* بريدة - ناصر الفهيد
في مساء الاربعاء الماضي,, وفي تمام الساعة التاسعة والربع كان للشعر موعد مع الابداع في تلك الليلة على مسرح مدينة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية ببريدة,, الفارسان شاعران لهما من الصيت الكثير الذي نعجز عن التحدث عنه,, الفارس الأول شاعر القصيم الكبير احمد الناصر الاحمد,, الفارس الثاني الشاعر الشاب صبار العنزي رئيس تحرير مجلة البارز,.
الحضور,, نخبة من شعراء المملكة والقصيم أمثال عبدالعزيز السناني وعاقل الزيد ومحمد صلاح الحربي ومنصور الرجيعي وعبدالله مقعد العتيبي وغيرهم من الشعراء الذين قطعوا مسافات بعيدة من أجل التمتع بهذه الأمسية القصيمية اضافة الى مجموعة كبيرة من الجماهير التي حضرت لتتذوق المائدة الشعرية التي نثرها فارسا الأمسية على مدار ساعة ونصف.
التنظيم كان اكثر من رائع بجهود رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بالقصيم الاستاذ عبدالرحمن الجارالله والعاملين في الجمعية الذين كانوا شعلة من النشاط بدءا من الاستقبال وحتى الختام.
الأمسية ادارها الشاعر الشاب فهد السطامي حيث كانت له البداية بالتعريف في سيرة فارسي الأمسية ثم سلم الدفة في البداية للشاعر احمد الناصر الذي لم يجد افضل من الوطن لتكون هي البداية خاصة ومملكتنا الحبيبة تحتفل هذا العام بالمئوية فقال:
كانت صحاري جدد
مات الزمن فيها
في حرها والبرد
تشكى مآسيها
ويسرد من خلالها مسيرة التوحيد وكيف كانت الجزيرة العربية قبل ان يوحدها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله الى ان ختم القصيدة قائلا:
من شاع بالناس النبا
اختفيت أسراب الدبا
واستامنت كل الضبا
وتباشروا ما بينهم: الفارس ابن سعود,, الحاكم ابن سعود يا مرحبا,, يا مرحبا
لتلتهب أكف الحضور بالتصفيق على روعة هذه القصيدة الوطنية الرائعة ليكملها الأحمد بقصيدة وطنية أخرى:
يسألون هناك,, من خلف الحدودي
عن وفاي وتضحياتي,, عن صمودي
يسألون هناك,, عن سر المحبة
داخلي,, حرصي على حفظ العهودي
الى ان اختتمها قائلا:
يسألون,, وحان ميعاد الاجابة
عن ديار العز وبلاد الأسودي
هالخصال الرائعة جت من بلدنا
واصبحت ميزة للانسان السعودي
وقبل ان يختم الاحمد وصلته الأولى بقصيدة رثاء في الفقيد الغالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فقال:
مرحوم يا أمير الشباب وحبيبه
يااللي جمعت الناس من حولك أحباب
فيصل رحل ياكبرها من مصيبة
من غاب أبونواف كل الفرح غاب
ليدب الحزن في أنفس الحاضرين الذين ذكرتهم هذه القصيدة بالفقيد الكبير ولهذا كانت القاعة صامتة تماما في هذه اللحظات إلا من صوت شاعرنا الاحمد الذي واصل قصيدته حتى ختمها قائلا:
يا حظ ناس حاولت تقتدي به
ناس تحبه من شباب وشياب
مرحوم يا أمير الشباب وحبيبه
رمز الوفاء والخير يا رمز الاعجاب
لينتقل الميكرفون بعدها الى فارس الأمسية الثاني الشاعر صبار العنزي الذي هو الآخر بحث عن الوطن في البداية فجاءت هذه القصيدة أولا في القصيم التي تحتضن الأمسية فقال:
يا ديار الحب والخير العميم
ارتقي مع قطف فيصل للثمار
هو سندنا ياالمواطن والمقيم
حول الديرة عمار في عمار
الى ان ختمها قائلا:
ياالقصيم النور والنور القصيم
ديرة طالت على كل الديار
ثم اتبعها بقصيدة وطنية اخرى بمناسبة المئوية مطلعها:
قرن من الانجاز واعجاز وافعال
يشهد به اللي وافيات خصاله
دار تحول ظلمها عدل وظلال
من يوم جاها شيخنا وارتكاله
فكانت قصيدة جميلة نالت الاستحسان من الجمهور الذي عبر عن اعجابه بها بوصلة تصفيق طويلة,, ليختتم وصلته بقصيدة وطنية ايضا بعنوان الوطن دم الجسد,.
بعد البداية بالقصيد للوطن الحبيب أتت الوصلة الثانية من الأمسية بالقصائد الاجتماعية حيث القى الشاعر احمد الاحمد اربع قصائد الأولى عن جشع الآباء والثانية عن إبليس والثالثة عن البلوت والأخيرة عن الخدم وهي كما قال الشاعر الاحمد تعتبر أول قصيدة نشرت له قبل حوالي عشرين عاما,, أما الشاعر صبار العنزي فالقى ثلاث قصائد الأولى عندي عزيز وهي قصيدة خاصة بوالده ثم قصيدة سارة وهي عن طفلة قريبة له اصيبت بمرض السرطان أما القصيدة الأخيرة فكانت عذبة كالزلال وهي ايضا خاصة بالطفلة سارة.
وبعد هذه القصائد الاجتماعية جاء دور الغزل الذي يتعطش له الجميع,, فالغزل يعبر عن كل عاشق وحالم وكل جريح ولهذا لم يبخل فارسا الأمسية بنثر درر الغزل التي حلقت بالحضور في سماء الاحلام ونثر كل فارس اكثر من عشر قصائد غزلية بداها أولا الاحمد بقصيدة قطعة السكر :
يا قطعة السكر وذرات الاحساس
في نكهتك حسيت باهلي وناسي
اخفيت كاسي عنك نادى لك الكاس
حتى قدرت تصبني وسط كاسي
وكانت بالفعل كقطعة السكر التي تذوقها الحضور بحلاوتها حتى ذاب بها الجميع,, واتبعها بقصيدة جرح وحلم :
ابيك بجرأة الفارس الى غامر بجنح الليل
ابي جرحك مثل جرحه الى سدد على خصومه
ليرد عليه الشاعر صبار العنزي بقصيدتين ايضا سيد الحلم :
سيد الحلم بعض الهرج لا تقتدي به
العلوم الدنية,, من رجال الدناوه
ثم قصيدة صبار :
جتني تغازل مشيها في حياها
في عينها كل المخاليق صبار
ليترك مدير الأمسية فهد السطامي الساحة للشاعرين ويتناوبان طرح ما لديهما من قصائد بالتناوب فالقيا خمس عشرة قصيدة فيما بينهما فالقى الاحمد لوتفهمين الجمرة غيبتك دامك مسافر سر الغياب عجزت احدد اقدر ولا اقدر لاهند بينما القى العنزي كبر مايسكن طفل من فلسطين الهقوة هوى الطرقي مثل ما ضاقت الله خلقني شرد فكر ,,
بعد ان أنهى فارسا الأمسية قصائدهما الغزلية كان لهما موعد مع اسئلة الحضور فطلب من الاحمد قصيدة نسيتي وهي من القصائد الشعبية التي كان لها صداها الكبير في السنوات الماضية لما تحتويه من اسماء وكلمات شعبية قديمة نسيها الجيل الحالي فكانت كمن يذكر بالماضي ويقول مطلعها:
نسيتي المزح بالقبه
ونسيتي لعبنا الطبه
نسيتي كشختي دايم
بثوب دوبلين خبخبه
نسيتي الركض بالطايه
لا صار بدارنا شبه
لاجابوا فضله القرصان
نتسابق ودنا نلبه
فكانت القصيدة رائعة اعجبت الحضور لدرجة ان هناك من طالب الشاعر باعادة القائها مرة أخرى,, كما طلب من الاحمد كذلك قصيدة من تكون فالقاها وهي من القصائد التي يعرف احمد الناصر بها نفسه ويقول مطلعها:
قالت: من تكون بالتحديد
ياالشاعر النازف المجهد
ياالمتسع والمراجل بيد
ياالمبتعد حيل,, يا الأبعد
الى ان ختمها قائلا:
قالت: كفاية وصل ما ريد
اللي ذكرته هو المقصد
انا عرفتك وبالتحديد
أنت,, احمد الناصر الاحمد
بينما سئل الشاعر صبار العنزي عن أغلى القصائد فقال انها كف المرجلة والقاها للحضور.
من الأمسية
* سأل أحد الحضور الشاعر الأحمد عن أمانة المشرفين على المجلات الشعبية وانها اصبحت لمن هب ودب فقال الأحمد ان الساحة بها الجيد والرديء ولكن يكفينا ان الساحة يوجد بها انسان في مستوى ووعي الشاعر صبار العنزي الذي اتمنى ان يكون الاخرون مثله.
* بينما سأل أحد الحضور العنزي عن انتشار المجلات الشعبية وتأثيرها على الشعر فقال انها ظاهرة صحية والمتلقي على وعي وادراك بالأفضل وعموما البقاء سيكون للأصلح.
* الشاعر عبدالله النودلي كان شعلة من النشاط فقام بالتصوير عن طريق الفيديو والفوتغرافي.
* التلفزيون السعودي قام بتصوير الأمسية.
* الحضور الجميل كان مفاجأة لعدم تواجد الاعلان المكثف للأمسية وهذا الحضور سيغري الشعراء الآخرين باقامة أمسيات اخرى مستقبلا.
* مدير الأمسية اخفى بعض الاسئلة الحرجة ولم يلقها على الشاعرين.
* معظم قصائد صبار العنزي احتوت على أبيات فخر بقبيلته.
* العنزي ذكر ان هذه أول أمسية له وأنها فاتحة خير ان شاء الله.
*الفنان عزازي حضر الأمسية واستفاد كثيرا بلقاء الشعراء الذين اتفق بعضهم معه على التعاون في الفترة القادمة.
* الزميل خالد الفريدي ومحمد المحيسني وعبداللطيف الوابلي سهلوا مهمة الاعلاميين.
* اقامت الجمعية حفل عشاء لضيوف الأمسية من شعراء واعلاميين في مقر الجمعية.
قالوا عن الأمسية
السناني: فارساها قمة
الشاعر عبدالعزيز السناني قال أن الأمسية كانت أكثر من جيدة ويكفي ان فارسيها من الأسماء القوية في عالم الشعر الشعبي في المملكة وهذا بحد ذاته دليل على نجاحها,, القصائد التي قيلت منوعة ما بين وطنية واجتماعية وغزلية وهذا الشيء من الأمور التي ساعدت كثيرا على النجاح ولعل القاء حوالي اربعين قصيدة خلال الأمسية لم يأت إلا لشاعرية الاحمد والعنزي وطلب الجمهور للمزيد من انتاجهما الشعري,, وصراحة استمتعت بهذه الليلة واتمنى ان تتكرر مثل هذه الأمسيات على أرض القصيم الحبيبة.
الزيد: جئت متلهفاً
الشاعر عاقل الزيد قال انني قدمت من الرياض للتمتع بليلة الشعر على ارض القصيم وانا لم احضر إلا لأن فارسي الأمسية اجبراني على ذلك بقامتهما الشعرية في المملكة ولهذا جئت متلهفا والحمد لله فقد كانت أمسية جميلة تمتعت بها وازداد مكسبي بالتقائي باخواني الشعراء في هذه المنطقة كما أوضح ان القصيم تمتلك اصواتا شعرية قوية لها صيت كبير في سماء الشعر.
عزازي: المكسب لي
الفنان عزازي قال انني منذ ان علمت باقامة الأمسية وضعتها في جدول اعمالي,, فأمسية مثل هذه ستكون ملتقى للشعراء اضافة الى ما فيها من قصيد ولهذا حضرت للاستمتاع بانتاج الاحمد والعنزي اللذين قدما لنا أمسية جميلة كانت عند حسن الظن كما كانت فرصة لي ان التقي بعدد من الشعراء امثال الشاعر الكبير عبدالعزيز السناني واحمد الناصر وغيرهما من الذين سيكون لي تعاون معهم في الالبوم الذي ساجهز له بعد شهرين واعتقد انني كسبت الكثير بحضوري هذه الأمسية القصيمية.