يقاتل بعض الكتاب على صفحات الجرائد بالاستجداء والهجوم والتلميح وبوسائل اخرى ليحظى برد المسؤول على ملاحظة أو نقد وجهه لهذا المسؤول أو ذاك, فالقضية في بعض الأحيان لا تتوقف عند الرغبة في الحصول على ما يعرف بالتغذية المرتدة أو صدى كتابته وتجاوب الادارة المعنية معه، كما لا تتوقف عند تحقيق مصلحة عامة معينة أو حتى شخصية في هذه الادارة أو الأخرى، وليت الأمر يتوقف ايضا عند بناء علاقة استثمار شخصية مع المسؤول, فبعض الكتاب لا يريد سوى شهادة من المسؤول بأهميته وبأهمية ما يكتبه, فتقرأ في بعض الأحيان الفرح الطفولي يقطر من مقالة الكاتب عندما يتصل به المسؤول فهو لا يأخذه المسألة على أنها تجاوب أو تغذية مرتدة وانما هي مفخرة له ذلك ان سعادته أو حتى معاليه أعطاه وجه ورد على مقالة من مقالاته.
فمشكلة هذا الكاتب ليست في القضية التي يطرحها أمام المسؤولين وانما في اعتراف المسؤولين بوجوده ووجود ما يكتبه, فهو لا يؤمن بما يكتب ولا بالناس الذين يدعي أنه يقف معهم ويعزز صوتهم أمام المسؤولين فما يؤمن به هو رد فعل المسؤولين على ما يقول.
أتابع هؤلاء والحق يقال أرى نفسي تستمع بطريقة الطرح الذي يظهر الاستئساد بالكلمات الفخمة والقوية والعمومية الوطن، المصلحة العامة، الانسانية، فلذات أكبادنا الخ وفي الوقت نفسه تلاحظ الاستجداءات والتوسلات المندسة بين السطور وحتى الغضب واللغة القوية التي يستخدمها بعض الأحيان هي غلاف لروح الاستجداء وهذه الروح معززة دائما بضرب الأمثلة فتراه يقول للمسؤول الذي سفهه ولم يرد عليه انظر الى المسؤول الفلاني أعانه الله يرد على الكتاب ويتناقش معهم ولسان حاله يقول: رد عليّ تكفى الله يرحم والديك واذا تواضع المسؤول ورد عليه بخطاب فسيكون هذا الخطاب هو مادة مقالته أو زاويته وأحيانا كثيرة ينشر بالكامل معززا بعبارات المديح والشكر والعرفان لا على تنفيذ ما يخدم المصلحة العامة وانما على التجاوب في حد ذاته, فالمطلوب في واقع الأمر هو التجاوب وليس حل المشكلة وأظن أن أسوأ ما تواجهه بعض الادارات المعرضة للهجوم من بعض الكتاب يكمن في سوء العلاقات العامة وضعف القائمين عليها في تحسس أهداف الكتاب فبامكانهم تحييد عدد كبير من الكتاب بمجرد الرد عليهم وخصوصا اذا وقع الرد باسم أعلى مسؤول في الادارة فلماذا الكلافة؟ .