Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


المعلمون والطلاب ومسيرة التعليم
كن المثال والقدوة أيها المربي

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
الانبياء ما ورثوا درهما ولا دينارا وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر، وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وان العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء فهذا يدل على فضل العلم تعلما وتعليما فهنيئا للطلاب بهذا الفضل وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ومناسبة هذا الحديث بدء العام الدراسي فقد استأنف قطار التعليم سيره وعاد الطلاب والطالبات الى مدارسهم وجامعاتهم ليواصلوا السير في مشوار التحصيل ولينهلوا العلم من دور النور والضياء التي انتشرت في البلاد فقد انتشر التعليم في المدن والقرى والهجر وهي نعمة ينبغي ان تشكر وبالشكر تدوم النعم.
بداية يجب ان نعلم ان الوقت هو وعاء العلم فحفظ الوقت هو حفظ العلم واضاعة الوقت اضاعة للعلم والشرف.
لقد اقسم الله ببعض الاوقات والضحى والليل اذا سجى ، والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى واي امة تفرط بالوقت تفرط بمستقبلها.
اخي القارىء:
العلم يقوم على اركان ثلاثة المنهج والطالب والمعلم والبقية تعد مساعدة ومساندة لتحصيل العلم كالادارة المدرسية والانظمة المسنونة، والبيت الذي يأوي اليه الطالب وتحصيل العلم لا يقوم الا بقيام الاركان المذكورة، والتعاون مع الامور المساندة والخلل في ذلك يؤدي الى ضمور نتيجة العلم وضعف تحصيله، فالمنهج على اختلاف الموضوعات والاختصاصات ينبغي ان يؤدى بالوسائل المناسبة.
والركن الثاني: الطالب الذي ينبغي له ان يخلص النية في طلب العلم وان يبذل اسباب تحصيله من حفظ وتكرار وسؤال عند الغموض والاشكال، ومواظبة على الحضور، والجد وعدم تأخير الموضوعات والواجبات بل تؤدى في مواعيدها ليسهل استيعابها واداؤها، وينبغي للطالب ان يحترم الكتاب ويضعه في المكان المخصص له، وعليه ان يتأدب مع معلمه في اسئلته مع توقيره واحترامه وعدم رفع الصوت عليه او اهانته او النيل من شخصيته او ممتلكاته او غير ذلك واهم من ذلك هو ان يسعى طالب العلم الى تطبيق ما تعلمه في سيرته وشخصيته ولسانه وعباداته ومعاملاته بحيث يكون مثالا حيا لطالب العلم فيتعامل مع افراد مجتمعه بأدب واحترام بدءا بوالديه واخوانه وجيرانه واقاربه والكبير والصغير، وذوي الفضل عليه من معلم او امام او مسئول او غيرهم بالادب الجم والخلق الحسن والكلام الطيب, ويلزمه كذلك الادب مع ادوات التعليم واثاث المدرسة من كتب او سبورة او كراسي او حيطان او معامل وما يدخل في هذا النطاق عليه ان يحافظ عليه وان يحذر من العبث فيه فان ذلك امانة وملك عام يتأذى ويتضرر باتلافه الجميع، قال تعالى: ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها .
وينبغي عليه ان يحافظ على نظافة المدرسة ومرافقها فلا يرمي المخلفات في كل مكان بل يضعها في الاماكن المخصصة لها والخلاصة انه ينبغي ان يحافظ على ما اؤتمن عليه ولا يتلفه او يعبث فيه بل عليه ان يحرص عليه وكأنه ملك خاص به.
ومن اركان التعليم: المعلم ومسئوليته كبيرة وجسيمة فهو الحارس الامين والمربي الكبير الذي يقتدي به تلاميذه صغارا وكبارا فما حسنه وفعله فهو في نظرهم حسن طيب وما قبحه ونفر منه فهو في نظرهم قبيح فعليه ان يتقي الله في ذلك كله، في سيرته وشخصيته وشكله وهندامه واخذه وعطائه ومركبه وملبسه وما يأتي، وما يدع، فهم يتأسون به في الاقوال والافعال والسلوك وكلمته تنفذ الى قلوبهم يرون افعاله فيقتدون بها، فليتق الله الذين يعلّمون من ذكور او اناث فيما يقولون او يفعلون.
ومن اعظم الامانات التي كلف بها المعلم المنهج الدراسي، فعليه ان يهتم به غاية الاهتمام وان يؤديه على اكمل وجه، فهو مؤتمن على صدق المعلومات التي يلقيها على التلاميذ وصحتها والتحضير لها وعرضها على التلاميذ عرضا علميا امينا يناسب مداركهم ويتفق مع مستوياتهم وينصح لهم ويرشدهم الى بعض الكتب التي تزيد من ادراك الطالب لهذه المادة او الموضوع لمن اراد الزيادة والتوسع في هذا المجال, وعليه ان يحافظ على الوقت دخولا وخروجا فلا يدخل الى الفصل قبل الوقت المحدد او يتأخر في الدخول اذا انتهى وقت الدرس فيقتطع جزءا من الدرس التالي او وقتا من راحة الطلاب واستراحتهم واشد من هذا كله ان يدخل الى الحصة متأخراً لان في ذلك مفاسد متعددة، فقد اخل بالامانة، واتاح للطلاب فرصة التسرب او العبث او التشويش، كما انه مظهر - في المدرسة- غير نظامي وعليه ان يكون قمة في التعامل الخلقي مع طلابه في كلامه وتأديبه وتشذيبه وكذا في معاملته لادارته والمسئولين في مدرسته، وان يكون عالي الادب في تعامله مع اقرانه وزملائه يتحمل عنهم برضا نفس وطيب خاطر، ويحتسب حصة الاحتياط لله تعالى ويشغلها بما ينصح للتلاميذ ويفيدهم بالتوجيهات التربوية وتجاربه الحياتية - فيا ايها المربي الفاضل كن مثالا وقدوة لتلاميذك وزملائك في تعاملك واخلاقك واقوالك وابذل جهدك في ايصال المعلومات الى التلاميذ بصورة محببة الى نفوسهم بالاثارة والتشويق وكن بشوشا مازحا - احيانا- في غير اسفاف وعليك ان تحصن عقولهم من كل غزو فكري مهما كان شكله ولونه,واخيرا تحسس مشكلات التلاميذ فستجد ان ظروفهم متباينة، فمنهم من يعيش بين ابويه سعيدا طلباته مستجابة، ومنهم من يعيش بعيدا عن والديه او احدهما ومنهم من يعاني من مشكلات داخل البيت بين والديه، ومنهم من يعاني من مشكلات نفسية.
كل هذه الامور وغيرها ينبغي ان تكون على احاطة بها حتى تعرف المعوقات التي تعترض سبيلهم فتساهم في علاجها,وفق الله الجميع الى كل خير
علي بن سليمان الزبن
مشرف تربوي بمركز شرق الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved