث سنوات ومازالوا في ابعد النقاط التابعة لمناطقهم التعليمية, وبالفعل نفذ المسؤولون في ادارات التعليم ما بدا لهم ضاربين بما قام به الحاسب الآلي عرض الحائط.
ولعل ما يزيد من حيرة واندهاش المعنيين بذلك وهم المعلمون هو ان تجاهل ما اعلن من خلال الصحف اليومية من تعيينات صادرة عن الحاسب الآلي لم يستند على ما ينقض ذلك, فهل يكون المسؤولون في ادارات التعليم اعلى صلاحية من المسؤولين في الوزارة، ام ان الخجل هو ما منع من الاعلان والاقرار بأن اهل مكة ادرى بشعابها، وان المسؤولين في ادارات التعليم اقدر على تدبير امور مدارسهم ومعلميهم.
اخيراً بقي ان اشير الى ان ادارة تعليم منطقة القصيم هي التي تحملت العبء الاكبر من جراء هذه الزوبعة، حيث لم يكن تنظيم المحافظات مناسباً لها لا لشيء الا لانها من اوسع المناطق استقبالاً للمعلمين على حين ان المعلمين المنتقلين منها قليلون وهذا ما جعل عملية التجاهل لدى المسؤولين فيها حتمية, والله من وراء القصد والسلام ختام
عبدالعزيز التويخري
القصيم- بريدة - الطرفية الشرقية