Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


أبو مازن وليفي يبدآن مباحثات الوضع النهائي
الفلسطينيون: إذا لم تفضِ المباحثات إلى قيام الدولة الفلسطينية,, سنعلنها نحن
آخر مقترحات باراك: دولة فلسطينية مؤقتة

*القدس-بول هولمز- رويترز
لمح ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل امس الاحد الى ان بلاده قد تسمح للفلسطينيين باقامة دولة (مؤقتة) في فبراير شباط المقبل اذا اتضح ان الطرفين لن يتمكنا من التوصل الى تسوية سلمية نهائية خلال عام.
ففي مقابلة اذاعية عشية انطلاق محادثات الوضع النهائي بين الطرفين قال باراك ان (ترتيبات مؤقتة) طويلة الاجل افضل من عدم التوصل الى اي اتفاق على الاطلاق.
واتفق الطرفان على التوصل الى اطار اتفاق حول موضوعات التسوية النهائية بحلول منتصف فبراير شباط, وتتضمن هذه المواضيع مسألة القدس والحدود ومستقبل المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية ومستقبل نحو 3,6ملايين لاجىء فلسطيني.
وقال باراك لراديو اسرائيل اذا توصلنا لاتفاق على اطار اتفاقية الوضع النهائي يتضمن حلولا للمشكلات الرئيسية فاننا سنكون قد اخذنا خطوة كبيرة للامام .
واضاف وان لم نحقق ذلك وتوصلنا مع الفلسطينيين الى استنتاج ان الحل هو عبارة عن سلسلة من الاتفاقات المؤقتة طويلة الاجل حول معظم القضايا,, فسيكون هذا انجازا مهما .
ولم يتطرق باراك الى مسألة اقامة دولة فلسطينية صراحة الا انه قال في السابق ان شكلا من اشكال الدولة الفلسطينية اصبح واقعا, وكان باراك وعرفات حددا هدفا طموحا لدى توقيعهما اتفاقا طال انتظاره في القاهرة قبل اسبوع وهو التوصل لتسوية دائمة بحلول 13 سبتمبر ايلول المقبل.
وردا على ذلك قال ابو ردينة ان الحديث يجب ان يكون عن الفصل السياسي وليس الفصل المادي، مضيفا بان هناك احتمالا قائما باعلان الدولة الفلسطينية من جانب المركزي الفلسطيني قبل نهاية عام 2000 اذا ما تعقدت المفاوضات.
وقال ابو ردينة ان المجلس المركزي الفلسطيني لديه الحق في تقرير المصير وذلك وفقاً للاتفاق ورسالة الرئيس كلينتون واعلان برلين واتفاقية شرم الشيخ، مشيراً الى ان لدينا الحق في ان نعلن خلال سنة دولتنا وان نعبر عن تقرير مصيرنا .
واضاف ابو ردينة نحن نطالب بالفصل السياسي تمهيداً لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، مشددا على ان الشعب الفلسطيني لم ولن يقبل الا تطبيق الاتفاقيات وعلى اساس الارض مقابل السلام وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة .
وقال مستشار عرفات ان مفاوضات الحل النهائي بالكاد بدأت ويجب ان تنتهي في فترة محددة, البيان الاوروبي حددها في شهر نيسان (ابريل) القادم واتفاق شرم الشيخ تحدث عن سنة منذ بدء المفاوضات، الشعب الفلسطيني يملك الحق الكامل لاعلان دولته في اقرب فرصة ممكنة ولن تقيده الاتفاقيات، ولن نقبل بتمديد مرحلة المفاوضات لاكثر مما تم الاتفاق عليه .
وحذر أبو ردينة ان المجلس المركزي الفلسطيني بانتظار تطورات الاحداث، وعلى اجندة المجلس المركزي اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة، وحال لم يلتزم الجانب الاسرائيلي بتنفيذ الاتفاقات فإن الجانب الفلسطيني له كامل الحق بإعلان دولته في اللحظة التي يراها مناسبة, كما قلنا لا نقبل الا بالفصل السياسي الذي يؤدي الى قيام دولة فلسطينية وخلال فترة العام التي تحدثت عنها الاتفاقيات .
وقال ياسر عبد ربه احد ابرز مفاوضي الحل النهائي الفلسطينيين ان بوسع الطرفين تحقيق المستحيل وتوقيع اتفاق بحلول سبتمبر ايلول المقبل اذا توفر حسن النية لدى الجانبين.
واضاف عبد ربه: ربما لايتم التوصل الى اي اتفاق اذا تمسك باراك بشروط التسوية التي اعلنها خلال حملته الانتخابية التي اوصلته الى السلطة في مايو ايار الماضي.
ويرغب الفلسطينيون في اقامة دولة على جميع اراضي الضفة الغربية وغزة على ان تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة وتفكيك جميع المستوطنات اليهودية وضمان حق العودة او التعويض للاجئين بما في ذلك لاجئي 1948م.
ويستبعد باراك اي حل وسط بشأن سيطرة اسرائيل على كل القدس ويطالب ببقاء الكتل الاستيطانية اليهودية كما يعارض عودة اي لاجئين ويقول انه لايمكنه الانسحاب الى حدود ما قبل السادس من يونيو حزيران 1967.
واضاف عبد ربه نحن لانعتقد انهم من السذاجة والغباء لدرجة انهم يعتقدون ان التوصل لاتفاق الحل النهائي معنا يضم لاءات باراك الاربعة وقال عبد ربه انه يرى في موقف اسرائيل نقطة بداية .
وابلغ عبد ربه رويترز قوله اذا ارادوا حقا تحقيق سلام طويل المدى معنا بنهاية عام 2000 فعليهم نسيان هذه اللاءات الاربعة .
وجاء بدء محادثات الوضع النهائي امس الاثنين بعد ستة اعوام من توقيع اتفاق اوسلو في البيت الابيض وهو الاتفاق الذي وضع الفلسطينيين والاسرائيليين على اول طريق السلام بينهما.
وافتتح محادثات الوضع النهائي امس وزير خارجية اسرائيل دافيد ليفي والرجل الثاني في السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن عند معبر اريز بين اسرائيل وقطاع غزة, وحضر المبعوث الامريكي دينيس روس والمبعوث الاوروبي ميجيل انجيل موراتينوس الاحتفال باستئناف المفاوضات في الساعة الثامنة من مساء امس .
ورغم التفاؤل الذي جلبه اتفاق شرم الشيخ الاخير يعتقد قليل من المحللين المستقلين ان بوسع الطرفين التغلب علىنقاط الخلاف الكبيرة بينهما خلال 12 شهرا.
وحسب اتفاق اوسلو كان من المقرر الانتهاء من محادثات الوضع النهائي في مايو ايار الماضي.
وقال حاييم رامون الوزير في مكتب باراك مؤخرا انه يعتقد بامكانية التوصل الى ترتيبات طويلة المدى في عام 2000 من شأنها ترسيم حدود نحو 80 في المئة من حدود الدولة الفلسطينية.
لكنه اضاف ان مسائل اخرى مثل القدس والحدود النهائية واللاجئين تحتاج الى مابين خمسة وعشرة اعوام لحلها.
وقد تعهد الطرفان في اتفاقية شرم الشيخ بانهما سيبذلان جهوداً حثيثة للتوصل الى اتفاق اطار حول كافة مسائل مفاوضات الوضع النهائي خلال خمسة اشهر من استئناف مفاوضات الوضع النهائي, وهناك موعد اخر تم تحديده للتوصل الى اتفاق شامل حول كافة مسائل مفاوضات الوضع النهائي خلال عام.
ويرغب الرئيس الفلسطيني ان تقود هذه المفاوضات الى تحقيق الحلم الفلسطيني القاضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، ولكن حلم عرفات هو كابوس للاسرائيليين الذين لايريدون سوى اعطاء مجرد حكم ذاتي للفلسطينيين اقل من دولة واكبر من حكم ذاتي ، ويصرون على استبعاد تقسيم القدس كما يرفضون اعادة اللاجئين الفلسطينيين الذين رحلوا عن بلادهم عام 1948 وعلى رفض العودة لحدود عام 1967.
وقد يعني استمرار تصلب الطرفين في مواقفهما زيادة احتمالات انهيار عملية السلام، وهذه المرة ستكون معالجة المشكلة صعبة جداً اذا ما نظر الى السلاح الموجود في ايدي الجنود الفلسطينيين والشرطة.
وقال بعض المحللين ان هذه المرحلة الحساسة تعيد الى الاذهان المفاوضات السرية التي بدأت بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبيل التوصل الى اتفاق اوسلو, ويقول هؤلاء ان الطرفين قد يتجهان مجددا الى المفاوضات السرية حتى لاتزيد الامور بلة، خاصة على صعيد معارضي اتفاقات السلام في اوساط الجانبين في حال سمع الشارعين الفلسطيني او الاسرائيلي عن اي اتفاق قد يمس بثوابتهم الوطنية او الدينية.
وقد اثارت قضية وثيقة ابو مازن- بيلين جدلا في الشارع الفلسطيني الامر الذي استدعى قيام ابو مازن بنفي الموضوع نفيا قاطعا، خاصة ما يتعلق منها بقبول الفلسطينيين لمنطقة ابو دبس عاصمة لدولتهم المستقبلية بدلا من القدس الشرقية, وقال ابو مازن اننا نذهب الى مفاوضات الحل النهائي وليس امامنا اي شيء على الاطلاق إلا المواضيع المدرجة على جدول الاعمال ومرجعياتها القانونية الدولية .
وسيحاول الفلسطينيون اشراك الدول العربية في اهم القضايا وعلى رأسها القدس، وهي قضية لايعتبرها الفلسطينيون تخصهم وحدهم وانما تخص العالمين الاسلامي والمسيحي, كما تهتم الدول العربية وخاصة سوريا ولبنان ومصر والاردن بحل قضية اللاجئين لان هناك حوالي ثلاثة ملايين لاجىء فلسطيني داخل اراضيها، وكذا قضية المياه والحدود.
ولن تكون المرحلة القادمة من المفاوضات صعبة ومعقدة فقط بل يبدو انها ستكون طويلة ايضا اذا ما تمسك الجانب الاسرائيلي بموقفه.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved