Wednesday 15th September, 1999 G No. 9848جريدة الجزيرة الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9848


مستعجل
في تمير,, تستقبلك الصينية,,!

** كلنا يطرب للكرم,, نعم,, كلنا يطرب لهذه الخصلة التي تفرد بها العرب,.
** والكرم,, خصلة نادرة,, تغنّى بها الشعراء,, وصارت صفة ملازمة للندرة من الرجال,, ويكفي الرجل فخراً,, أن يقال عنه,, كريم مضياف.
** وكذا القرى والمدن الصغيرة والبلدان,, هذه تشتهر بكرم رجالها,, والأخرى أقل بقليل,, والثالثة دون ذلك,, والرابعة,, اشتهر أهلها بالبخل الشديد,, والمسافة بين الأول والرابع,, مسافة بعيدة.
** وعندما يرد ذكر شخص,, يقال,, والله ونعم,, انه كريم سخي,.
** وأيضاً,, عندما يرد ذكر قرية أو مدينة صغيرة يقال,, والله ونعم بأهلها الله من الكرم,, الله من السخاء .
** يتحدث الناس عن كرمهم وسخائهم وجودهم,, وعلى العكس عندما يرد ذكر قرية اشتهر أهلها بالقبض والشح والبخل فإن العبارات التي تقال فيهم عندما يمر ذكرهم لا تخفاكم .
** فيما اشتهرت بلدان أخرى بقولهم,, ما ودّك نقهويك أو ما ودّك تقلط أو متى قهوتنا؟! .
** كما اشتهروا أيضاً بالتَّوَزَّي فلا تجد أحداً منهم,, والعوام يقولون,, الرجل الذي تبحث عنه ولا تجده,, هو البخيل بعينه,, إذ إنه يهرب من جرس الباب,, ويهرب من الهاتف,, ويهرب من المنادي,, ويحب التَّوَزِّي لأنه يخاف من قهوة أو من عشاء أو من وليمة لم يحسب لها حساباً,, وكل ما طاح فهو بحسابه ,, هكذا يفكر,.
** بعض القرى والمدن الصغيرة,, يستقبلك في المدخل,, مشحمة ضخمة,, أو بنشر- أو مطعم شعبي مليء بجرار الفول وقدورالرز البخاري,, أو ربما يستقبلك بعض الدواب السائبة.
** وبعضها,, ترى من بعيد,, خيمة ضخمة في حجم السرادق الضخم ثم صينية ضخمة جداً,, مرفوعة حول مدخل القرية أو المدينة كشعار للكرم والسخاء والجود,, وهو شعار ليس مفتعلا,, وليس عنواناً مفقود المعنى,, بل عندما تدخل هذه القرية,, تتمنى أنك زرتها قبل عدة سنوات,, لترى كيف يكون الجود,, وكيف يكون السخاء,, وكيف تكون الشهامة,, ولترى الكرم العربي على حقيقته,.
** لقد شاهدت أكبر صينية رأيتها في حياتي,, تقف شامخة في مدخل مدينة تمير,.
** صينية ضخمة جداً,, أذهلتني,, وأذهلت كل من كان معي,, ووقفنا أمامها قليلاً,, لنرى كيف يكون السخاء,, وكيف يكون الجود والكرم,, وكيف أنه,,هكذا سجية وهبة من الله وليس مفتعلاً.
** أهالي مدينة تمير,, رفعوا في مدخل مدينتهم,, صينية ضخمة جداً,, تحتاج الى أكثر من ونش لحملها وتعليقها,, وخسروا على هذه الصينية,, الكثير والكثير,, من اجل إشعار الزائر بأنه وسط رجال يقدرون الضيف,, فلا يحتاج الى مطعم,, ولا يحتاج الى لف ودوران,, فهو في وسط رجال الجود والسخاء.
** يقول أحد الشعراء متغنياً بكرم أهالي تمير:
الله لو أني عند التمارى عزوبي
إن كان ما أمسي ليلة ما تعشيت
متحاوش تمير سبعة دروبي
ما منهم اللي قال للضيف مليت
** هؤلاء,, هم أهالي تمير من قدم,, وهكذا هم دائماً,, هاجسهم,, الجود والسخاء والكرم,, يبحثون عن الضيف أينما كان,, ولهذا,, فمدينة تمير,, تتميز عن غيرها من المدن الأخرى,, بأن لها منذ القدم سبعة دروب,, أو سبعة مداخل.
** ويقول شاعر آخر,, وهو الشاعر الكويتي سليمان الهويدي في أهالي تمير:
الراية البيضاء لكم ياهل تمير
والطيب والنوماس تستاهلونه
تستاهلون المدح في كل تعبير
ونشيد بالطيب اللي تفعلونه
بيوتهم مفتوحة للخطاطير
والباب ما هي عادة يقفلونه
يوم الجناح مبلل الريش ما يطير
صاروا لنا فزعة ونخوة وعونه
يوم الليالي لاقحات معاشير
قاموا لنا في كل ما يملكونه
** ومهما قلنا,, ومهما تحدثنا عن كرم وسخاء وشهامة أهالي تمير,, فلن نوفيهم حقهم ولكن,, ليس من رأى كمن سمع,.
** زوروا تمير,, وستجدون أن ما قلته لكم,, لا يمثل ربع الحقيقة، فهم أكرم مما قلت بكثير.
عبدالرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ملحق ريـاض الخبراء
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved