Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


مقال
من يسعف الطير لحن الشعر والغزل


يا قائل الشعر ماذا وقد ذبلت
أوراقه اليوم نهراً من الخلل
لا الوزن اضفى له رونقاً فزهى
أو عاد منه جمال اللفظ في الجمل
قد دبَّ فيه سقام كان أرهقه
وانبت منه رصين النظم في المقل
واستبدلوه الناس شعراً صار معتبراً
بالنثر يدعى وليس الأصل من ازل
(والنبط) آخى النثر سراًوفي العلن
زادا لنا الجرح عمقاً فلا تسل
إن كنت تسعى لغث الشعر في جنف
قل مابداك تنال العز بالحول
فما لذاك الشعر رب أنت صاحبه
إلا العويل بدمع صار كالهلل
كم من يد عنقاء زجت عذوبته
فلم يعد للناس طعماً بلا عسل
وكم قرأنا لشعر اليوم من صيغٍ
فما رأينا سوى المسقوم بالشلل
آهٍ على الشعر يوماً كان لي حلماً
ألقى لحظي فيه قدراً من الأمل
اليوم يشكو الى الله موئله
قد صار تيه الموامي تائه السبل
لا عالم اليوم اضحى له طرباً
أو سيق منه رواء الواجم الخجل
ليت الزمان يعيد فينا فضائله
ليسعف الطير لحن الشعر والغزل
فالطير مزؤدد وفي وكره وجل
ما عاد ينشد حرف الضاد في الحلل
قد احتسى المسكين نظماً تبرمه
وغار عنه زلال الماء والبلل
وكلما غاج غصن طار مغتر با
بين الرياض وفوق التل والجبل
يطارد الإيقاع اياع كان مختبئاً
حتى ولو كان ضيفا مع الزحل
عفيف نفس كأن الله ألهمه
روح القريض وفن الشدو بالدول
يامثقل الشعر رطناً من الدجل
آن الأوان اليوم فارحل بلا جدل
مايطرب الطير إلا ربابته
في ثغر محترف للشعر والعلل
عاطف بن محمد عبد الله الشهري
الشعر هو وعي لحظة الألم الانساني بكافة مستوياته، وعاطف يأخذنا في قصيدته من يسعف الطير لحن الشعر والغزل في رؤية شعرية تكشف عن أدبية النص عند عاطف وهي قصيدة مطولة بايقاع متميز، مدلول النص ينصب في البحث عن القيمة المفقودة للمتداول من الشعر، والرفض الضمني لقصيدتي النبط والنثر,.
بنية القصيدة السطحية التزمت في شطرها الثاني اللام المكسورة كما في,, الخلل، الجمل المقل، أزلِ,, الخ، وقد أحسن عاطف في أن القصيدة بالإضافة الى موضوعها الجيد بأن نجح في التركيب والتجانس انتصارا للفكرة المطروقة في القصيدة مسوغة في ذلك الرثاء لا الانفصال,, كما في وقد دب فيه سقام كان أرهقهُ وانبت منه رصين النظم في المقل.
منتج النص الشعري يرى العودة للأصيل والقديم ورفض التجديد الشعري وهو هنا يشعر بالسأم من الجديد ويشده الحنين الىالقديم فيصوغ ذلك شعراً.
واستبدلوه الناس شعراً صار معتبراً
بالنثر يدعى وليس الأصل من أزلِ
يذكرني هذا البيت بالصراع الذي كان ومازال بين المحافظين والمجددين وهو صراع أدبي قسم الشعراء الى فريقين مؤيد ومعارض وقد دافع كلا الطرفين كل من وجهة نظره بقوة, انما مايعنينا هنا هو الانسياب الشعري الجميل في شكوى عاطف المملوءة بنبرة اليأس فيتحدث على لسان الشعر فيقول:
اليوم يشكو الى الله موءله
قد صار تيه الموامي تائه السبل
واسطة العقد في القصيدة قوله:
ليت الزمان يعيد فينا فضائله
ليسعف الطير لحن الشعر والغزلِ
نجد عودة الىالبحث عن المعنى السامي للقيمة، الفضيلة والموروث الشعري واللغوي كما يرأى عاطف في ختام قصيدته ان طرب السمع لايكون الا بما تهوى الأذن سماعه.
القصيدة، كما قلت سلفاً طويلة ولايمكن تناولها بالتفصيل لاتاحة الفرصة لبقية الاصدقاء إنما يستطيع القارىء ان يستمتع بالحس الشعري والفني الذي تضمنته القصيدة.
رائع هذا التواصل، وأهلاً بك صديقاً دائما لنا.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved