Tuesday 14th September, 1999 G No. 9847جريدة الجزيرة الثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9847


أضواء
هل يكفي رفض التوطين فقط,,؟!!

ما كان يثار في الأحاديث الجانبية، وما تداولته بعض الصحف الغربية والعربية عن خطة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين بطريقة دائمة في الدول العربية التي يقيمون فيها مؤقتا في مخيمات، رفضه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رسميا ومن منصة جامعة الدول العربية فبعد أن عبر عن رفضه لكل محاولات توطين اللاجئين الفلسطينيين بطريقة دائمة في الدول العربية، خرج عرفات عن نص الخطاب وبانفعال تساءل الرئيس الفلسطيني ثلاث مرات من قال إننا نقبل التوطين؟ .
مضيفا نحن نقبل العودة إلى الارض الفلسطينية,, لا وطن لنا إلا فلسطين,, .
وتابع عرفات تجري محاولات خبيثة لزرع اليأس والاحباط في نفوس اللاجئين وهناك حديث خبيث ومؤامرات عن التوطين .
ويواصل عرفات ان جوهر القضية هو قضية الارض المغتصبة، وقضية اللاجئين الذين شردوا بسبب العدوان الاسرائيلي, مضيفا بأنه في الوقت الذي نواصل فيه كفاحنا لاستعادة الأرض فإننا لم ننس أبناءنا المشردين في بقاع الأرض.
هذه التأكيدات التي سمعت من الرئيس الفلسطيني ومن أهم منبر عربي الجامعة العربية وشاهدها الجميع صوتا وصورة تقطع أي اجتهاد من وجود اتفاق ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد ان جعلت بعض الدوائر السياسية والجهات الإعلامية الغربية والعربية من اعتبار قول رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في شهر تموز يوليو الماضي باستحالة عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين خرجوا من فلسطين عام 1948 هو كشف لذلك الاتفاق او التفاهم,,!!
وذهبت بعض تقارير الجهات الاعلامية المنسوبة دائما إلى مصادر سياسة مطلعة، بأن أمريكا تضغط على الدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين لتحويل الاستضافة إلى مواطنه، وظهرت كتابات ومقالات بل وحتى أحاديث منسوبة لساسية لبنانيين وبالذات في الصحف اللبنانية تعارض توطين الفلسطينيين في لبنان.
المعارضة اللبنانية التي ارتبطت لاسباب تتعلق بالتوازن الطائفي، باعتبار توطين الفلسطينيين في جنوب لبنان سيرفع نسبة المسلمين في لبنان لأن المواطنين الفلسطينيين سيصبحون مواطنين لبنانيين، ولذلك فإن المعارضة الاشد جاءت من الاحزاب وشخصيات الدين المسيحي.
وباستثناء ما كان يدور في الجلسات لم تناقش قضية التوطين إلا في الصحف اللبنانية اما الدول المضيفة للفلسطينيين وبالذات الأردن ومصر وسوريا والعراق، فهناك رفض مطلق لاسباب سياسية وقومية لان الدول العربية جميعا التزمت بعدم منح الفلسطينيين المواطنة خوفا على تغيب القضية الفلسطينية وتشتيت الشعب الفلسطيني وهو ما تريده إسرائيل والقوى الدولية التي تدعم إسرائيل,, وتأكيدات الرئيس عرفات أول تأكيد فلسطيني رسمي لهذا الالتزام القومي بعد إثارة تكهنات تخدم توجه باراك ولكن هل يكفي رفض عرفات,, ورفض الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين,, أم ان على الدول العربية أن تعمل شيئاً لمساعدة اللاجئين بالعودة إلى أرضهم بعد تحرير الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية,,؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved