Wednesday 15th September, 1999 G No. 9848جريدة الجزيرة الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9848


إجراء
الآثار تتأرجح ,,بين ابن عقيل و نانس والمجلس
بدر بن سعود بن محمد آل سعود

ذذاكرة المكان تحفظ له شخصية تميزه عن باقي الأماكن، لتجعله صورة واحدة وحيدة لايشابهها في مضمونها اي شكل آخر، وهي بذلك تبقى متفردة ومختلفة مهما تقاربت حضاراتها القديمة أو اتحدت عند نقاط محددة بعض رموزها ومدلولاتها، لكن الفارق ربما يبدو جلياً وواضحاً إذا ما اردنا المقارنة بين الكيفيات التي يتم بها التعامل معها هنا وهناك,, وبطبيعة الحال عندما يكون الحديث متعلقاً بالماضي تكون الآثار والاطلال أقرب ملتقى لاي حوار، وهذه قيمة مازالت غائبة الى حد ما محلياً رغم الجهود الحثيثة لتطوير صناعة السياحة؟! فما زال الكثيرون يعتقدون بأن لاعلاقة للسياحة بالآثار بينما توجد دول عربية معروفة جداً اكتسبت شهرة سياحة عالمية بسبب الآثار الموجودة بأراضيها!، والآن وربما منذ زمن تعطى تراخيص الهدم والبناء بالمملكة دون الالتفات او التوقف للحظة أمام احتمال وجود أثر ثمين قد يتعرض للاندثار!، ليس هذا وحسب بل نجد اهتمام بعض الكتاب الكبار لدينا بآثار بعيدة حتى ولو كانت إسلامية! متجاهلين بذلك آثارنا المحلية القريبة ومنهم العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري الذي تحدث مطلع الاسبوع الحالي عن آثار طليطلة ضمن حلقات مسلسلة ستنشر تباعاً، ولا ادري صراحة لماذا يهمل مثقف موسوعي مهم كابن عقيل آثاراً مهمة كذلك كالموجودة بتيماء مثلاً، ثم ماذا يمكن ان نتوقع من الآخرين بعد هذا؟!، ايضاً عندما تناقش وزارة الشؤون البلدية والقروية بوصفها جهة لها تمثيل محترم بالمجلس الأعلى للآثار يأتيك التبرير بانهم يقدمون للمواطن 38خدمة وليسوا بحاجة أبداً لاي اعباء او التزامات إضافية!، وإذا سألتهم: ما الذي قدمتموه للآثار؟ جاء ردهم مجلجلاً بما مفاده: قمنا بعمل دراسات مشتركة وهيأنا معلومات كثيرة تخص الآثار ونحن بالمناسبة نهتم بما فوق الارض وليس ما تحتها!! ، أما وزارة الداخلية صاحبة الدور المحوري والتمثيل الأقوى فتتلخص مبادرتها كما عرفت بتفعيل فكرة تخصيص شرطة للآثار لمكافحة حالات السرقة بهدف او بدون هدف؟!، وتأمين مواقع الآثار من العبث بها وتحصينها ضد محاولات الاستغلال غير المشروع، وبالنسبة لوزارة الشؤون الإسلامية فلاتخرج سياستها بالمجلس الأعلى للآثار عن اعتماد مبدأ سددوا وقاربوا ، وإجمالا كلها جهود مقدرة وجادة ولا يمكن بأي حال تقزيمها او محاولة تهميشها، فتلك الجهود ستحول يوما ما كما نأمل دون زوال آثارنا المعروفة، أو غيرها التي مازالت طي الكتمان وعرف بعضها بفضل عوامل التعرية!! الطبيعية وليست الصناعية بدون شك!، وكي لا يتكرر خروج اخبار مؤلمة شبيهة بما طالعتنا به جريدة الحياة خلال فترة مضت بحجة مد الجسور الثقافية بين المملكة وأمريكا، وذلك بنشر موضوع يتحدث عن متحف ومكتبة نانس وهو مركز متخصص بتراث السعودية وحاضرها، يقع بمنطقة قروية في الشمال الغربي لولاية ميسوري الامريكية، ويعرض مجموعات اثرية تجسد تراث وتاريخ المملكة، اسسه باول نانس الذي عمل كإداري بشركة ارامكو بالمنطقة الشرقية منذ الخمسينات وحتى تقاعده عام 1983ميلادية، ويضم المعرض تشكيلة نادرة استطاع جمعها - طبقا للحياة- بمساعدة 70 شخصا عملوا بالمملكة على مدى ثلاثة قرون وتبرعوا بما لديهم لصالح المتحف، والمعرض افتتح العام 1985 ميلادية بمباركة سعودية ولاحرج في ذلك!، لكننا نعلم بان الدول غالبا تولي رعاية تراثها وآثارها أهمية قصوى ومباشرة ولاتسمح لغيرها القيام بالدور نفسه؟!، وأظن أنه لاحاجة بنا إلى ذكر الأدلة الماثلة للعيان باصقاع العالم!، ويكفينا فقط الاستدلال بما قاله الملك العظيم فيصل بن عبدالعزيز- يرحمه الله- إذ قالنحن لنا أجداد وأمجاد وتاريخ وتراث فلماذا نتنصل من كل هذا ونلتفت يمينا وشمالا كأننا ليس لنا أصل او تراث او تاريخ ونلتمس السبل ونلتمس المناهج ونلتمس المبادىء ، وهذا ما نتطلع لتحقيقه لاحقا- إن شاء الله- بعد ندوة الآثار في رجب القادم برعاية سيدي صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الاعلى للآثار، وهو إضافة لما تقدم كان موضوعاً لندوة صحفية تشرفت بإدارتها في جريدة الجزيرة وستطالعونها قريباً.
baderalsaud* hotmail.com
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ملحق ريـاض الخبراء
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved