Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


حبيبي اتخذ القرار الصائب إلا أنه قد يكلفه رئاسة إندونيسيا

*جاكرتا- جوي كوكران- د, ب,أ
اصاب الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي بالموافقة على نشر قوات تابعة للامم المتحدة لحفظ السلام في اقليم تيمور الشرقية المضطرب، حتى وان كانت هذه الخطوة سوف تقضي على فرص اعادة انتخابه رئيسا للدولة في خريف العام الجاري.
ونجح حبيبي في قيادة اندونيسيا نحو ديمقراطية اوسع خلال فترة الستة عشر شهرا الماضية، حتى وان شاب ذلك مصاعب بالغة احيانا، بعد 32 عاما من الحكم الشمولي لسلفه سوهارتو في البلاد,, ورغم ذلك فإن سوء ادارته لقضية تيمور الشرقية ورضوخه في نهاية المطاف للضغوط الدولية يمكن ان يقضي على ما تبقى له من تأييد سياسي محليا.
ومما يحسب للرئيس الاندونيسي ادراكه لحقيقة ان عمليات القتل الجماعي والطرد الاجباري لعشرات الالاف من ابناء تيمور الشرقية بعد ان صوتوا سلميا وباغلبية ساحقه لصالح الاستقلال يشكل تصرفا غير مقبول, كما انه قد يحول رابع أكبر دولة في العالم تعدادا بالسكان إلى دولة منبوذة عالميا.
ولكن على الصعيد المحلي يمكن القول ان الرئيس حبيبي اصبح الان بمثابة لقمة سائغة لخصومه السياسيين, فالجمعية الاستشارية الشعبية (مجلس شورى الشعب) وهي اعلى سلطة تشريعية في اندونيسيا سوف تجتمع في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل اي بعد اكثر قليلا من شهرين لاختيار الرئيس المقبل للدولة.
ونسبت مجلة فار ايسترن ايكونوميك رفيو الى ثيو سيافي وهو من كبار معاوني ميجاواتي سوكارنو بوتري زعيمة المعارضة وابرز منافسي حبيبي على الرئاسة قوله يتعين ان يتحمل حبيبي مسئولية ضياع تيمور الشرقية , كما أكد هارون الرشيد استاذ القانون الاندونيسي للمجلة قوله عن الرئيس الاندونيسي لقد انتهى ,وقالت مصادر اخرى انه علاوة على هذا فإن فصائل داخل حزب جولكار الحاكم الذي يتزعمه تعتزم استغلال مأزق تيمور الشرقية في الضغط على حبيبي لسحب ترشيحه للرئاسة.
وفي الوقت ذاته اثار الرئيس الاندونيسي استياء قواته المسلحة وهي اقوى الاطراف المؤيدة له بسبب اعلانه المنفرد في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي عن امكانية السماح لتيمور الشرقية بالاستقلال اذا رفضت الحكم الذاتي خلال استفتاء عام بالاقليم.
ولم تكن القوات المسلحة الاندونيسية متحفظة في اراقة الدماء بالاقليم سواء عند اجتياحها له في عام 1975 او خلال قتالها للانفصاليين منذ ذلك التاريخ.
وتشغل القوات المسلحة الاندونيسية 38 مقعدا في البرلمان وتعد صاحبة الاصوات الفاصلة في السباق على رئاسة الدولة بين حبيبي وميجاواتي التي نجح الحزب الديمقراطي الاندونيسي للكفاح الذي تتزعمه في الفوز على حزب جولكار الحاكم بسهولة خلال الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد في السابع من حزيران (يونيو) الماضي.
وتضم الجمعية الاستشارية الشعبية (مجلس شورى الشعب) اعضاء البرلمان المؤلف من 500 نائب و 200 عضو يمثلون المجالس التشريعية المحلية (مجالس المحليات) وشخصيات معينة, وكان التنافس قد احتدم بين حبيبي وميجاواتي خلال الفترة التي سبقت الاستفتاء العام الذي اجرى في تيمور الشرقية في 30 آب (أغسطس) الماضي للفوز بالنصاب القانوني المطلوب وهو 351 صوتا.
وتتلخص الصورة الان في ان الرئيس الاندونيسي اهان قواته المسلحة وعزل القوميين الذين يخشون من ان يؤدي استقلال تيمور الشرقية الىمطالبة اقاليم اخرى في هذا الارخبيل الضخم بنفس المطلب اذ يداعبها حلم الاستقلال منذ فترة طويلة.
غير ان حبيبي سعى الى اصلاح ذات البين مع المؤسسة العسكرية حتى خلال خطابه الذي بثه التلفزيون المحلي في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول بالتوقيت المحلي والذي اعلن فيه قبول نشر قوات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية.
وقال في هذا الصدد لقد بذلوا قصاراهم في ظل وضع بالغ التشابك والتعقيد وتحت ضغوط نفسية شديدة دون التهاون في مسئولياتهم تجاه السلام والامن في مناطق اخرى من جمهورية اندونيسيا .
وعقب مراقب غربي بانه في حين تتملك كثيرا من الاندونيسيين حساسية تجاه تيمور الشرقية وانهم قد لايرغبون في استقلالها فإن علينا ان نترقب اذا ماكان حبيبي قد انتهى سياسيا بالفعل ام لا .
واوضح قائلاً اذا كان هناك معنى لقراره فهو انه رضخ للضغوط الدولية, ومن الصعب تجاهل ذلك , واضاف في ظل كل مايدور حوله، فإن كل شيء يتحرك ضده, ورغم هذا فإن هناك من يصرون على تأييد حبيبي ودعمه للانتخابات .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved