Monday 13th September, 1999 G No. 9846جريدة الجزيرة الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9846


عذاريب
حقوق الشباب ولا ضجيج الكرة!
عبد الله العجلان

الرئاسة العامة لرعاية الشباب,.
تحت هذا المسمى الواضح بمفهومه الحقيقي تندرج اهداف وطنية جميلة تتعلق بالفعل الشبابي وهواجسه وهمومه وابداعاته واشكالياته,, لكن على الرغم من ذلك يبدو ان هنالك خلطا في طبيعة تعاملنا وفهمنا واحيانا تناسينا لما هو مفترض ان يكون والانقياد فقط خلف الاشباع الكروي وكأننا نتعايش ونأكل وننام ونستيقظ ونتنفس ونتحدث وسط كرة وعلى ارض ملعب ترابي او مزروع وامام حشود او عزوف جماهيري خلف الشاشة او على مقاعد المدرجات الاسمنتية,,!!
يخطىء كثيراً من لايضع الكرة في مكانها الصحيح ويرى انها غير جديرة بالاهتمام,, ويخطىء أكثر من ينادي بإهمالها والغاء وجودها وتأثيرها الايجابي واغفال واقعها الطبيعي والحضاري,, تماما مثلما لانريد ان تأخذنا قضية زيد او عبيد الى عالم اللامعقول وربما اللاوعي وغالباً الى الاستخفاف والقفز فوق مشاعر المجتمع بقضاياه الانسانية والاقتصادية والاجتماعية الأصعب والأقوى والأهم!!
لقد اصبح الحديث عن الشباب بمثابة التوجه والتركيز والتوغل قلبا وقالباً في الصميم الكروي دون البحث والاهتمام بتلك التي اصابت شباب اليوم بمزيد من المصاعب والمتاعب والمخاوف بسبب شح الفرص الوظيفية وتواضع نسب القبول في الكليات لمرحلة مابعد الثانوية وما تمثله هذه المرحلة السنية الحرجة والحساسة جداً من تصاعد هائل في القدرات والطاقات والافكار والاحلام,.
اضافة الى انها تعتبر دائماً الأوفر عدداً والمتزايدة تراكماً وصعوبة يوما بعد يوم,,!!
ذات يوم قاد امير الشباب الراحل فيصل بن فهد يرحمه الله الحملة الوطنية المكثفة لمكافحة المخدرات وساهمت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمختلف قطاعاتها ومنسوبيها آنذاك في تفعيل التوجهات الوطنية الرائعة لوزارة الداخلية لمواجهة هذا الخطر,, واستطاعت هذه الحملة ان تحقق نجاحا لافتا في وقت كنا نضع فيه ايدينا على قلوبنا خشية ان يتمكن هذا المرض الخطير من المجتمع السعودي المحسود على أمنه واستقراره,, وازدادت مخاوفنا وقتها على ان يجد ثغرة ما ينفذ من خلالها الى فئة الشباب حاضر الوطن وركيزته ومستقبله,,!!
اليوم نقولها بكل امانة,, نحن الآن امام خطر شبابي آخر قادم بكل انعكاساته السلبية وابعاده الخطيرة المتمثلة بما يواجهه شبابنا من معاناة قاسية في مسألة القبول بالكليات من جهة واتاحة الفرص الوظيفية من الجهة الأخرى,, هي مسألة تقتضي تغيير اللغة الاعلامية في مساعينا وافكارنا وتداولنا ليس لمجرد ان نقول كلاماً عابراً وانما لنحاول تقديمه اسهاماضرورياً يجسد الحقيقة ويشارك في بث الهموم وايضاح التصورات في سياقها التوعوي,,!!
بالنسبة لوسطنا الرياضي,, فأكثر مانخشاه تبعاً لواجباتنا ومسؤولياتنا المهنية ان نتفرغ اعلامياً وتكريساً للشأن الكروي الذي يكاد يكون قطرة صغيرة في بحر الهموم الشبابية المتلاطمة,, نقولها بألم وحسرة لأننا لانستطيع تجاهل هذا الخطر وعزله بكل بساطة عن حقيقته المرة وواقعه المؤلم,, ولايكفي للتخلص منه تركه هكذا على الرف,,!!
مرة اخرى اقول لايعني ذلك اننا نطالب بتطنيش الكرة تصرفاً وتفاعلاً وانما بالتعامل معها في حدود المعقول واندماجها ضمن كامل الاطار الشبابي بسائر تفاصيله ومراحله واخطاره ومتطلباته,,!!
جهاز لكشف التهاويل!!
تخيلوا لو ان لدينا جهة ما تتولى رصد مايدور في الوسط الرياضي وماينشر من اخبار وتصريحات ولقاءات واطروحات ومن ثم مقارنتها بعد مدة محددة بنتائجها وما انتهت اليه,,؟!
اجزم ان النتيجة ستكون على النحو التالي:
5% من الاخبار والتصريحات صحيح والباقي كذب وفبركة وكلام لايودي ولايجيب,,!!
معظم اللقاءات تتم لغرض المجاملة وتصفية الحسابات وحب الظهور,, وبالتالي لايمكن الخروج منها بفائدة تذكر,,!!
اما القرارات وما ادراك ما القرارات فهي ام المصائب وفيها يزداد الامر سوءا,, حيث تبدأ في مضامينها بكثير من التخبط والفوضى وتنتهي في تنفيذها بعدم المصداقية تارة والارتجالية الممسوخة تارة اخرى,,!!
في حين يغلب على النسبة العظمى من الاطروحات الصحافية طابع النفاق والجهل والمصالح الشخصية المتبادلة لتبقى الحقيقة شبه معطلة,, والمصلحة العامة غائبة الى اجل غير مسمي,,!!
هكذا نسمع ونقرأ ونرى,, بل ان العملية لاتحتاج لرصد وتوثيق ومن ثم ايضاحها بارقام ونتائج ثابتة ودقيقة,, العملية واضحة مثل الشمس ويكفي لتأكيدها الاطلاع على مايدور في الاندية والملاعب والصفحات الرياضية المتأزمة وماتحمله عقول اولئك المعنيين في قطاعات رياضية عديدة من تناقضات وممارسات تشير دائما وابدا الى اننا صرنا - للأسف الشديد - قوما نجيد فن المكابرة ونتعاطى الغرور وعدم الاعتراف باخطائنا بنفس القدر الذي نتعمد فيه رفض الآخر وتشويه صورته ومصادرة نجاحاته,,!!
في الاتحادات والادارات واللجان والاندية والاعلام يؤكدون ويقولون لنا كل على لسانه وفيما يخصه:
قراراتنا صحيحة وسليمة,, صفقاتنا ناجحة,, اختياراتنا موفقة للغاية,, اجتماعاتنا مثمرة,, اخبارنا دامغة وانفراداتنا موثقة,, مؤهلاتنا عالية,, خبراتنا طويلة,, عقولنا متفتحة,, تصرفاتنا متحضرة,, احكامنا عادلة,, كلامنا درر,!!
لاحظوا كل شيء تمام التمام,, لدرجة ان الامر بلغ حداً اشبه مايكون بالاسلوب الدعائي الفاضح لهذا المنتج المتدهور او تلك البضاعة الرديئة,, يريدون اقناعنا وعيوننا طايرة بانه لا مجال للخطأ ولا مكان للفشل,, لكن عندما يقع هذا او ذاك فللحظ العاثر عناده وللظروف السيئة مواقفها,, وعن الالهاء وصرف الانظار وامتصاص الغضب حدث ولاحرج,,!!
حدثونا بما يليق,, وتأكدوا ان الرياضة لعبة صريحة ومكشوفة لا احد يستطيع التكتم على اسرارها وترويضها بمزاجه وحسب رغبته,, كما انها لاتحتمل اساسا غوغائية الانفعالات وهستيريا الملاسنات التي لاتختلف ان لم تكن اسوأ بكثير من شغب الملاعب ولعب المشاغبين,,!!
غرغرة
* استضافة المملكة لبطولة العالم للناشئين للكرة الطائرة نأمل ألا تكون لمجرد الاستضافة وبس,,!!
* البطولة العربية الأخيرة كشفت ان العابنا الجماعية بما تحظى به من ملايين واضواء وشهرة لاتستطيع ان تنافس الالعاب الفردية المغمورة في كل شيء,, اعطوها بعض الاهتمام وقليلا من الانصاف,,!!
* ما فعلته ادارة النصر بفهد الهريفي قبل اربع سنوات ها هو يتكرر من ادارة الهلال لفيصل ابوثنين,, الضحك عقوبة فلا تضحك تبتلى,,!!
* بين لاعب يغز خشمه ويطالب بمئات الالاف مقدماً لعقده,, وشاب جامعي محبط يبحث عن وظيفة على بند الساعات ولايجدها يكمن الخطر الحقيقي من سوء المعادلة ,,!!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved