Wednesday 15th September, 1999 G No. 9848جريدة الجزيرة الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9848


فلنرفع عن أبنائنا هذا الظلم المبين,, 3
د, عبدالله ناصر الفوزان

ما دام ان ضبط اجراءات القبول من الأمور السهلة التي تجعل من اليسير على كل واحد من المسؤولين في الأجهزة التعليمية وضع المعايير الدقيقة العادلة لها في فترة وجيزة لا تتجاوز عدة دقائق بعد معرفة حجم استيعاب الكليات من الطالبات والطلبة الجدد، وما دام أنه يمكن بعد ذلك ان يسند هذا المسؤول الأول صاحب صلاحية القبول مهمة التطبيق والتنفيذ والمتابعة للمسؤولين في عمادات القبول والتسجيل الذين يفترض أنهم محل الثقة، ثم يخلص من ذلك ليوفر وقته للأمور الجسيمة التي تحتاج الى تأمل وتفكير ومثابرة,, نقول ما دام الأمر كذلك فلماذا نجد بعض هؤلاء المسؤولين ينفخون هذه العملية السهلة أصلا فيحولونها الى معمعة وحرب ضروس هم أبطالها وفرسانها، ويخصصون بالتالي أغلب وقتهم أثناء مواسم التسجيل للقتال فيها والانشغال بأحداثها وغبارها,,؟؟
أمر عجيب حقا يبعث على الدهشة,, والأعجب ان بعضهم لو عوتب لادعى العكس فقد يقول إنها صعبة معقدة تستعصي على الحل، وأنها هي التي فرضت نفسها عليه وليس هو الذي أوجدها ونفخ فيها، وقد يقول انه بما يفعل إنما يحاول ان يرفق بالناس ويستجيب لإلحاحهم بمراجعته، ويحاول حل مشاكلهم,, وهذا أعجب من العجب لأنه بما يفعل في حقيقة الأمر يوجد المشاكل بما نسميه القبول الاستثنائي وليس يساعد في الحل.
اذا كانت الادارات المختصة لدى المسؤول التعليمي الأول تستطيع ان تحدد له بكل دقة وفي أي وقت حجم استيعاب الأقسام في الكليات من الطالبات والطلبة الجدد، واذا كان يفترض انه قد وجه عمادة القبول والتسجيل لديه بقبول الطالبات أو الطلبة الجدد بالمعايير العادلة التي وضعها وبعدد المقاعد المتوفرة المهيأة لقبول الجدد فمن أين يا ترى يأتي بالله عليكم بالمقاعد الجديدة للطالبات أو الطلبة الذين يوجه بقبولهم استثناء,,؟ هل يضرب في الأرض بطريقة العفاريت ويستخرج الفرص الجديدة من تحت طقاطيقها ,,؟ أم أن حقيقة الأمر أنه بما يفعله إنما يختزل الفرص التي يفترض ان تهيأ للجميع حسب الجدارة بأن يقتطع منها جزءا يخصصه لهذا القبول الاستثنائي,,؟
وحتى لو افترضنا أنه بما يفعل يضغط على الكليات ويوجد مقاعد جديدة فلماذا في هذه الحالة لم يضغط بطريقة أخرى تضمن اشغال المقاعد الجديدة بقبول طبيعي وليس استثنائياً؟
عندما يقف من تشتد الحاجة له أمام جمع من الناس ويشير بيده للشمس مدعيا أنها القمر ويلقي قصيدة ملتهبة متغزلا في بياضه وجماله والناس صامتون ثم يتقدم من بين الصفوف واحد ينكر ذلك ويقدم البراهين على أن ما يراه الجميع هو الشمس الحارة وليس القمر الجميل فقد ينظر الحضور لما فعل على أنه مجرد عبط لأن المسألة واضحة ومعروفة للجميع بما في ذلك عاشق القمر نفسه ولكن العبرة بالدوافع، وهذا قد يكون صحيحا، ولكن الخلاص ليس له طريق آخر.
التعليم حق للبشر جميعا,, ومن حق كل انسان ان يطمح ليس فقط لانهاء المرحلة الجامعية، بل الماجستير والدكتوراه أيضا,, والحقوق جميعها تكتسب درجة مشروعيتها من درجة استطاعة الطرف المناط به تأديتها، وما دامت دولتنا رعاها الله قد وفرت فرصا كبيرة في التعليم الجامعي بقدر الامكانات المالية المتوفرة، وما دامت تقدم بالاضافة للتعليم المجاني اعانة شهرية للطالب فإن هذه فرصة عظيمة غالية جدا، وما دام أنه من المتعذر ان توفر للجميع وأنه لابد من الاختيار، فلابد من وضع المعايير العادلة التي قد توجد الأسف والحزن والألم في نفوس من لا تنطبق عليه ولكن لا توجد الاحساس بالظلم والقهر والاستضعاف وهدر الكرامة وسلب الحق فهذا حين يحصل يكون هو الظلم المبين.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ملحق ريـاض الخبراء
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved