Monday 13th September, 1999 G No. 9846جريدة الجزيرة الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9846


من الاثنين الى الاثنين

كانت الوصية الوحيدة لزوجته وهي على فراش الموت ابنتها الوحيدة ,, وما ان اتم ثلاثة اشهر من وفاتها حتى تزوج من امرأة قاسية القلب كثيرة الشكوى,, تربت في بيت مفكك الاواصر مع ام متسلطة واب ضعيف الشخصية لايملك الا ان يلبي كل مايطلب منه.
ولان الزوج رجل ميسور الحال ولديه بنت من امراة سابقة فقد اعتقدت الزوجة او هكذا أوحت لها والدتها ان تحصل على اكبر قدر ممكن من مال زوجها وان تسارع بالحمل لتقييده والامعان بابتزازه,.
اما الطفلة المسكينة فقد اهتمت بها في باديء الامر ثم اوكلت امرها الى الخادمة حتى عندما تسافر لعدة ايام كانت تترك الطفلة مع الخادمة ولم تكن تعيرها ادنى اهتمام وعندما يسألها الزوج عن الطفلة المهملة تدعي انها لاتحبها بل تفضل الخادمة عليها,, اما الطفلة فقد كانت تصاب بالخوف والرعب لمجرد سماع صوت زوجة ابيها وقد كانت تحس بتلك النظرات الحاقدة برغم صغر سنها,, وما ان تجاوزت العاشرة حتى استغنت زوجة الاب عن خادمتها لتحل الطفلة محلها لتقوم بكل مايطلب منها دون اعتراض او شكوى,, كانت تحس بتفضيل اخواتها الصغيرات عليها بكل شيء وما ان تجاوزت الثامنة عشر وانهت دراستها الثانوية حتى زوجت لاول طارق يطلب يدها بطريقة غريبة دون اي اهتمام او فرح او حضور وكان ماكان جنازة لامناسب زواج ,, وما ان خرجت من البيت حتى التفتت إليه معاهدة نفهسا الاتعود الى العذاب مرة اخرى ولو كان الزوج الذي لا تعرف عنه اي شيء لايصلح وقد وفقت ان كان على عكس ما توقعت اذا ادخلها الى دنيا الفرح الذي لم تتذوق طعمه طوال حياتها مع ابيها المسلوب الارادة وزوجته القاسية المتسلطة.
الحمد للي بدل العسر باللين
المنعم الوهاب جزل العطايا
اما الاب الذي بدأت تجارته بالكساد شيئا فشيئا لم تتوقف طلبات زوجته النهمة وكان دائما في موقف المتهم عندها بالبخل والحرص على المال والتقصير مع ان مالديه قارب على النفاد حتى بدأ يبيع بعض املاكه لتلافي خسائره المتوالية الى ان باع كل مايملك ,, طلب من زوجته ان تمده ببعض المال ليقف على قدميه من جديد فهي تلم عدداً من المجمعات السكنية والاراضي التي لاتقدر بثمن والتي كان هو مصدرها الاول حين كان يغدق عليها المال دون حساب,, وحين اضطر لبيع بيته تركته واقامت في احد املاكها دون استئنذان او حتى دعوته للاقامة معها.
وما ان علمت ابنته التي شارك بالقسوة عليها من زوجته بحاله حتى هبت لنجدته وانقاذه عن طريق زوجها الكريم الطيب اذ قامت بسداد كل ديونه دون علمه بطريقة زوجها الخاصة وطلبت من زوجها ان يشركه معه في اعماله او بعض منها وهكذاكان.
دخلت على والدها وفي يدها بعض الاوراق وما ان نظر إليها حتى انهمرت دموعة اسفا على مافعل بها وكيف كان جزاؤها له وتذكر والدتها التي لم تكن اقل منها طيبة ووفاءً وتفانيا ونكرانا للذات.
كم واحد يضحك وانا اضحك الى مر
ماهوب ينفعني ولانيب اخره
مكثور خير الى كفا خيره الشر
لاحل ذكره قلت لله دره
ياصاحبي لك عذراء اوسع من البر
لاصرت حتى والدك مابره
الله عطانا ليه تزعل وتحتر
قلبك ملاه الحقد الاسود وضره
ياما فعلنا بك من الطيب ماسر
نرضيك وتدور علينا المضره
ودك علينا تقلب الحاليه مر
وترد عنا نية الخير مره
حسود مايتاح قلبك ويستر
دامك تشوف احدٍ بعز ومسره
ازعل ترى مامرنا يوم اقشر
ماعندنا من الهم مثقال ذره
ياصاحبي ودك تحسر تحسر
الله يزيدك شد جيبك وقره
الابيات للشاعر عبدالرحمن المدعج
علي المفضى

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved