Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


بوح جدة ,, لإنقاذ ابتسامة حفيدها

مازلت اتذكر,, واندم,, على موقفي من زواج ابني منها,, فانا كنت اول من اعترض على زواجه منها,, ولعل اعتراضي هذا,, كان وكما يقولون من باب احساس الام,, غير العادي بفلذة كبدها,, فهو ابني الغالي,, الاصغر,, والذي اجتهدت سنوات عمري,, وشبابي,, ان اوفر له كل ما املك من ظروف ,,, وساعدته على اكمال مشواره التعليمي,, حتى صار مهندساً,, ناجحاً,, ورب اسرة ايضاً,, هذا على الرغم من ظروفي كزوجة,, مسئولة بمفردها,, عن خمسة اطفال صغار في كل السنوات الدراسية,, بعد ان فضل زوجي الحياة البعيدة كل البعد عن معاني المسئولية,, حيث الاسرة والاطفال,, وبالتالي,, عشت عن قرب معك,, انت ابني الغالي,, وعشت دموعك واحلامك الصامتة,, في ان يكون لك اسرة طبيعية,, من اب وام,, وعشت معك ايضاً,, عذاباتك الصامتة,, ولمست عن قرب حجم حنانك,, وعطفك,, لكل من حولك,, لذا لم انجح,, في ان اقاوم حبك,, لتلك الانسانة التي اختارها قلبك,, وكان اصرارك القوي,, ان يكلل حبك بالزواج منها,, ويعلم الله,, ان قلبي,, اول من فرح لك ولها,, وكان فؤادي هو الحضن الدافىء لكما انتما الاثنان.
والان,, من بعيد ارقب,, كيف ان مأساة ابني الحنون العطوف ,, تتكرر مرة ثانية,.
فهذا هو ابنك الغالي,, حفيدي يوسف ,, اجمل واروع حفيد,, حنون,, عطوف,, حزين,, يقول لمن حوله,, كما كنت تقول انت عن ابيك البعيد,,ابي مسافر وسيعود قريباً,, قريباً جداً,, ابي ,,وابى,, ويعلم الله,, انني امام كلماته,, يعتصر قلبي الحزن,, والالم,, فانت اصبحت ,, كأبيك تماماً,, اخترت ان تكون عصفوراً حراً,, طليقاً,, بعيداً عن قيود الزواج,, والاسرة,, والبنوة,, اخترت السفر اخترت اللاعودة,, اخترت المكان البعيد,, عن المشاكل,, وتركت عيون حفيدي,, حزينة,, والفرق هنا كبير بيني وبين زوجتك,, فأنت تحديت العالم,, لاجل الفوز بها انت,, ومازلت تحبها,, اما انا,, فقد كنت زوجة مفروضة على ابيك,, وبالتالي,, كان لديه بعض العذر,, في البعد والترحال,.
حقاً فلذة كبدي اكتب اليك,, لتعيد الابتسامة,, المفقودة لعيون حفيدي يوسف ,, اكتب اليك,, لتضع نهاية لتلك الاحلام المستحيلة,, التي يعيش بها ابنك الغالي,, اكتب اليك,, وفؤادي يعتصره الحزن,, على ظروف ابنك المادية الصعبة,, وكرامة,, زوجتك المجروحة,, اكتب اليك,, لاقول,, انني نادمة على اعتراضي من زواجك من تلك الانسانة الصابرة,, الصامدة,, فلو كنت اعرف,, انها تمتلك قلباً وفؤداً محباً لك,, وانها وانا,, نمتلك فؤاداً,, يتساوى في الحب والاهتمام بك,, لماكنت قد وقفت,, موقفي السابق منها,, اكتب اليك,, ابني الغالي,, لتعود لابنك,, وزوجتك,, اكتب اليك,, لنمسح معاً,, دموع طفولتك,, واحزانك,, اكتب اليك,, لتعود,, او على الاقل ليأخذ,, حفيدي,, نصيبه وارثه,, من حنان وحب والده,.
وشكراً اخيراً لصفحة مشكلة تحيرني ,, وارجو نشر رسالتي لعل ابني يدرك مأساة ابنه وشكراً,،
الجدة-الحزينة-ز-أ
***
* جميل ان نعيد دراسة اوراق حياتنا,, فنعدل مواقفنا,, او نراجع اخطاءنا,, وجميل,, ورائع اعترافك هذا,, بل نؤيدك تماماً,, في موقفك الرائع هذا من زوجة ابنك وحفيدك,, وللاسف فانه كثيراً مايدفع الابناء ضريبة تجاهل الآباء لهم وهم اطفال صغار,, ولعل موقف ابنك الحالي,, من فلذة كبده,, خير دليل,, لفواتير الحسابات السابقة,, والان ولاننا لانعرف الاسباب التي دفعت ابنك لهذا الموقف المرفوض من زوجته وابنه,, ولاننا لانعرف الاسباب الحقيقية,, للخلاف الزوجي والذي كان سبباً مباشراً لهذه المشكلة,,.
فلابد ولكي يحقق نداءل الهدف المطلوب,,ولكي نضمن ان شاء الله ان يأخذ حفيدك وكما تقولين نصيبه من حنان وعطف والده,, لابد من توجيه رسالة الى زوجته,, الصامدة,, الصابرة,, رسالة,, لنتساءل عن اسباب المشاكل الزوجية,,واسباب ابتعاد الابن المسافر واسباب اختيار رحلة اللاعودة,, بدلاً من الاستقرار,, ولعل في فهم اسباب الخلاف والوقفة الجادة لاسباب الخلاف,, يمكن ان تكون البداية الحقيقية للحل,, هذا واذا ,, لم تنجح المساعي في حل المشاكل الزوجية بين ابنك وزوجته - لاقدر الله- فلابد من ان يقوم ابنك وزوجته بدور في غاية الاهمية وحماية الابن الحفيد,, من رواسب تلك المشاكل ومواقفها الصعبة وذلك اولاً,, بتجنب الحديث عن اسباب سفر الوالد,, امام الابن,, وتجنب ,, الاساءة اليه بأي صورة من الصور,, فالاب ومهما فعل,, كيان غال,, ومعنى عميق في نفوس الابناء,,وعلينا ألانضيف احزاناً اخرى لابنائنا,, عندما تتعمق الخلافات الزوجية فنعمد الى تشويه صورة ذويه امامه,, اذ يكفيهم هنا,, تلك المشاعر الحزينة,, التي يعيشون بها عندما يتذكرون موقف تخلي الاباء عنهم,, وهم غصون خضراء,.
ولابد لابنك ,, ان يقوم بموقف مساند ,, لموقف تلك الزوجة الصابرة,, وذلك,, بالعمل الجاد,, على رسم صورة جميلة,, لاسرته الصغيرة,, حتى ولو ضحى وتنازل عن بعض مايعتز به من حرية,, واستقلال ليوفر لابنه صورة جميلة,, تعينه,, على قسوة الظروف .
واخيراً حقاً,, لكم اغبط,, زوجة ابنك,, واغبط حفيدك لهذا الوعي الرائع,, لمشكلتهما,, ولقلبك الحنون اللطوف هذا,, ودعاء من الله,, ان يتراجع ابنك,, وتتنازل زوجته,, ويتنازل الطرفان ايضاً,, ليلتقيا لدى نقطة,, تحقق السعادة,, للجميع وتفاءلي بالحياة,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved