إن الإنسان حينما تعود به الذاكرة إلى سنوات قليلة خلت ليدرك أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ لهذا الوطن قادة مهرة قادوه إلى أعلى المستويات في كافة الأصعدة فالتعليم قبل العهد السعودي الزاهر كان عبارة عن كتاتيب لا يزيد عدد طلابه عن أصابع اليد في كثير من المدن بل انه لم يكن يوجد في بعض القرى من يستطيع أن يقرأ أو يكتب حيث كانوا يستعينون عند وصول خطاب إليهم ببعض جيرانهم من القرى الأخرى لقراءته, إلى أن هيأ الله لهذا الوطن قائداً فذاً كرس حياته في جمع شتات الأمة تحت راية واحدة هي راية التوحيد معتمداً في ذلك على منهاج الإسلام في تطهير النفوس وتهذيبها وتحرير المجتمع من الشوائب والمفاسد وتحرير المعتقدات وارسائها على قواعد ثابتة حكيمة، وبعد أن تحقق ذلك بفضل الله وتوفيقه اتجه إلى بناء الإنسان وتعليمه في كل ما ينفعه وفق العقيدة الإسلامية الخالصة فعهد إلى احد ابنائه المخلصين مسئولية هذا المرفق الحيوي وذلك هو خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، فقد كان أول وزير للمعارف في هذه البلاد وقام يحفظه الله من أول يوم تولى فيه هذا المنصب برسم سياسة التعليم في المملكة معتمداً بعد الله على حنكته وموهبته وظل كذلك يتابع ويخطط منذ ذلك اليوم وحتى الآن فجزاه الله عن هذا الوطن وأهله كل خير.
منصور بن محمد العمرو
مدير مدرسة سعد بن ابي وقاص