لا حاجة بنا للتأكيد على أن المخدرات بكافة أنواعها تسبب أضراراً للإنسان والمجتمع عامة، وإنها إحدى أدوات الشيطان لاغواء المرء وجرفه عن جادة السبيل، ولذا فإن المجتمعات التي تبتلى بهذا الوباء تنهك وتدمر اقتصادياتها وتتفشى الأمراض بين شبابها وتصبح عرضة للانهيار، ولذلك فقد أفتى علماء الإسلام باعتبار الاتجار في المخدرات والترويج لها نوع من أنواع الحرابة يستوجب القصاص العادل، وهو ما تطبقه المملكة العربية السعودية والإمارات وإيران وماليزيا والعديد من الدول الإسلامية التي تسعى إلى تحصين مجتمعاتها من هذا الوباء، إلا أنه وللأسف الشديد أن تكون احدى الدول الإسلامية أحد أهم مصادر زراعة وإنتاج المخدرات فقد أوضحت دراسة نشرتها الأمم المتحدة يوم الجمعة أن إنتاج الافيون الخام في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا طالبان في أفغانستان بلغ أكثر من الضعف في عام 1999م إذ وصل إلى رقم قياسي بلغ 4,600 طن.
وقال برنارد فراهي ممثل البرنامج العالمي للأمم المتحدة لمكافحة المخدرات في مؤتمر صحفي في إسلام أباد نشرته وكالة الأنباء الألمانية إن المناطق التي يزرع فيها الخشخاش في أفغانستان زادت بنسبة 43 بالمائة.
وقال فراهي ان 97 بالمائة من زراعات الخشخاش في عام 1999 كانت في المناطق التي تسيطر عليها طالبان.
ويذكر أنه في العام الماضي كانت زراعة الخشخاس تشغل ما مجمله 64,000 هكتار من الأراضي في أفغانستان التي تمزقها الحرب بينما زادت تلك المساحة لتصل في العام الحالي إلى 91,000 هكتار.
وأشارت الدراسة إلى أن نصيب أفغانستان من إنتاج الأفيون الخام في عام 1999 بلغ 75 بالمائة من الناتج العالمي وبزيادة نحو 25 بالمائة مقارنة بعام 98م.
وقال فراهي: إن حركة طالبان تفرض ضريبة قدرها 10 بالمائة على كافة المحاصيل المزروعة في أراضيها بما في ذلك الأفيون الأمر الذي يوحي بأن الميليشيا الأفغانية تعتبر إنتاج الأفيون أمراً مشروعاً.
وهكذا تبيح مليشيات طالبان ما حرمه علماء المسلمين، ولا ندري على أي أساس يعتمد فقهاء طلبان في هذا الأمر الذي يصيب الإنسانية جمعاء بالضرر ومنها الدول الإسلامية التي تستغل بعضها كمنطقة مرور ومنها الدول المجاورة لافغانستان والقريبة منها,,؟