Wednesday 15th September, 1999 G No. 9848جريدة الجزيرة الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9848


رؤى وآفاق
سلطان بن فهد وإكمال المسيرة

تحدثت في الأسبوع قبل الماضي عن المرزئة التي حلت بنا بسبب فقد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد.
وأتحدث في هذا الأسبوع عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بعد أن صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه رئيساً عاماً لرعاية الشباب، فأقول: إن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز خير خلف لخير سلف، فليس غريباً أن يسند إليه ولي الأمر والده رعاية الثقافة والفنون والرياضة، وإذا وعينا أمر المهمة ووقفنا على دقائقها تبين لنا عظم المسؤولية، فهي تتعلق برعاية الشباب جسمياً وعقلياً، فالثقافة أمرها عظيم، وشأنها جليل، فمنذ عرفت الأمم طرق المدنية والرقي وهي تسعى جاهدة لأخذ النصيب الأوفر من الثقافة، فقد تزعم الإغريق العالم عن طريق نشر ثقافتهم، ولا زال العالم بأسره يعظم شأن تلك الثقافة، التي كان من ثمارها فلاسفة وأطباء، ومؤرخون، وأدباء، وشعراء، ولا زالت أسماء رموز تلك الثقافة من أمثال أفلاطون، وأرسطو، وهوميروس صُوَى يهتدى بها في وضع القواعد الأساس للثقافة العالمية, وقد كان لثقافتنا العربية الإسلامية المكانة اللائقة بها عالمياً، فقد تربعت على عرش الثقافة العالمية ما يقرب من ألف سنة، وإن كان ازدهارها في عصورها الأولى، وقد لمعت أسماء، وعرفت بما قدمته للبشرية من خدمة للثقافة العالمية، من أمثال الجاحظ، وأبي حيان التوحيدي، وابن خلدون، وجابر بن حيان، وابن رشد، والفارابي، وغيرهم كثير, وقد أسهمت المملكة العربية السعودية في الثقافة العالمية، وتواصلت معها، مؤثرة ومتأثرة، فإذا كان العصر عصر الثقافة الغربية، فأقل ما تصنعه ثقافتنا المحلية التفاعل مع الثقافة المسيطرة، وهي الثقافة الغربية، مع أخذ الحيطة والحذر من الوقوع في المزالق، وقد أثبتت المئوية التي تمر بنا في هذا العام أن ثقافتنا ذات أصالة، فهي تستمد أصولها من قيم راسخة، ومثل ثابتة، وهي تخطو نحو المستقبل في طريق واضح المعالم, ومن ثمار الثقافة السعودية ما تجود به قرائح المفكرين في كل عام، في الجنادرية، والأندية الأدبية والمنتديات الخاصة، وغيرها، فهي ثقافة تجمع بين الأصالة والمعاصرة ورعاية الفنون من آداب شعبية، وأهازيج مسلية، وأنماط استعراضية، وفنون تشكيلية، وتسجيل لتراثنا، وتواصل مع الماضي، وحفظ للتراسل الشفوي، فرعاية هذه الفنون مهمة كبيرة لا تقل عن رعاية الثقافة, وثالثة الأثافي الرياضة، فهي خير ما يشغل أوقات الشباب، ويبعدهم عن إزجاء الوقت فيما لا طائل تحته، فالرياضة تقوي الأجسام، وتنمي المهارات، وتبعث الفتوة والنشاط، فالشباب في كل عصر يتنافسون في إبداء المهارات المختلفة، من المهارة في ركوب الخيل، إلى المهارة في المصارعة، وقد تعددت رغبات الشباب في هذا العصر بتعدد الألعاب المسلية، فالشعوب تقاربت، والعالم تحول إلى مدينة واحدة، فاللعبة العالمية اليوم هي كرة القدم، ولكن الألعاب الأخرى لها مكانتها في نفوس الشباب, إن إبراز المهارات من قبل الشباب معجب للمشاهد في القديم والحديث، ولا ننسى قول الأعرابية عندما رأت ثلة من الشباب يثبون إلى ظهور خيولهم في خفة حركة، ونشاط مدهش:
مالي وللشيوخ
الرابضين كالفروخ
أعان الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز على ما أسند إليه من النهوض بهذه المهمات الثلاث، فهو أهل لذلك، وقد عرف بتمثيل الثقافة العربية في منطقه السوي، وعرف بنشاطه، وإخلاصه في سيرته العطرة، فهو متابع لأعماله حريص على تبوء بلاده القمة فيما أسند إليه، ومنها الرياضة.
وبما أنني من المنتسبين للثقافة فأرجو من الله أن يتحقق على يديه إنشاء المجمع اللغوي السعودي الذي طال انتظاره.
أعود مرة أخرى إلى تهنئة الأمير سلطان، أعانه الله وسدد خطاه.
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ملحق ريـاض الخبراء
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved