Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


رأي الجزيرة
سياسات المملكة,, المنهجية والسلوك

حتى الخصومة لها آدابها في عرف العارفين، بل إن الحرب بكوارثها ومآسيها وضحاياها تحكمها الكثير من الأخلاقيات والنظم والسلوكيات الإنسانية المتعددة.
هذا ما تعرفه الدول المتحضرة والمجتمعات الراقية، حيث يسمو القانون والأخلاق إلى مرتبة تفوق نزعات الغاب واشتطاط الغوغاء.
فإذا كانت القوانين الوضعية والأنظمة الدولية تجعل للخصومة والخلاف والحرب هذه القواعد وتلك الأعراف، وتمنع تجاوزها والقفز عليها، فكيف بدولة جعلت شرع الله نهجها قولاً وفعلاً، اعتناقاً وسلوكاً في كل أمر من أمورها، وفي كل شأن من شؤون حياتها؟!
إن المملكة كانت دوماً تتعامل مع القضايا بأحجامها,, وتعرف أن العدالة تقتضي عدم أخذ أحد بجريرة آخر,, فكل فرد مسؤول مباشرة عما اقترفت يداه، ولا أحد يتحمل عن آخر وزر ما فعل.
بهذا المفهوم ظلت المملكة تتعامل مع كافة القضايا التي تستجد على الساحة، وظلت على معرفة دائمة بحدود التعامل، والتزمت دوماً بأدبيات الخصومة، وراعت باستمرار الأبعاد الإنسانية والسلوكيات الأخلاقية تمسكاً بالمنهج الرباني الذي يحكم كل علاقاتها وسياساتها، والتزاماً بالأعراف والنظم التي تحكم مسار العلاقات الدولية في عصرنا الحديث.
لقد كانت جريمة الغزو التي ارتكبها صدام حسين ونظامه ضد دولة الكويت سلوكاً غريباً تجاه دولة شقيقة,, أدى إلى دخول المنطقة كلها في حرب استهدفت ردع ذلك العدوان وإزالة آثاره وإعادة الأمور إلى نصابها، ولقد نجحت الشرعية الدولية في طرد الغزاة، وعادت الكويت حرة مستقلة تؤدي دورها المأمول داخلياً وخارجياً.
وعندما التزمت المملكة جانب الشرعية بحزم إبان تلك الحرب، لم تتخل ساعةً عن نهجها وأخلاقها وسلوكها، فتم معاملة الأسرى من جيش صدام وفقا لكل القواعد والسلوكيات التي تنتهجها، بل وفتحت أراضيها للأشقاء العراقيين من الذين لجؤوا إليها، ليقيموا معززين مكرمين، وسخرت إمكاناتها لخدمتهم ورعايتهم بسخاء وإخاء دون مَنّ أو أذى.
كانت هذه - دوماً - سلوكيات المملكة وأخلاقياتها,, وشكلت تلك المنهجية قناعة دائمة لدى قادتها,, ولذا كانت كلمات سمو النائب الثاني تأكيداً للنهج الراسخ حين أشار - يحفظه الله - إلى أنه ليس لدينا عداء مع شعب العراق,, وأن الخلاف هو مع قائد العراق شخصياً الذي أبى إلا أن يكون شاذاً بين الأمة العربية بما عمل مع دولة شقيقة وجارة.
تلك هي سلوكيات المملكة,, وتلك هي قناعتها ومنهجيتها.
الجزيرة
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved