Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


في جولة على حظائر الإبل في أبرق الرغامة بجدة
تسويق الحمى المالطية في حليب الخلفات
د, أبو السعود: الحمى المالطية الأكثر شيوعاً في المملكة والحليب غير المغلي المسبب لها

* تحقيق: أحمد العلي
الكل يعلم أن نعمة الإبل من النعم التي سخرها الله للإنسان فهو يقطع بها الأسفار ويحمل عليها الأمتعة ويأكل من لحمها ويشرب من حليبها ويستفيد منها في حياته العامة.
وانتشار مربي الإبل دليل على حب الناس لها وحبهم لتربيتها حتى اقتربت من أن تصبح هواية إن لم تكن كذلك, وحليب الإبل من بين الدواعي للاهتمام بها ورعايتها وتدليلها وعشقها والانس بها.
والجزيرة كان لها جولة في إحدى مناطق تجمع حظائر الإبل وهي منطقة أبرق الرغامة في محافظة جدة، حيث يبلغ تعداد تلك الحظائر أكثر من مائة حظيرة ويغشاها الكثير من الناس من بين زوار وأصحاب حظائر، وتنتشر فيها ظاهرة بيع حليب الإبل، حيث يستمتع البعض بشرب الحليب، والبعض الآخر لا يستسيغ شربه إلا انه يستمتع فقط برؤية الإبل وسماع صوتها وخاصة الأطفال الذين رأيناهم هناك,, فالى التفاصيل:
فوائد ظاهرة
واثناء لقائنا بالعم سالم الخواري أكد أنه يتواجد في مكان الإبل ليلة بعد ليلة لكي يستمتع برؤية الإبل والشرب من حليبها.
وعند سؤالنا له عن مدة شربه لحليبها قال انه منذ صغره كان يرعى الإبل مع والده وكان يشرب حليبها كل يوم، وعن الفوائد يقول العم سالم ان لحليب الإبل فوائد كثيرة منها انه غذاء للإنسان، وفي الماضي كان حليب الإبل وجبة متكاملة أحسن من وجبة الهمبرجر والمشروبات الغازية، وانه دائما يحرص على اعطاء اولاده منه، وعن الجيد من الإبل من حيث حليبها قال ان الإبل التي تعقل وتربى في الحظائر حليبها ليس مثل الإبل التي تكون طليقة ترعى في الصحراء من حيث الجودة وطعم الحليب.
اما عن تردده على هذا المكان قال ربما يكون لقرب المكان من سكني دور في مجيئي الى هنا بصورة تكون دائمة.
جئت أشرب حليباً
التقينا بالعم حسين نافع وسألناه عن سر تواجده في هذا المكان رد علينا بصورة عفوية جئت أشرب حليبا واردف يقول منذ صغري وأنا اشرب حليب الإبل اما عن فوائده فيقول انه دواء ناجع للسمنة وأوجاع البطن عموما ويشربه دائما بدون ان يضعه على النار لأن طعمه أفضل كذلك.
وضع الحظائر وملاحظات هامة
هذا ما كان من لقائنا مع كبار السن اما على مستوى الشباب فالتقينا بالشاب عبدالله القثامي الذي يعمل في مجال قطع غيار السيارات الذي أبان انه يشرب من حليب الإبل منذ سنتين والسبب هو حث والده على أهمية شربه والمداومة عليه لأن فيه غذاء وصحة للجسم وقوة للعظام، وعن أسعار الحليب قال انه يتراوح في الايام العادية بين 10 و15 ريالا، وفي ايام المواسم من 20 الى 30 ريالا للكيلو وان هذه الأسعار جيدة نوعا ما.
أما عن موقع الحظائر فقال عبدالله القثامي بأن وجود الاتربة والغبار في الشارع وقربها من مكان الحليب الذي يُحلب قد يسمم الحليب ويضفي اليه نكهة غير مرغوبة,, اضف الى ذلك قربه من الأحياء السكنية حيث تصدر من تلك الحظائر روائح كريهة اضافة الى اساءة المنظر الجمالي للأحياء وأن هذا ليس منظرا حضاريا يجب ان تكون عليه مدينة مثل عروس البحر الأحمر.
هواية قديمة
ثم التقينا بالعم خالد المطيري والعم مفلح خالد السبيعي احد أصحاب الحظائر الموجودة اللذين قالا ان تربية الإبل هواية من قديم يمارسانها ويستأنسان بها وأن وجودهما في الارض هذه من قبل 14 سنة تقريبا وقد منحت لهما من الإمارة (حسب قولهما) وأنهما الآن يجدان مضايقات من البلدية في الرحيل من هذه الارض لانها مملوكة.
ويضيف العم مخلد فالح السبيعي قوله نحن مستعدون بالرحيل من هذا المكان اذا اعطتنا البلدية ارضا نمارس عليها تراثنا، لأننا لا نملك أي أرض اخرى يمكن ان نقيم فيها نشاطنا حيث ان جميع الاراضي مملوكة.
رأي الطب في حليب الإبل
أما حليب الإبل من الناحية الصحية فيقول الدكتور منصور ابو السعود إخصائي أمراض باطنية وهضمية وكبد: ان أكثر ما يسببه حليب الإبل هو مرض الحمى المالطية وهي الأكثر شيوعا في المملكة، والشارب لحليب الإبل لأول مرة يصاب بإسهال نتيجة عدم وجود بعض الانزيمات الهضمية في الجسم,وعن الاعراض يقول الدكتور اول ما يبدأ الألم في المفاصل وارتفاع في درجة الحرارة ثم الم في الظهر وصداع مع عرق غزير, وقد يحدث ألم في البطن, وفي حالة عدم الاسراع في العلاج قد يحدث تضخم في الكبد او الطحال وقد يحدث للمريض حالة من الاكتئاب نتيجة المرض.
وللوقاية قال: اولا يجب عرض الإبل بين الفينة والأخرى على العيادات البيطرية ثم انه يجب ان يغلى الحليب قبل شربه لضمان صلاحيته ونظافته.
سنلاحق المتخلفين في حظائر الإبل
وباتجاهنا الى العقيد عبدالله بن علي السمع مدير متابعة الوافدين في محافظة جدة عن التستر والإيواء لامثال رعاة الإبل وبائعي الحليب قال:
ان تواجد المتخلفين في بعض الأحياء الشعبية مثل حظائر الإبل او غيرها من التجمعات الشعبية قد يعيق عملية القضاء على ظاهرة التخلف بعض الشيء إلا ان رجال الجوازات سوف يعملون ليل نهار من أجل مستقبل افضل لأبنائنا بعد القضاء على جميع المتخلفين داخل المملكة، وان تعاون المواطن مع رجال الجوازات له الاثر الكبير في نفع وطنه، ونحذر من التستر او إيواء اي متخلف وان القوانين النظامية سوف تطبق على كل من يثبت عليه التستر او الإيواء بدون هوادة او مجاملة.
ويضيف العقيد السمع بانه ولله الحمد أن نسبة الجريمة بعد قيام دوريات الجوازات بعملها من يوم ان بدأ العمل في القضاء على المتخلفين قد خفت بنسبة 80% ونطمح في القضاء على ظاهرة الجريمة 100% إن شاء الله.
كما دعا العقيد السمع الى تعاون الجهات الحكومية الأخرى مع الجوازات في القضاء على ظاهرة التخلف وذلك بتشكيل لجنة من جميع الجهات الحكومية المعنية بالعمل في إطار واحد كل في مجال تخصصه.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved