مما لا جدال فيه ان من يزور اي بقعة من بقاع وطننا الغالي - المملكة العربية السعودية حماها الله- بعد ان يكون قد تغيب عنها شهوراً ولا نقل اعواماً فانه قد لا يصدق بأن هذا البلد او ذاك هوالذي كان يعرفه قبل اليوم.
فالتغيير والتطوير الى الاحسن والاجمل واضح وملموس في شتى مناحي الحياة وفق تخطيط علمي وتنموي مدروس,, بعيداً كل البعد عن العشوائية والارتجال.
ان المواطن عندما يتنقل في ارجاء وطننا المعطاء من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه يشعر بالفخر والاعتزاز وهو يلمس ويشاهد ما تم انجازه من نهضة تنموية شاملة, وذلك -بفضل الله- ثم بفضل ما بذلته حكومتنا الرشيدة- اعزها الله- من جهد ومال من اجل راحة المواطن واسعاده.
هذا واذا ما عدنا الى عنوان هذه الكلمة مدينة عنيزة التي لم اسعد بزيارتها منذ اعوام غير قليلة ثم يسر الله لي زيارتها منذ بضعة ايام مجدداً عهدي بها بعد غياب طويل,, طويل.
لقد ادهشني - عنوان النظافة- اعني ان النظافة المتميزة سوف يلاحظها القادم الى مدينة عنيزة قبل دخولها ببضعة كيلو مترات,, وستصافح ناظريك وانت تعبر ذلك الطريق تلك الاشجار الجميلة المنضودة التي اختيرت بقدر من العناية الفائقة، اما عندما تبدأ السير بداخل المدينة الوادعة عبر شوارعها- النظيفة جدا واسواقها التجارية المملوءة بمختلف البضائع المحلية وغيرالمحلية,, لكن الانتاج الزراعي المحلي يبقى دوما هو الافضل والاوفر,, ولاسيما عشرات الانواع من التمور المميزة والتي في طليعتها- البرحي والسكري والحلوة وام الحمام.
هذا وان مما يزيد ذلك - حلاوة وطلاوة تبادل التحايا بين الناس مع السؤال عن الصحة والاحوال فانت عندما تلتقي باي شخص من الاشخاص في المسجد او في الشارع او في المتجر او في اي مكان سواء كان يعرفك او لا يعرفك فانه لابد من ان يبدأك بالسلام ثم يدعوك الى منزله لشرب القهوة وتناول الطعام، وما لا ريب فيه ان لمثل هذه المبادرات اللطيفة تأثيرها البالغ على زيادة الالفة وصدق المودة وقصارى القول فان مدينة عنيزة بأهلها الكرماء وحدائقها الغناء ونخلها الشماء وكثبانها الحمراء انما هي واحدة من درر هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية الذي يحق لكل مواطن يستظل تحت سمائه ويعيش فوق ترابه ان يباهي ويفاخر بانتمائه وانتسابه اليه.
وفي حب الوطن ارجو ان يأذن لي سعادة اخي الاستاذ الدكتور عبدالله صالح العثيمين امين عام جائزة الملك فيصل العالمية وعضو مجلس الشورى ان اتمثل ابياتاً من قصيدته عودة الغائب عقب عودته الى ارض الوطن عائداً من اسكتلندا:
من كان مثلي بالفيحا تعلقه فلا غرابة ان عانى ولا عجبا ما بين جبال كله شمم وبين كثبان رمل كلهن إبا وان تأملت ازياء تتيه بها رأيت من بينها البرحي والعنبا حبيبتي انت يا فيحا ملهمتي ما خطه قلمي شعرا وما كتبا هنا,, سمعت اهازيجا مرتله وعشت ايام اشواق وعهد صبا هنا سجلات تاريخ تحدثني بما يطيب,, عن الماضي الذي ذهبا تعيد لي صورة الهفوف كاملة الناس,, والشارع المسقوف والعتبا ومتعب قصد المشراق في دعة وظامئا من سبيل علقت شربا وصورتي كل يوم حاملاً بيدي الى العزيزية الكراس والكتبا حبيبتي انت يا فيحاء معذرة ان جاء وصفي لما في النفس مقتضبا |
واخيراً كما هو اولاً فالشكر الاوفى للاخ الاستاذ الدكتور عبدالله على ما حوته هذه الابيات المعبرة اروع تعبير والعطرة بعبق الذكريات الجميلة في احضان الام الرؤوم الفيحاء.
وصدق الشاعر ابن الرومي حين قال:
وحبب اوطان الرجال اليهمو مآرب,, قضاها الشباب هنالكا |
* اعتذار :
اعتذر بحرارة الى الاخوة الاعزاء في عنيزة لكوني حرمت من زيارتهم بسبب عودتي المفاجئة الى جدة نتيجة ظرف طارىء,فعسى ان ييسر الله الفرصة الانسب والاسنح لكي نتمكن من رؤية الجميع- بمشيئة الله تعالى,والله ولي التوفيق .
علي السليمان الحمدان