Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


استشاري الأمراض العصبية والنفسية,, د, علي سليمان
بعض المخاوف تتجاوز حدود العقل
الخوف من طبيعة البشر,,, والتحليل النفسي خير وسيلة لعلاجه

* لقاء : عبيد العتيبي
الخوف: شيء لا تستطيع مقاومته، فهو نوع من القلق المصحوب بالوسواس القهري، ونحن عندما نخاف، فهذه طبيعة البشر، ولكن لهذا الخوف حدود لا يمكن تجاوزها، وإلا اصبحت المخاوف عثرة في طريق الحياة,, وهنا تنشأ المشكلة.
تحدث بذلك الدكتور علي محمد سليمان استشاري الامراض العصبية والنفسية مستدلا على هذه الحقيقة من واقع حياة كل الناس، فنحن نخاف اذا رأينا سيارة مسرعة قادمة نحونا، ونخاف عندما نقابل شخصا له مكانة من المسؤولية، وهذا يجعل الجهاز العصبي ينشط بشكل سريع وتلقائي لنتفادى هذا الخطر.
واضاف بقوله والام تخاف على وليدها فتنام نوم اليقظة، فمواء القطة يتخيل لها انه صوت وليدها (الذي استيقظ وهي نائمة) وطرق الباب هو (ارتطام طفلها بالارض بعد سقوطه من السرير ولكن الحقيقة غير هذا.
نوعان من المخاوف
وأفاد الدكتور علي سليمان بأن هناك نوعين من المخاوف لا نعرف لهما سببا بل نعجب لهما ونحاول ان نقاومهما، ولكننا لا نستطيع ونحاول ان نقنع انفسنا بأنه لا مبرر لهذا الخوف بل ونحاول ان نتحداه ولكن لا نستطيع إنه نوع من المخاوف الذي تجاوز حدود الواقع وقبول العقل، فبعضنا يخاف من الثعابين او الكلاب او القطط وكذلك الفئران والصراصير، والبعض يخاف الظلام او الاماكن المزدحمة او الاماكن الضيقة او الاماكن المرتفعة، ونخاف الامراض، ونخاف الناس، ونخاف الاختلاط، كما نخاف الامتحان.
ويرى د, سليمان ان هناك درجات لهذا الخوف وأقصى هذه الدرجات ان نصاب بالرعب، ويصل الامر الى درجة الذعر وتسرع ضربات القلب، وينتفض الجسم مع العرق الغزير، وقد يصل الامر الى فقدان الوعي.
ثم قال وهذه المخاوف تعتبر مخاوف مرضية، والشيء المؤكد ان جذورها ترجع الى الطفولة، والعلاج يستلزم دراسة كاملة لطفولة المريض والمواقف او الصدمات التي تعرض لها، والعلاج النفسي لهذه الحالات يسمى العلاج السلوكي.
العلاج السلوكي
وعن العلاج السلوكي اوضح استشاري العصبية والنفسية بأن هناك طريقتين لتنفيذه الاولى تتم بتعرض المريض تدريجيا الى الموقف الذي يثير مخاوفه، فمثلا اذا كان المريض يخاف من القطط، فإننا نعرضه تدريجيا، وهو تحت تأثير العقاقير المهدئة لصورة قطة ثم لقطة صغيرة وهكذا تدريجيا حتى يستطيع ان يجلس في حجرته بمفرده مع وجود قطة.
اما الطريقة الثانية فتتم من خلال تعريض المريض بشكل مفاجىء وكامل للموقف الذي يثير خوفه، مثل تركه في اماكن مزدحمة بمفرده، إذا كان يخاف منها، وبالطبع سيصاب بالهلع والفزع، وقد يغمى عليه، ولكنه سيفيق ويجد نفسه في المكان نفسه، وهكذا حتى يملك نفسه ويواجه الموقف.
العلاج بالعقاقير
كما اكد د, سليمان بأن هناك ايضا العلاج بالعقاقير الكيماوية، او التحليل النفسي الذي يعتبر خير وسيلة للعلاج لان المخاوف تنشأ مع الإنسان نتيجة لتعرضه لخبرات صارمة في طفولته، والمخاوف وسيلة لا شعورية يحول فيها المريض قلقه الناشيء من موقف معين ويجده في شكل رمزي لا علاقة له بالسبب الاصلي، والتحليل النفسي يجعل المريض يدرك هذه الحقيقة شعوريا، وبذلك تختفي مخاوفه الوهمية ويبدأ التعايش موضوعياً ومنطقياً مع مصادر خوفه وقلقه الحقيقي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved