Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


عيون دامعة وعواطف متجمدة

نتساءل دائماً لماذا القسوة في هذا الزمان سؤال يحيرنا دائماً ولا نجد له اجابة او بمعنى اصح لا نجد من يستطيع الاجابة عليه لهذا تشجعت لأخط هذه الاسطر وعلى ورق هذه الصفحة العزيزة جداً على قرائها المحترمين دموعاً تختفي لتوهم من حولها بجفافها وافئدة تحترق لتقدم لغيرها السعادة كالشمعة تشتعل لتنير ما حولها علماً ان في هذا نهايتها لذلك اردت ان اسرد لكم اعزائي هذه المأساة التي يعتصر القلب الماً وحزناً عليها عندما سمعتها واخبرتني بها صديقة عزيزة علي وهي تحدثني بحديثها الذي يمزق القلب حزناً عليها وتتكلم بصوت مبحوح تخنقه العبرة لتضغط بكل قوتها على القلب لتخرج انينه وكآبته وكأنها تبوح بالحديث لروحها التي تكاد ان تتمزق اذا لم تكن بالفعل قد تمزقت وهي تقول ان من جعلتها الاقدار تحت اقدام الفشل بماذا تريدينني عزيزتي ان ابوح هل بالندم او بالحسرة صدقيني لقد تخيلت وتوقعت ان الأمل لا يمكن له أن يكون الماً في اي لحظة ولكن ما حصل على عكس ذلك لهذا شبح الخوف يلازمني وخاصة بعدما عانيت من الظروف وقسوة الزمن الكثير فلم تعد العواطف والمشاعر تتحمل مثل سابق عهدها لقد اصبحت اكوام جليد خالية من الحياة متجمدة لا تتحرك لا تعطي حتى تأخذ لان فاقد الشيء لا يعطيه توقفت عن الكلام قليلاً متناولة بيدها الحائرة المرتعشة منديلاً تمسح به ما هلت عينها من الدموع ثم اكملت حديثها الحزين وهي تهز برأسها يميناً وشمالاً انها حقا مقولة عجيبة ولكن في الوقت نفسه صحيحة بالفعل للاسف الشديد فهناك من باستطاعتهم ازالة واذابة تلك الثلوج المتراكمة التي تسيطر على عواطفي ولكن حتى هم لا يستطيعون ذلك لان عواطفهم الآن اصبحت اكثر تجمدا لقد خسرت تلك المشاعر التي كانت هي اجمل واحلى ما يحسس بالأمن والأمان ويعطيني الحنان لأعيش اليوم وانا احلم بالغد وأتأمل بالحاضر والمستقبل معا لم يعد هناك شيء يفرحني حتى يحزنني ولا يبكيني حتى يضحكني اعتدت ان اكون وحيدة في وسط جمع من الناس واعاني من الغربة والحرمان اكثر مما يعانيه اليتيم من الاسى والأحزان وانا في وسط الاهل والخلان ولكن لا استطيع الهروب من القدر المحتوم واخذت تنظر لي وهي تبكي بشدة حتى اني اكاد اسمع صراخاً وآهات مكتومة في اعماقها بتنهدات تخرج صدى ذكرى تعذبها وتحكم عليها بان تكون جسدا بلا روح لا اخفي عليكم لقد تأثرت بما قالت فاحتضنتها بكل حنان لكي اخفف عنها مأساتها وأواسيها بقولي عليك بالصبر يا عزيزتي فالصبر علاج كل مصيبة والزمن كفيل بان يمحو تلك الذكرى المؤلمة وينسيك المك وحزنك فما كان منها الا أن صرخت بأعلى الصوت لا لا الزمن لن ينسيني تلك الذكرى لانها غرست في الاعماق وسقيت بقطرات الدم والصبر لن يبقى معي لحظة واحدة لانه سوف يمل ويكل اذا انا لم اياس وأمل منه فلم يكن بوسعي الا ان ابتسمت في وجهها ودموعي تغرق عيني وانا امسك بيديها الخائفتين فقلت لها هيا ارفعي يديك للمولى معي لندعو سوياً بالفرج والرحمة ليرحمنا جميعاً.
أنين الحرمان
عنيزة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved