Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


رداً على أمواج
هنا يكون مصباح السعادة الحقيقية

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اشير الى ما سطرته الاخت الكريمة/ امواج القحطاني بعدد الجزيرة الصادر برقم: 9839 والذي تحدثت فيه عن سلبيات تدني مهر الفتاة وذلك في الملاحظة الاولى حيث اوردت في سطورها النفور من المطالبة بتخفيض المهور حيث ترى في ذلك بخساً لحق الفتاة, ومن واقع تجارب المجتمع وليس من باب الفلسفة والتفلسف اقول ما يلي:
المهر قد يكون اللبنة الاساسية التي تقوم عليها بناية العش الزوجي السعيد او عكسه وهو الذي لا يعرف غير الهم والغم والشقاء حيث تراكم الديون وعجز الرجل قهرياً عن الوفاء بمتطلبات البيت لرسم السعادة على شفاه الزوجة والابناء بل قد يظل دائماً يشعل قنديل الحزن ويترجم موت شمعة السعادة في حياته واحلال الظلام بدلاً عن نور البشاشة والبسمة الصافية بظلم زوجته وحجبها لذلك كله بثقل المهر ويظل يردد انت السبب.
والانسان العاقل هوالذي يخرج بحياته دائماً عن المشابهة بحياة الحيوانات التي لا تعرف من الحياة الا الاكل والمشرب لا تزيد على ذلك ولا تنقص منه شيئاً.
والزواج له مبادىء سامية عظيمة لها حلاوة لا يفنيها الزمان ولا طول الليالي والايام ولا صغر العمر وبلوغه ارذل العمر وهي باختصار ما يلي:
- بقاء النسل البشري وتكثير عدد المسلمين للدفاع والقتال في سبيل الله لرفعة راية التوحيد.
- اعفاف الفروج واحصانها وصيانتها من الحرام الذي يؤدي الى فساد المجتمعات الانسانية.
- قيام الزوج على المرأة بالرعاية والانفاق قال تعالى الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم .
- الزوجان سكن لبعضهما البعض ويحصل بالزواج الانس بينهما وحصول الراحة النفسية التي لا تقدر بقيمة مالية وعند النساء اللاتي سبحن في بحر الزواج ممن يشهد له بالكفاءة في دينه ورجولته البراهين قال تعالى ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وقال تعالى هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها .
- الزواج حماية للمجتمعات البشرية من الوقوع في الفواحش الخلقية التي تهدم الاخلاق وتطمس كل فضيلة وكما نسمع نقول: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
- والزواج به حفظ الانساب وترابط القرابة والارحام بعضهما ببعض وقيام الاسر والعلاقات فيما بين الناس.
- الزواج به يترفع الانسان المسلم عن الحياة البهيمية الى الحياة الانسانية الكريمة التي تقوم اساساتها على تقوى الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ويظل الرسول صلى الله عليه وسلم هو خير قدوة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله , ولكم في رسول الله اسوة حسنة ,وقال عليه الصلاة والسلام التمس ولو خاتماً من حديد ، كما انه صلى الله عليه وسلم زوج احد اصحابه بما يحفظ من القرآن الكريم, كما انه اوصى عند اختيار الزوج لزوجته ان يظفر بذات الدين وكذلك الزوجة عند اختيار شريك حياتها بقوله صلى الله عليه وسلم: اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , والناس هم شهود الله في ارضه لظاهر الانسان من طباع وخلق وما يعلم السر واخفى الا الله,والمطلقة لها ان تعيش حياتها كمثيلاتها من النساء فلما قضى زيد منها وطرا زوجنا كها , وقد يقال ان قلة المهر المدفوع للمرأة يجعل الرجل يتساهل بطلاقها فاقول الرجل المؤمن ذو عزة في النفس والاخلاق دائماً يترفع عن سفاسف الامور ورذائلها وفي جانب العيش مع المرأة يعمل على ان يخيم الفرح والسرور ومتعة العيش على منزله يكرمها ويجلب كل ما يسعدها وان لم يطب له العيش مع المرأة وان كان قد دفع من الريالات ما يعجز الرجال عن حملها فانه سيدفع ذلك كله من اجل راحته النفسية والعيش دون كدر, قال تعالى فامساك بمعروف او تسريح باحسان .
ولعل جملة ما اقول في ختام حديثي ان قوة الايمان بالله والتوكل عليه هي مصباح السعادة الحقيقية بل مفتاح النور الناصع في لونه العذب في جماله الذي يعرف به معنى الحياة الحقيقية, قال تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون، فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون .
وقولي بربك يا امواج كيف يكون حال الغني الذي يملك المال حال المرض وان كان ابسطها ماله كله بل قوته وقوة قربه وعلاقته بالاطباء لن تدفع عنه المرض بل يترك الامر كله لله فعسى ان يكره الانسان شيئاً وهو خير وعسى ان يحب شيئاً وهو شر له، وليعلم الانسان ان مااصابه من خير فمن عند الله وما اصابه من شر فمن نفسه وذلك لعله يتضح لنا جميعاً مجموعة الحلول لمعادلة الحياة السعيدة وهي كمال الايمان بالله وحسن الخلق, والله من وراء القصد
سعيد بن عبدالله آل عيد
السليل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved