من البشر مايخصهم المولى عز وجل بخصال حميدة,, تتمثل في عشقهم قضاء حوائج الآخرين وادخال البهجة في نفوسهم, وهؤلاء فئة متميزة نذروا انفسهم لخدمة الآخرين ورسم الابتسامة على وجوههم, ليظفروا برضى الخالق وامتنان من حولهم.
وعلى النقيض من اولئك,, تبرز فئة اخرى يمكن وصفها بالمتكاسلة او المتحرجة من قضاء حوائج الغير,, تجدهم يسارعون لتقديم الاعتذارات والمبررات رغم قدرتهم على ذلك , ويعتقدون ان خدمة الغير ليست ضرورية اذا لم تكن هناك مصلحة مباشرة او اهمية ماوراء طالبها.
وامثال هؤلاء,, لايدركون ان فتح الابواب او السعي للخير نحو محتاج يعني الشيء الكثير في الدين والدنيا, ولم يستوعبوا بعد ذلك المحتاج او العاجز الذي وقف بابوابهم مستنجدا بفزعتهم,, قد غسل وجهه حياء وخدش كرامته واتى اليه متوسما وراجيا ومتعشما ان يقضي له حاجته.
شتان الفرق,, بين فرد نذر نفسه وماله وعلاقاته مسخرة لمن يحتاج,, ينثر الحب والابتسامة حوله,, يخفف من آلام المصابين ويواسي المكلومين, وبين فرد يقضي يومه متعجرفا يصد هذا ويقتل الفرحة في وجه هذا ويحطم هذا.
مواقف مع الأخيار
الاخيار والصالحون ينتشرون حولنا في كل مكان,, هذه حقيقة نلمسها في كل يوم,
ذات ليلة دخلت صالونا للحلاق,, كنت ادخن,, وكان بجواري رجل صالح ملتزم,, يبدو انه امتعض من التدخين ولم يبد لذلك انزعاجا او يشعرني به, بل صمت على مضض,
خرج من الصالون بعد ان انتهى ثم عاد مرة اخرى لي وقال: بخجل وتواضع: اتسمح لي اخي الكريم ان أهديك هدية,, هذا كتاب الله لك احفظه يحفظك,, وغادر بهدوء, ويروي لي صديق موقفا آخر يقول: ذات ليلة دخلت سوبر ماركت طالبا شراء سجائر وكان يقف بجواري رجل,, اخذت مااريد وغادرت.
لحقني هذا الرجل وقدم لي خالص اعتذاره لتأخيري, ثم اهداني مجموعة منالمساويك الفاخرة ودهن عود, ودعا الله ان يبعد عني شر التدخين.
امثال هؤلاء الاخيار والدعاة الصالحين هبة ونعمة كبرى من المولى عز وجل لنا,, وكم يشعر الفرد بالفخر والاعتزاز بهم لانهم واحة خضراء تظلل من حولها في معترك حياة يومية كئيبة.