Wednesday 15th September, 1999 G No. 9848جريدة الجزيرة الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9848


لحظة تأمل في ليلة نجدية,!
حمد بن عبدالله القاضي

** في ليلة من ليالي صيف نجد,.
البهي كصبا نجد الجميل
الجميل كنكهة الهيل,.
وفي ساعة من هذا الليل المغري بكل شيء أخّاذ,.
انتبذت مكانا قصيا من استراحة ذلك الصديق الذي كنت مع بعض الأحبة مدعوين عنده.
في هذه اللحظات التي التقيت فيها بنفسي، أو زرتها - بالأحرى - كما يقول الشاعر كامل الشناوي,!
ظللت أحدق بالسماء، وبقمرها المنير، والنجوم تحيط به كعرائس في فساتين عرسها,!
لقد ظللت أتأمل وأنا أستمع إلى رقص الأشجار، وهديل الريح.
أتأمل هذا السكون الأخاذ حد الهمس، وهو يطرز الجو والمكان والأشجار ونفسي المتأملة.
قتل في نفسي:
ترى,, ماذا لو غلّفت هذه الطمأنينة نفوس كل الناس.
ألن يختفي عندها كثير من صخب النفوس والمدائن والعالم، وما يتبع هذا الصخب من قلق وألم وتوتر.
ألن يحلَّ الهدوء وراحة البال مع اندياح شراع السكينة,, وانطواء شراع الضجيج.
عندها سيعود الإنسان إلى أحلامه,, وإلى عشقه,, وإلى ليله الجميل الذي قتل بهاءه ضجيج الدنيا,,!
* * *
** وسرحت مع رحلتي التأملية,,!
هاأنذا أتدثر الليل,,!
هذا الليل المعلم حقاً,.
الذي يستر على الناس,, يستر السوءات,, وكل الندوب
فهل يستطيع الناس أن يكون لهم في الليل المعلم قدوة
فيسترون خفايا الناس وأخطاءهم ولا يرون أن أمتع هواية لهم أنهم عندما يجدون أخبار الشر سرعان ما يذيعون به.
أجل,,!
هل يكون الليل معلما - لنا نحن البشر -.
وهو يمنح الراحة للقلوب المتعبة، ويتيح النجوى للعيون العاشقة، ويدثر النفوس برداء الأمل المطرز بفجر العافية، الضاج بفرح القلب.
الا أيها الليل
ما أبهاك، وما أنداك
إنك أستاذ في فن الرومانسية
ومعلِّم في مدرسة الطهر والسكينة,.
ولكننا نسيناك
غرقنا في ضجيج النيون,, وصخب الفضائيات و:-
أقلّب طرفي في السماء لعلّه
يصادف طرفي طرفها حين تنظر
أينك يا ذلك العاشق العذري؟
وأينك يا ذلك الليل البهيّ
وأينك أيتها المحبوبة التي تنظرين,.
إلى زرقة السماء بدلا من زرقة شاشات الفضاء,!
** الكل
سوف ينال التكريم,!
** هذه رسالة تعقيبية يعلق فيها كاتبها على موضوعي الذي نشرته بالجزيرة تحت عنوان هذا الوطن,, وهذه المنجزات الثقافية ، وهو يشير فيها إلى اهتمام الدولة بالأدباء وتخصيص جائزة باسمهم، ويطالب في رسالته بأن يكرم العلماء مثلما يكرم الأدباء، وقد أشار في رسالته إلى أنموذج من نماذج العلماء السعوديين, ويسرّني أن أنشر هذه الرسالة مع اعتذاري عن حذف مقدمتها لأن فيها إطراءً لكاتب هذه السطور قد لا يكون القارىء بحاجة إلى الاطلاع عليه، كما أنني - مع شكري الجزيل - لباعث الرسالة - أخجل من نشر إطراء يخصّني.
** تقول رسالة هذا الطالب في كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود:
لعلك معي قد سمعت بأن هناك دكتوراً سعودياً في جامعة الملك سعود وتحديداً في كلية الصيدلة قد اكتشف أو اخترع مركّباً جديداً في الكيمياء وأطلق عليه اسم سعودين هو الدكتور/ جابر سالم موسى، وقد سمعنا وقرأنا في الآونة الأخيرة أن الجمعية العلمية الأمريكية أعطته عضوية لبحوثه المتميزة، وأنا في كلية علمية قرأت اسمه مدوناً مع العلماء المكتشفين في العالم وأصبح مركّبه يدرس في جميع أنحاء العالم باسم السعودية ، والسؤال الذي يفرض نفسه: ماذا قدّمنا لهذا العالم البارز الذي شرّف جامعته ووطنه ولم نسمع أنه قد حظي باهتمام أو رُشّح لمنصب علمي هام في جامعته ولا حتى خارجها ولم يُقدّر من أي مؤسسة تعليمية مع أننا نُقدّر من يأتي من خارج الوطن ونعطيهم الجوائز والتشجيع فلعلَّ بادرتك طيبة تذكر علماءنا البارزين ودعمهم وتشجيعهم ووضعهم في مكانهم الصحيح، لأن في تجاهلهم هضماً لا يستحقونه، بل العكس هو الصحيح، وقد يكون في هذا التشجيع لهم ما يجعل أبناءنا يعتبرون بهم، فنحن أمة نُجلُّ العلماء ونقدرهم، ولعلك أحد الذين لهم الثواب في تذكير من يتناسى هؤلاء وغيرهم.
أستاذي الجليل: يشهد الله أن هذا الدكتور لا يعلم عما ذكرته لك وهو يعمل بصمت، فقط اسألوا عنه، ولكنه من أهل الأمانة وليس من يتربص الأخطاء أو من في نفسه شيء من الجحود للآخرين.
قد يكون الدكتور جابر سالم القحطاني الوحيد في جامعاتنا الثمان أو على مستوى الخليج الذي اكتشف جديداً أو أضاف لبنة جديدة في عالم الكيمياء، وابحثوا وتقصوا الأمر لتعلموا أن ما أوردته صحيح، فقط أريد أن يشجع هذا العالم وأن يأخذ حقه كاملاً من موطنه وليس من خارج وطنه، والله من وراء القصد.
ولك جزيل الشكر والتقدير،،،)
** هذا وأطمئن الأخ الكريم أن جائزة خادم الحرمين الشريفين للإبداع سوف تشمل في تكريمها وتقديرها كل أديب أو عالم قدّم عطاءً جيداً وإبداعاً مفيداً سواء كان اسماً أدبياً أو مخترعاً علمياً، فقط علينا الانتظار لنرى ثمارها المورقة إن شاء الله.
** القضايا الاقتصادية
الخبرة قبل التنظير
** كل يوم تتأكد لدى أهمية الخبرة قبل التنظير وخاصة في الشأن الاقتصادي.
فالاقتصاد تجربة وخبرة قبل أن يكون دراسات وتنظيرا,!
إنني أقارن عندما أقرأ بعض الآراء الاقتصادية التي يطرحها الكتّاب المنظّرون الذين لم يمارسوا العمل في الميدان الاقتصادي من أكاديميين وغيرهم وأجدهم يطرحون حلولا هي سهلة التطبيق في فضاء الخيال وعلى الورق، عسيرة التنفيذ على أرض الواقع والحقيقة.
وعلى العكس من ذلك عندما أقرأ بعض الآراء الاقتصادية التي يطرحها ذوو الخبرة الاقتصادية من رجال أعمال أو مسؤولين فأجد حلولهم وآراءهم مبنية على حقائق الواقع ومن الممكن تنفيذها وإسهاما فعلا في تقديم الحلول الواقعية للمشكلات الاقتصادية.
* * *
** ومن الذين قرأت لهم وأجد في طروحاتهم واقعية مبنية على الخبرة قبل التنظير د,فيصل البشير، وخاصة فيما طرحه في الآونة الأخيرة من موضوعات اقتصادية بالغة الأهمية لحاضرنا وبعض مشكلاتنا الاقتصادية، ومنهم معالي الاستاذ محمد أبا الخيل الذي يستند في آرائه الاقتصادية والمالية إلى خبرة عريقة تعاملت مع أدق المشكلات الاقتصادية وساهمت في ايجاد الحلول المنطقية لها.
وآخر من قرأت لهم معالي الدكتور سليمان السليم الذي هو الآخر كنظيره أبا الخيل في تجربته الطويلة,, وقد طرح د,السليم مؤخراً تخصيص المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، والتي فعلا يجب المبادرة في تخصيصها وعدم الإثقال على الدولة بأعبائها، فهي أقرب إلى القطاع الخاص، وتخصيصها هو تخفيف من أعباء الدولة، وقد استشهد د, السليم بالمثل الشعبي ما طاح من النجوم خف للسماء ,!
والحق كذلك,, فما ذهب من القطاعات القابلة للتخصيص من مسؤولية الدولة إلى القطاع الخاص هو تخفيف وإراحة لكاهل الدولة، والاقتصاد والميزانية من ناحية، ومن ناحية أخرى: منح هذه القطاعات المزيد من المرونة في تحقيق أهدافها وخدمة الاقتصاد الوطني لتكون عامل دعم للاقتصاد الوطني وليست عبئا ثقيلا عليه.
* * *
** آخر السطور:
** قال الشاعر: العباس الناشىء:
عيناك شاهدتان أنك من
حرِّ الهوى تجدين ما أجدُ
بكِ ما بنا، لكن على مضضٍ
تتجلدين وما بنا جَلَدُ

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ملحق ريـاض الخبراء
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved