Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


أنقذوني من هذه الفتاة

انا شاب ابلغ من العمر 29سنة، وتجبرني ظروف عملي على الابتعاد عن زوجتي واطفالي مسافة 200كيلو، ومنذ حوالي 9 سنوات وانا على هذا الحال، واسكن مع اصدقاء تسودهم المحبة والاخوة والتعاون مابين العمل وفترة الراحة التي تجمعنا في تلك الغربة.
على اية حال كنت اسافر لزوجتي كل يومين في الاسبوع وأحيانا يوماً واحداً، لذلك كنت صبورا جدا على حالي وكذلك زوجتي، كنت محباً لها جدا وكذلك هي ولا استطيع احضارها معي لظروف عملي وضعف راتبي وكنت افكر فيهم ثواني ودقائق كل يوم ولا استطيع فراقهم من تفكيري فعلى ذلك كنت سعيداً جداً.
وفي ليلة من احدى الليالي اتصلت فتاة تريد التعرف بي فرفضت ذلك وقلت لها لايمكن ان يتم تعارف بيننا وانا متزوج ولدي اطفال وقمت في ذلك الوقت بقفل سماعة الهاتف في وجهها ومع ذلك اصرت على الاتصال والتعارف وفي تلك اللحظة اصابني صداع لم يفارقني تلك الليلة, وفي اليوم الثاني اتصلت بي الفتاة فقام احد اصدقائي بمخاطبتها فلم ترد وكذلك الثاني والثالث فلم ترد اما اذا كلمتها انا فترد عليّ واستمررت في الاقفال وعند حوالي الساعة الثانية عشرة ليلا كنت جالسا لوحدي فلم أنم فاتصلت فقمت بمكالمتها فقد سبقني الشيطان الرجيم في محادثتها وتعرفت عليها وياليتني لم ارفع السماعة فلخبطت كياني وزرعت لي طريق اشواك، لقد فرقتني عن اطفالي وعن زوجتي فاصبحت لا احبهم ذلك الحب الذي عايشتهم عليه كان فكري هو تلك الفتاة لاغير كنت عصبياً جداً في كل كلمة تنطقها زوجتي كانت تناقشني بامور الاسبوع الذي كنت فيه بعيداً عنها كنت عنيداً معها وكل هذا بسبب تلك الفتاة التي زرعت المرض والخوف في اعماقي وحاولت ان اقاطعها فلم اقدر على ذلك,, كانت تلعب باعصابي كثيراً نسيت حتى عملي من كثر السهر ومع ذلك اصابني الاكتئاب النفسي وذهبت الى عيادة الامراض النفسية واعطاني الاقراص فلم ينفع معي اي حاجة.
فارجو مساعدتي في الخروج من تلك المشكلة واسترجاع حالتي النفسية في اسرع وقت ممكن ولكم جزيل الشكر.
ن,ح,ب
***
اخي الكريم,, بدأت بنفسك,, وبكامل وعيك وارادتك أولى خطوات العلاج الذاتي لمشكلتك,, وذلك من خلال هذا البوح الصادق,, والاعتراف بخطئك,, وادراكك لحقيقة لعبة الشيطان في حياتك,, وكيف انتصر على ارادتك,, ووجهك بعيداً عن الطريق المستقيم,, كما وان الاعتراف بتقصيرك نحو زوجتك,, وحالة تأنيب الضمير,, هي البداية ايضاً للعلاج,.
والعلاج,, لابد وان يكون ذاتياً,, ينبع من داخلك,, من اقتناعك وكامل ارادتك حتى تنجح,, وتحل مشكلتك,, ولاحل,, او علاج,, دون التوقف النهائي عن استقبال مكالمات تلك الفتاة,, ولا اعتقد ان استمرارك في رفض الحديث معها,, سوف يدفعها الى الاستمرار,, فلا اعتقد ان مسؤولية استمرار تلك العلاقة,, تقع عليها وحدها,, بل هناك,, انت,, في مشاركتها تلك المسئولية,.
وعليك ان تعالج المشكلة من منطق الجراح,, الذي يضطر احياناً الى بتر عضو,, لصالح الجسد ككل,, لذا,, ابتعد مؤقتاً عن الهاتف,, حتى لو اضطررت,, لفصله,,عن المكان الذي تقيم فيه,, وحاول,, ان تفكر في اقامة زوجتك واولادك معك,, اذ بالرغم من بعض المشاكل المادية,, التي يمكن ان تصادفك مع لم شمل عائلتك فان ذلك,, اهون كثيراً,, من المتاعب النفسية التي تعانيها حالياً,, وحاول,, ان تعمل عملاً اضافياً,, لكي تحسن من دخلك المادي,, بصورة تواجه بها مسئوليات عائلتك,, فجمع الشمل بينك,, وبين زوجتك العزيزة,, ووجود الابناء حولك,, ان شاء الله,, سيساعدك على ملء ثغرات الفراغ النفسي والعاطفي في حياتك,, بصورة اكثر نفعاً,, من حبوب الطبيب النفسي,,والمهدئات,, وكن دوماً,, في مواجهة كل موقف ترفضه,, واياك والضعف امام المغريات,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved