Wednesday 15th September, 1999 G No. 9848جريدة الجزيرة الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9848


رأي الجزيرة
دعوة المجتمع الدولي للتعاون مع إندونيسيا

البؤر الساخنة التي تؤرق العالم,, تبدو شراراتها في البدء غير ذات بال,, وقد يستصغرها المراقبون ولا يلتفتون إليها، حتى إذا تقادم عليها الزمن استحالت براكين تحرق بلظاها كل أخضر ويابس.
,, هكذا تعلمنا من دروس التاريخ,, وهكذا تدل حوادث الأحوال على ما يليها من أمور وأهوال! جزر تيمور الشرقية ظلت تشكل تورماً في خاصرة اندونيسيا,, تلتهم المليارات من موارد الدولة بسبب فقرها وحاجتها المستمرة للعون المالي,, تجتذب محفزات الاستقطاب الدولي بما تحتويه من تناقضات تهدد الأمن القومي للدولة,, تنطوي على مثيرات الصراع الآيديولوجي فتزيد من هموم الدولة في الحفاظ على وحدتها الوطنية,, وفوق هذا وذاك تسعى للانفصال عن الكيان الأم في وقت تسعى فيه كيانات العالم للتجمع والتكتل والاتحاد!.
كانت اندونيسيا وهي تتعامل مع محنة تيمور الشرقية أمام خيارات مريرة وصعبة,, لكنها اختارت شكلاً حضارياً - رغم قسوة القرار- وقررت ان تعطي الإقليم حق تقرير المصير.
وجاءت نتيجة التصويت، وكان الخيار هو الانفصال,, فوافقت الجمهورية الاندونيسية على تلك النتيجة والتزمت بتنفيذ رغبة التيموريين رغم المرارة الناشبة في الحلق نتيجة بتر جزء من الجسد الإندونيسي بخيار أهله.
لكن,, حتى القرارات الصعبة والتضحيات الجسيمة، قد لا تجد من يقدرها ويشجع بقاءها وصمودها لتحقيق التطلعات، فها هي بؤر الاستقطاب تتسع، وأفران الفتنة تتقد، والانفلات الأمني يسود بعد ان اصبحت تلك الجزر قاب قوسين أو أدنى من تحقيق طموح الانفصال.
ومن الصعب على المراقبين استبعاد دور الأصابع الخارجية فيما يجري على الساحة التيمورية، فهذه الاصابع تحرك خيوط لعبة مريبة شهدنا تفاصيلها المتناقضة في أكثر من منطقة، وعبر أكثر من صراع.
إن علامات الاستفهام ترتفع حول النفخ في القلاقل التي تشهدها مناطق الوجود الاسلامي، رغم ان مناطق أخرى تشهد الاضطرابات والنزاعات،وتشتعل النيران داخلها دون ان يصبَّ أحد وقوداً في حريقها.
إنها دعوة نكررها بعدما بادر بها مجلس الوزراء برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- فالمجتمع الدولي مطالب بالمسارعة لمساندة الحكومة الاندونيسية حتى تتمكن من السيطرة على الأمور، لتتحقق - من ثم- الترتيبات اللازمة لاستقلال الاقليم قبل ان يكبر الشرر ويصبح له ضرام، وإلا، فالحريق سيمتدُّ لا محالة، ووقتها لن يأمن أحد من المخاطر، ولات ساعة مندم,, لات ساعة مندم.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ملحق ريـاض الخبراء
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved