Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


موقف
النزعات العدوانية هي خارج نطاق الشرعية الدولية

في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، الذي رأسه العراق لأول مرة بعد غزوه لدولة الكويت في اليومين الماضيين في القاهرة، لوحظ على كلمة وزير الخارجية العراقي بأنها جاءت على غير العادة، فقد تميزت بنبرة هادئة طالب فيها بعقد قمة عربية أو اجتماع عربي على أي مستوى لحل المشاكل والعقبات القائمة في العلاقات العربية في اطار من حوار المصالحة البناءة والاستفادة من دروس الماضي هذا الخطاب اتسم ظاهرياً بالموضوعية، عبر توافقه مع طروحات الدول العربية دون استثناء، وذلك لرغبتها في تجاوز المحن التي خلفها الغزو العراقي لدولة الكويت ولكن المشكلة في تقديري لاتحلها قمم عربية او اجتماعات كبار المسئولين العرب في اطار الجامعة العربية.
فقد سبق لمعالي أمين جامعة الدول العربية وكبار المسئولين في جامعة الدول العربية قيامهم بمحاولات جادة مع الجانب العراقي، منها تنظيم زيارات رسمية لبغداد بهدف مساعدتها في تجاوز مجموعة كبيرة من الازمات التي قام بصنعها النظام العراقي وكبل نفسه في إطارها ومن ذلك الحملات الاعلامية العراقية المتكررة ضد الدول الخليجية ومصر بعد غزوه لدولة الكويت والإمعان في الاحتفاء بيوم غزوه لدولة الكويت، واعتبار هزيمته الساحقة وطرده من الكويت عيداً رسمياً باسم ام المعارك، ولم اعرف في تاريخ الحروب بين الدول من يحتفل بهزيمته ويضلل شعبه على انها انتصار, وقضية الاسرى الكويتيين والعرب الذين لايزال النظام العراقي ينكر وجودهم ورفضه اعادة الممتلكات الكويتية التي سلبها النظام العراقي، ورفضه بأحقية الكويت بالمطالبة بتكاليف الخسائر التي تكبدتها من جراء ممارسة النظام العراقي اثناء احتلاله وفي اثناء فراره هارباً منها ومن هذه الممارسات قيامه بإحراق اكثر من ستمائة بئر بترولية كويتية والتي هي ملك للشعب الكويتي، ورفضه في نفس الوقت للجان الأمم المتحدة المكلفة بنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية وغير ذلك كثير.
اذن المشاكل هي اكبر من ان تحلها اجتماعات قمة عربية لأن الحل يملكه الجانب العراقي وحده وهو الاعتراف بمسئوليته عن الغزو لدولة عربية ذات سيادة وان تعترف بغداد بخطئها اللامسئول في هذا الجانب، وان تبادر بتحمل تبعات هذا الغزو الذي فرق الأمة العربية وبعثر مواقفها تجاه قضاياها الوطنية والقومية في تعاملاتها وعلاقاتها مع الدول الكبرى وينبغي على بغداد المسارعة باطلاق سراح الاسري الكويتيين والعرب المحتجزين في سراديب السجون العراقية.
فالعراق مطالب باتخاذ خطوات شجاعة تعيده الى الصف العربي وتحمي الوطن العراقي من التفتيت والتآكل.
والغريب العجيب انه لم يدرك بعد انه الحلقة الاضعف في المنظومة العربية وانه في حاجة لأصغر الدول العربية قبل اكبرها وأن رفضه الاستجابة للمطالب العربية والشرعية الدولية لن تزيده الا دماراً وسوءاً في المصير.
اما الذين يحيون القائد صدام فعليهم ان يلتفتوا الى قضاياهم الوطنية التي يفرطون فيها يوما بعد آخر ويطالبون الاطراف العربية بدعم مسلسل التفريط.
اتمنى ألايكون مصيرهم متفقاً مع المثل العربي المعروف إتلم المتعوس على خايب الرجاء .
متعب السيف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved