Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


المعلمات يستأثرن بنصيب الأسد
طموح الشباب يضيع الفرصة على الكثيرات

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على ما نشر بجريدتكم يوم الاربعاء 21/5/1420ه بقلم الاخ محمد الموسى تحت عنوان الزوجية عالم مضيء بالتضحية بيّن فيه ان معظم الراغبين في الزواج يبحثون عن المعلمة على وجه الخصوص قائلاً ان الزوجة المعلمة مصطلح جذاب لدى هؤلاء يجعلهم يمعنون في البحث ويوغلون في التحري ويغضون الطرف عن المواصفات الاخرى,,
ثم اوضح ان بعض الشباب يبحثون عن معلمة كزوجة لينعموا بدخلها الشهري.
هذا ما كان يدور عليه مقال الاخ محمد، وللاسف الشديد ان ما ذكره كان صحيحاً ومنتشراً بصورة كبيرة في مجتمعنا ولا نعلم لماذا؟! وماالذي يميز المعلمة عن غيرها من بنات جنسها كالموظفة او الطبيبة وغيرهن الكثير.
ان كلمات الاخ محمد قد ضربت على الوتر الحساس وطرحت سؤالين مهمين يبحثان عن اجابة عليهما لم يجداها لدي:
الاول: هل دخل المعلمة الشهري هو طموح كل شاب مقدم على الزواج بغض النظر عن مسائل اخرى كالتكافؤ والتفاهم والانسجام؟؟
الثاني: لماذا البحث يكون دائماً عن المعلمة بشكل خاص؟ هل هي فقط القادرة على تحمل مسئوليات الزواج؟؟!!
فإذا كان كل شاب يرغب في الزواج يبحث عن معلمة فما ذنب غيرها من الفتيات اللواتي لم يكملن دراستهن او انهين دراستهن ولم يحالفهن الحظ في الحصول على الوظيفة؟! ما ذنب الموظفة او الطبيبة او الممرضة؟! وهؤلاء لسن اقل دخلاً مادياً من المعلمة اذا كانت النظرة المادية هي الهدف من الزواج.
فاذا كانت المعلمة هي طموح كل مقبل على الزواج فما مصير الاخريات,, من الذي سيطرق ابوابهن ومن الذي سيبحث عنهن؟!
لا اعتقد ان الدخل الشهري فقط هو ما يطغى على تفكير شبابنا الى هذا الحد ولنفرض ان ما اعتقدته كان للاسف غير صحيح فهناك الكثير من الموظفات والطبيبات ينعمن براتب كالمعلمة او قد يفوقها في بعض الاحيان.
ثم ان القوامة واجبة على الرجال في جميع الحالات كما قال تعالى الرجال قوامون على النساء فهذا ما حدده الشرع وما يقبله المنطق.
عزيزي القارىء: اذا كنت من الباحثين عن المعلمة لسبب مادي فتذكر ان كل فتاة حتى وان كانت معلمة تحلم بالزوج القادر على اسعادها مادياً ومعنوياً، لمن يوفر لها الحياة الآمنة السعيدة، من يثبت لها رجولته ومقدرته وانه ليس بحاجة لها، واعتقد ان هذه الاحلام من حقها كأنثى، ومن واجبك كرجل ان تسعى لتحقيقها دون ان تفكر في دخلها الشهري.
اعزائي: ان هذه القضية قد تقودنا الى مشكلة اكبر واعظم وهي تأخر زواج الكثير من الفتيات وتزيد من انتشارها، فنحن نعيش في مجتمع متطور كبير، فيه العديد من المجالات التعليمية والطبية والقطاعات الخاصة وغيرها التي تضم بين احضانها فتيات لم يتزوجن لاسباب كثيرة، وفيه الكليات والجامعات التي تكتظ بالفتيات في مختلف التخصصات وليس التدريس فقط, فيا ترى ماذا سيكون مصيرهن؟!
هل من المعقول ان نجبر جميع فتياتنا على مهنة التدريس لكيلا يفوتهن قطار الزواج؟!
هل من المعقول ان نهمل مجالات وتخصصات اخرى نحن بحاجة ان تشغل بفتيات سعوديات كالطب وغيره من اجل اسباب غير منطقية؟!
هل من المعقول ان يصل بنا الامر الى هذا الحد الذي يجعل من الزواج تجارة جديدة من نوع خاص ولفئة خاصة؟!!!
اعزائي,, ان بلدنا الغالي بحاجة لبناته في جميع القطاعات والمجالات والتخصصات وهو يمد لهن يد العون في كل مكان وفي اي زمان ولم يبخل عليهن بغالٍ ولا رخيص، ولكن من يقف في طريقهن ويقطع عليهن مسيرتهن وللاسف هم شبابه الطموح الذي ينكر وجودهن، ويحط من عزيمتهن ويسعى خلف المعلمات فقط، فالى متى ونحن نعيش تحت هذه الغمامة,.
الى متى ونحن نؤمن بأن المعلمة فقط هي الزوجة الصالحة القادرة على حماية زوجها وبيتها واطفالها,.
الى متى؟!
نورة بنت عبدالعزيز
كلية العلوم الطبية التطبيقية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved