Wednesday 15th September, 1999 G No. 9848جريدة الجزيرة الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9848


عثمان السعد يتذكر أحداث أكثر من ربع قرن مع فقيد الأمة فيقول لـ الجزيرة
توجيهات الأمير سلمان بن عبدالعزيز نفذها فيصل بن فهد بحكمة أكدت نجاحه في أولى التجارب
قالوا إن الاتحاد العربي ولد ميتاً فرد أمير الشباب,, بل وجد ليبقى ويبقى ليستمر ويستمر ليتطور

* كتب - المحرر الرياضي
يعتبر الأستاذ عثمان محمد السعد من الأوائل الذين عملوا على انشاء وتطوير جهاز الرياضة الاداري في المملكة كما يعد ضمن نادرين عاصروا فقيد الأمة الراحل فيصل بن فهد -يرحمه الله- ومن اولئك الذين كان لهم دور رئيسي في البطولات العربية وفي تفعيل نشاطات الاتحاد العربي لكرة القدم والاتحاد العربي للألعاب الرياضية,.
أبووليد خص الجزيرة بهذا الحديث عن ذكرياته مع فقيد الأمة العربية الأمير فيصل بن فهد وعن اعمال سموه في سبيل خدمة شباب العرب فكان هذا الحديث لعثمان السعد أكثر المسؤولين معاصرة للنشاطات الرياضية العربية.
البداية والاستقطاب
كيف كانت البداية في رعاية الشباب؟
- في عام 68م انتقلت من وزارة المعارف الى رعاية الشباب حيث حصلت على الماجستير في الادارة والتنظيم الرياضي وتاريخ الانتهاء من الماجستير تناسب مع تخرج صاحب السمو السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز من امريكا وصدور قرار تعيينه في عام 71 وبذلك اكون من اوائل الناس الذين استقبلوا سموه بعد عودته من امريكا في رعاية الشباب آنذاك ومنذ ذلك التاريخ ونحن في معترك العمل العربي والدولي الاولمبي وتعود هذه الحقبة الى ثلاثين سنة ويرجع ذلك الى ديناميكية سمو الامير وحبه للعمل العربي بشكل عام وكان اول تحد لسمو الامير فيصل ليس العمل مع الشباب السعودي الذي رفع له شعارا نفتخر ونعتز به وهو (استقطاب الشباب الى برامجنا) وهذه اول سياسة وضعها الامير فيصل لنا كعاملين ولها مغزى كبير جدا ويعني بذلك بأنه يثق بأن ديناميكية تسريع عجلة التنمية مبنية على سواعد الشباب بعقول الكبار والشيوخ والمجربين ولهذا وضع تلك السياسة عام 71.
التحدي الأول
التحدي الاول الذي واجه سمو الامير فيصل بن فهد لم يكن موضوع الشباب لانه وضع له هذه السياسة لكن كان دورة الخليج الثانية كان اول اختبار عملي للجهاز الذي يُعنى بالشباب والرياضة في المملكة العربية السعودية.
اذكر في تلك الفترة انه كان هناك تعاون كبير بينه وبين سمو الامير عبدالله الفيصل الذي حمل على عاتقه مهمة متابعة المنتخب بينما حمل سمو الامير فيصل بن فهد مهمة التجهيز والاعداد والترتيب والتنظيم لهذه الدورة التي نجحت نجاحا كبيرا جدا في دورتها الاولى في البحرين حيث كان الفكر سعوديا والتنفيذ بحرينيا اجتمع الفكر والتنفيذ لهدف واحد فكر سمو الامير خالد الفيصل والتنفيذ البحريني وتمت هذه الدورة وأثبتت في مسيرة الثقة الخليجية, والتحدي كان تحديا كبيرا ونجاحها كان يترتب عليه استمرارية هذه الفكرة, لذلك مازلت ارصد شخصيا العمل الدؤوب الذي كان يقوم به الامير فيصل بن فهد ومازلت اذكر حتى الآن كيف كان يُمضي الساعات في ملعب الملز لدرجة أني اذكر اني في احدى المرات نقلته انا بسيارتي المتواضعة من الملعب الى قصره وكان قد ارسل سيارته الى مشوار.
وكان مضطرا ان يعود الى البيت ليؤكد مدى حرصه على الاشراف المباشر لتنظيم هذه الدورة وكل ما يتعلق بها.
بداية التحرك العربي
تدرجت في رعاية الشباب مع سمو الامير فيصل بخطوات متئدة وفي بعض الاحيان اخذت صفة الاسراع واول ما بدأت كنت مدير الشئون الرياضية وقبلها كنت مدير ادارة الاعداد والتدريب وكانت من الادارات المستحدثة ثم وصلت الى منصب مدير عام مساعد ومعها كنت مدير ادارة التخطيط.
وفي عام 76م بدأنا في التحرك العربي.
* كيف جاءت فكرة انشاء الاتحاد العربي؟
- في الاول كان هناك اتحاديان عربيان كانا هما الاساس,, الاتحاد العربي لكرة القدم والاتحاد العربي للالعاب الرياضية.
بالنسبة لكرة القدم عقد مؤتمر للجمعية العمومية وكان اجتماعا طارئا عقد في دمشق وبطلب من اعضاء الجمعية العمومية وكان الاتحاد مقره في ليبيا وكان قد انشىء عام 1974.
لكن لم يصادف هذا الانشاء اي نشاط يُفعل هذه اللعبة التي تعتبر معشوقة الجماهير ومعشوقة الناس لذلك عقدوا اجتماعا في دمشق ولحسن حظي او لسوء حظي لا ادري دعيت لهذا الاجتماع كممثل للاتحاد السعودي لكرة القدم وطرحت في ذلك الوقت المشاكل التي يتعرض لها هذا الاتحاد من عدم تنفيذه لاي برنامج من البرامج المتعلقة بكرة القدم, وفتحوا باب الترشيح لتشكيل مجلس ادارة جديد يتصف بالديناميكية او بالتفعيل وهنا عنّ لي ان اتصل بسمو الامير فيصل بن فهد واستأذنته في أن يُرشح كرئيس للاتحاد العربي.
اختيار بالإجماع
* هل كانت الفكرة موجودة مسبقا ومن كان رئيس الاتحاد العربي آنذاك؟
- لم تكن الفكرة مطروحة اطلاقا وكان الرئيس عبداللطيف بوكر من ليبيا, وكان هناك بعض الاسئلة والاستفسارات من سمو الامير واوصلت له رغبة الاخوان حيث تمنوا علي ان انقل هذه الرغبة لسمو الامير فيصل بن فهد لانهم يجدون فيه الوسيلة لانجاح الاتحاد العربي, وكان لسموه العديد من الاسئلة وكانت الاجوبة التي انتهت بموافقته على ان يرشح كرئيس.
* ما هي طبيعة الاسئلة التي كانت لسمو الامير؟
- كان سؤاله للاخوة الاعضاء هل اختياره لمنح الاتحاد هالة اعلامية فقط ام لتنشيط الاتحاد وتشغيله وتفعيله واجبته على هذه الاسئلة وكانت الرغبة قوية جدا من كافة الاعضاء لدفع هذا الاتحاد لانه اتحاد اللعبة الاكثر شعبية في العالم, والحمد لله طرح الاسم وكان هناك اسم عزيز علينا كلنا وهو شخصية رياضية كروية كبيرة وهو احمد السعدون يعتبر من اقدر واقوى العاملين في كرة القدم العربية والآسيوية في ذلك الوقت وكان مرشحا نفسه للرئاسة وحينما وجد الاجماع لسمو الامير فيصل كان من اول المناصرين والمؤيدين لترشيح سمو الامير فيصل لمنصب رئيس الاتحاد وكان الانتخاب بالاجماع او الاختيار - بالاصح - بالاجماع في ان يرأس الامير فيصل هذا الاتحاد, والذي استطعنا بعد ذلك مباشرة ان نعيد النظر في نظامه الاساسي في برمجته وفي انشطته التي ركز فيها الامير فيصل على اعداد الكوادر العاملة في هذا المجال واكد على ضرورة اقامة البطولات والتي تعبنا فيها تعبا كبيرا جدا الى ان اقمنا اول بطولة في عام 81 بعد خمس سنوات من رئاسة الاتحاد واستمررنا فيها حتى تاريخه.
قصة الاتحاد العربي للألعاب الرياضية
وماذا بالنسبة للاتحاد العربي للالعاب الرياضية.
* هذا كان له قصة اخرى ولكن في نفس السنة عام 76م كان هناك مؤتمر لاتحاد اللجان الاولمبية في العالم كانوا يبحثون مشاكل الحركة الاولمبية وعلاقة اللجان الاولمبية باللجنة الاولمبية الدولية التي يعتبر لها تنظيم مستقل غير تنظيم اتحاد اللجنة الاولمبية وكان معنا هناك اربع ممثلين لاربع دول عربية العراق والسودان وليبيا والمملكة العربية السعودية وطرحوا فكرة أننا الوحيدون الذين يجمعنا دين وارض وجنس ولغة واحدة لكن ليس لنا تنظيم بالرغم من محاولات كثيرة بذلت من جامعة الدول العربية من قبل اللجنة الرياضية في الجامعة العربية لكن لم تنجح في ذلك وبحثوا فكرة ضرورة انشاء اتحاد عربي وايضا طرحوا فكرة مقر الاتحاد العربي وكان من الطروحات ان الامير فيصل هو انسب شخص استطاع ان يثبت وجوده في دورة الخليج عام 72 اي قبل اربع سنوات واستطاع ان يثبت آراه القيمة بكل ما يتعلق بأنشطة الشباب والرياضة وكنا خارجين من دورة عربية اقيمت في دمشق في 95ه وعرف اسم الامير فيصل وانتشر في العالم العربي فطلبوا مني ان استأذن سمو الامير فيصل فيما يتعلق بمقر ورئاسة الاتحاد واتصلت بالامير فيصل مرة ثانية ويتكرر السيناريو وايضا كان له اسئلة مهمة جدا,, ما مدى امكانية الدول العربية في المساهمة وإنجاح هذا العمل لان النجاح لا يمكن ان يقوم به شخص واحد.
كان يثق بضرورة التعاون بين الاعضاء والافراد لانجاح اي عمل مهما كان نوعه والحمد لله وافق اخيرا على ان يكون رئيسا للاتحاد بناء على طلب اللجنة التحضيرية ووافق على ان يكون اول اجتماع للجنة التحضيرية بالمملكة العربية السعودية لوضع الاسس التي يُبنى بموجبها اتحاد عربي, وعقد الاجتماع في شهر مارس وفي شهر مايو عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي برئاسة سموه بحضور 13 لجنة اولمبية عربية وحوالي 5 اتحادات مسئولين عن الحركة الاولمبية العربية, وصدرت وثيقة التأسيس برئاسة الامير فيصل بن فهد لتأسيس الاتحاد العربي للالعاب الرياضية.
التحديات والعقبات كانت كثيرة
* هناك مشاكل وعقبات كانت تحدث في الانتخابات والاعتذارات وكيف كنتم تواجهونها؟
- هذا يؤكد مدى متابعتك في الفترات الصعبة التي مر بها الاتحاد وهي مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى (مواقف سلبية) بعضها بهدف تحسين عمل الاتحاد العربي والبعض الآخر كان هدفها الاستفادة من هذا الاتحاد الذي يشعر الجميع انه يختص بكل ما يتعلق بالرياضة العربية ويعتبر بمثابة الارض الخصبة للانتشار وحتى اخذ الصورة الاعلامية لذلك كان هناك محاربة, وايضا لا اريد ان ابعد السياسة عن هذا الاتحاد وهناك تطلعات بان هذا الاتحاد يأتي بنوع من الدعاية والاعلان للمملكة العربية السعودية التي احتضنت المقر.
والمملكة لم تسع في يوم من الايام لاخذ سمعة او مكاسب خاصة على اكتاف هذا الاتحاد بل العكس كنا آخر من ينظر الى هذا بينما الآخرون كانوا ينظرون له بأنه يجب تقليص فرصة الاعلام في المملكة العربية السعودية من وراء الاتحاد وانا في رأيى انه كان شيئا بسيطا جدا مقارنة مع استطاعت الرياضة السعودية بقيادة الامير فيصل بن فهد ان تأتي به وتضعه تحت انظار الجميع وكانت محاولة جادة في هذا الصدد حتى قيل ان الاتحاد العربي لكرة القدم ولد ميتا.
الاتحاد وجد ليبقى ويبقى ليستمر,, شعار رفعه سمو الأمير
* كيف كان رد سمو الامير على هذا الموقف؟
- رد سمو الامير في خطاب رسمي في احد المؤتمرات ان هذا الاتحاد وجد ليبقى ويبقى ليستمر ويستمر ليتطور.
والذي يدرس هذه الجمل الثلاث يستشعر بعد نظر الامير فيصل بن فهد ان هذا الاتحاد وجد ليبقى ردا على من قال ولد ميتاً.
ثم يبقى ليستمر على الدوام وليس سنة او اثنتين ثم ينتهي.
والجملة الاخيرة يستمر ليس من اجل الاستمرار فقط بل ليتطور.
وبذلك وضع سياسة من اعظم ما يمكن وردا من اقوى ما يمكن على المشككين في خطة الاتحاد العربي التي سار عليها بالفعل ونحن بعد عدة ايام نعيش حدثا كبيرا جدا وهو الدورة العربية التاسعة ومعنى ذلك ان الاتحاد استطاع في خلال 16 سنة ان يقيم ثلاث دورات بجهد مستقل منه لم يُساعد من اي جهة اخرى وهذا ما يؤكد المقولة التي رد بها سمو الامير.
ضياع فرصة الفوز لمنتخبنا
وقرار حكيم من سمو الأمير سلمان وتنفيذ رائع من سمو الأمير فيصل
* هنا يجب ان انوه بموقف عظيم جدا لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز حينما حصلت المشكلة الكبرى التي اضاعت فرصة الفوز بكأس الخليج على المملكة العربية السعودية بانسحاب احد المنتخبات الخليجية وانسحابها يعني تقليص نسبة الاهداف وحدها بهدفين فقط لان الانسحاب يعني خسارة الفريق 2/صفر بينما كان هناك فرصته كبيرة جدا بأن يسجل اربعة او خمسة او ستة اهداف بسبب ان الذي طرد وبسببه ثم الانسحاب هو حارس المرمى، هذا الانسحاب كاد ان يؤدي الى مشكلة كبيرة وهنا اجتمع سمو الامير فيصل مع سمو الامير سلمان وكان قرار الامير سلمان الذي نفذه بحكمة ودراية عظيمة الامير فيصل بن فهد - توجيهات الامير سلمان رجل الدولة رجل السياسة امير المنطقة والذي تقام في منطقته هذه البطولة الضخمة - اكد ان على ان تنتهي هذه البطولة بأجمل صورة خليجية تؤكد على التواد والتلاحم بين شباب الخليج وان الربح والخسارة لا يشكلان اي شيء بالنسبة للمملكة إن خسرنا فهذا موقعنا في دول الخليج وان كسبنا هذا موقعنا في الخليج لا تضيف شيئا جديدا في موقعنا وكان الموقف التنفيذي من سمو الامير فيصل بن فهد موقفا رائعا وهدأ الجميع وهدأ الجمهور وانتهت المباراة وضاعت فرصة الفوز بهذه البطولة.
هنا تبرز حكمة ان البطولات لا تضفي عليك شيئا بل انت الذي تضفي على البطولة نفسها القيمة, ونحن قد خسرنا البطولة ولكن انا في اعتقادي كسبنا تقدير الناس ومحبة واحترام الناس بهذا الموقف الذي لا نراه الا نادراً, فلو تتبعنا المشاكل، التي حصلت في آخر دورة عربية نجد انه حصل من بعض الجهات في اثناء فوزها عملت مشاكل في اثناء تعادلها عملت مشاكل في اثناء خسارتها عملت مشاكل، وهذا هو الفرق وهذه هي السنة التي وضعت في مجال الرياضة السعودية وكان لها دور كبير جدا.
الاتحاد العربي كان سلّماً للوصول للاتحادات الدولية والإقليمية والأولمبية
* ,,,,,,,,,,,,.
- لا اريد ان اضفي على الاتحاد العربي دورا لم يقم به ولا ندعيه ويمكن نحن ساعدنا في فتح ابواب لكثير من الشباب والمسئولين في العالم العربي وهذا كان من سياسة الامير فيصل واحد الاهداف التي أكد عليها سمو الامير في الهيئتين العربي لكرة القدم والعربي للالعاب الرياضية بأنه يجب دفع القيادات العربية الى مناصب في المجالس والهيئات القارية والاقليمية والدولية والاولمبية.
وننظر للذين اخذوا مناصب منذ 76م حتى الآن على المستوى الاقليمي مثال على ذلك دورة العاب البحر المتوسط وكيف ساهمنا في ابقاء الرئاسة عربية لفترة طويلة من الزمن وساهمنا ايضا في تثبيت الحق العربي وساهمنا ايضا في ابعاد اسرائيل.
عدد الاعضاء الذين اخذوا مناصب بحق توزيع الدول الاعضاء في البحر المتوسط كنا نأخذ حقنا بل اكثر من حقنا ولم تكن مناصفة بين الشمال والجنوب بل اعطاء الحق لهذه الفئة العربية التي ساهمت في وضع اللجنة الاولمبية لالعاب البحر المتوسط.
لو نظرنا على المستوى القاري انا اعتقد ان نسبة الاعضاء العرب الذين وصلوا الى مناصب مميزة في الاتحادات او المجالس الاولمبية سواء كانت في افريقيا او في آسيا كانت نسبة كبيرة, وانا لا ادعي بأن الاتحاد العربي هو الذي اوصل الشيخ احمد الفهد والى منصب رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي ولكن استطيع ان اقول بأن موقف الامير فيصل الداعم استطاع ان يفتح الابواب للشيخ فهد الاحمد رحمة الله عليه ليصل فقط للاتحاد الاسيوي للالعاب الرياضية الذي اصبح فيما بعد المجلس الاولمبي الاسيوي وايضا على مستوى الاتحادات الاولمبية وهكذا بالنسبة للعديد من الشخصيات العربية التي اخذت اماكن على المستوى القاري لان قناعة الامير فيصل بأن علينا ان نصل بمواجعنا ومشاكلنا بآمالنا وطموحاتنا ليس على المستوى العربي وحسب ولكن نوصلها الى المستوى القاري لانه ايضا معبرنا ومدخلنا الى المستوى الدولي وهكذا كان فعندها اخرج من القاري الى الدولي ونحن الآن نسعد عندما نجد شخصا مثل الاستاذ عبدالله الدبل له موقع مميز الى ابعد حد في اقوى اتحاد دولي للعبة من الالعاب وهي كرة القدم.
الآن الاستاذ عبدالله الدبل يترأس اكثر من لجنة ويأخذ اكثر من مسئولية في اطار اعمال الاتحاد الدولي لكرة القدم هذا لم يأت من فراغ وانا اذكر حينما كلف الاستاذ عبدالله الدبل في الثمانينات كلف بأول مهمة وكان الحوار مع الاتحاد الصيني الشعبي لكرة القدم ومعنى هذا نوع من الانطلاقة والتقديم للخبرات السعودية.
وكذلك كثير من الاعضاء العرب الذين اخذوا مواقع على المستوى القاري كان هذا التوجه بأنه يجب ان يحتل العرب اماكنهم ومواقعهم على المستوى الدولي للدفاع عن قضايانا على الاقل اذا لم تكن لحمل همومنا الى المستويات الدولية والامثلة كثيرة نأخذ منها مثالا واحدا فقط: في عام 68 كانت هناك محاولات من المجالس القارية لكرة القدم ان تزيد من نسبة اعضائها في المجالس التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم عن آسيا وعن افريقيا وايضا كان فيه طلب بأن نزيد مقاعد العرب في القارتين بالاضافة الى زيادة عدد ممثلي القارتين اصلا زيادة العرب في القارتين وزيادة عدد القارتين في نهاية كأس العالم هذا اشتغلنا عليه كاتحاد عربي وكان هناك لجنة تنسيقية بين افريقيا وآسيا وكانت امانة السر للاتحاد العربي لكرة القدم وهو الذي استطاع ان يجمع ما بين آمال وطموحات القارتين بالنسبة لزيادة العدد كأشخاص في الهيئات التنفيذية وزيادة العدد للمنتخبات مع طموحات قارة امريكا الجنوبية وبالتالي استطعنا ان نجمع القارات الثلاث وندخل باقتراح ونحصل على قرار بزيادة العدد.
كل هذا كان بتعاون الاخوان في اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لكرة القدم بتوجيهات سمو الامير فيصل بن فهد وكان خير المتابعين.
سياسة النفس الطويل والباب المفتوح
* كيف كان رد فعل الامير فيصل بالنسبة لمن هاجم الاتحاد العربي؟
- كان يقول (يجب علينا ان يكون نفسنا طويلا) والنفس الطويل هو ان تتحمل.
يمكن نحن في اكثر من اتحاد قاطعنا وفي اكثر من بطولة وفي اكثر من اجتماع لكن هل اثرت على مسيرة الاتحاد، لم تؤثر ودائما كان يرحمه الله يبقي الباب مفتوحا لم يوصد الباب اطلاقا نحن لم نبادر بأي شكل من الاشكال بقفل الباب امام اي جهة لكن حتى لو قفل من قبل الآخرين فيبقى الباب مفتوحا وهذه كانت سياسته.
* مثال على ذلك؟
- احد الاتحادات اخذ موقفا من الاتحاد العربي وهاجمه حتى طال شخصية الامير فيصل في هجومه في الاعلام، لم يقفل الباب الامير فيصل وطلبنا نحن ا ن يكون هناك رد ورفض الامير فيصل الرد وجاءت الايام بما لم يكن يتوقعه احد حينما صادف ذلك الاتحاد الذي هاجم الاتحاد العربي موقف يحتاج فيه الى دعم والى وقفة مساندة وكان اول المساندين له الامير فيصل بن فهد وعادوا الى اسرة الاتحاد العربي بمكرمة من الامير فيصل وليس من الآخرين فهناك فرق والامثلة على ذلك كثيرة واعتقد بأن الحكمة بأنه يجب ان يكون نفسنا طويلا وان نتحمل لكن بدون ان يكون هناك اهانة بحيث نبقى نحن فوق ونبقى موجودين والكريم هو من يستطيع ان يعفو والكريم هو الذي يعرف كيف يبقي الابواب مفتوحة لعودة الابن او الاخ او الزميل او الصديق.
ذاكرة قوية
* كان سمو الامير يتصف بقوة الخطاب ويتمتع بذاكرة قوية أليس كذلك؟
- هناك مثال ملأني بالفخر والاعتزاز كنا مع سمو الامير فيصل في مهمة رسمية لا يمكن ان انسى بأي شكل من الاشكال الخطاب الذي القاه الامير فيصل مرتجلا, هذا الخطاب القاه في دعوة رسمية من وزير خارجية فرنسا والخطاب كان ذا طابع سياسي لشخصية رياضية يمثل دولة وهو الامير فيصل وهناك ضيوف على مستوى عال جدا والقى معالي وزير خارجية فرنسا كلمة رائعة وكنا في ذلك الوقت نعيش في معمعة من المشاكل العربية العربية والعربية الاسيوية والعربية الدولية على المستوى السياسي وكان لسمو الامير فيصل رد في خطاب على كلمة وزير الخارجية فقد فوجئنا ان فيه كلمات وكانت الدعوة على حفل عشاء وانقلب العشاء الى مناظرة سياسية بكلمات سياسية واستمعنا الى كلمة الامير وكانت اقوى من اي كلمة اخرى، كانت كلمة سياسية معبرة غطت كل المشاكل العربية الفرنسية والعربية الدولية وخصوصا مع اوروبا وطالب بصفته رجل سياسة رجل دولة طالب بكثير من القضايا التي يجب ان تتقدم بها بعض الدول العربية لاحقاق الحق العربي سواء كان في قضية فلسطين او حتى قضية العراق في اثناء حربها مع ايران.
هذا الموقف جعلنا نشعر بالاعتزاز بشكل لا تتصوره فهو ارتجل الكلمة ولم يعدّها لدرجة ان البعض قد شك في شيء هل ذاكرة الامير فيصل ذاكرة قوية بحيث يحفظ خطابا استمر فوق الثلاثين دقيقة ام اننا نتبع طريقة تكنولوجية جديدة يقرأ بها الامير فيصل دون ان يراها الناس لانه كان خطابا مركزا وقويا وجامعا وغطى كل المشاكل التي كانت تدور في الساحة العربية, وهناك اشياء عادية تحدث في بعض المؤتمرات وصلنا فيها من النقاش والحوار لدرجة ان صار شقاق كبير جدا بين الاعضاء وبين الدول العربية مجموعة تؤيد ومجموعة ترفض واستمر النقاش لمدة ساعتين وانتهى لسوء الحظ بنوع من الصدام الكبير بين الجهتين والامير فيصل كان رئيس المؤتمر.
وهذا الرجل الذي استطاع ان يجلس ويتحمل مداخلات كثيرة ومغالطات غير منطقية في كثير من الاحيان وتعرض بصفته الرئيس الى محاولة الصدام الكبير كيف يحل هذه المشكلة.
ولما استفحل الامر حل الموضوع في دقيقتين ذكر الذين تكلموا وقال لهم اسمحوا لنا نرفع الجلسة لمدة خمس دقائق نشرب فنجان قهوة ثم نعود الى الاجتماع - سياسة رفع الجلسة هدأت الخواطر وهدأت النفوس واعطته الفرصة في ان يتحدث مع الوفدين كلا على حدة ودخلوا الاجتماع والكل متفق وصدر القرار الذي كان يريده الامير فيصل بن فهد رحمه الله, هذا احد المواقف نراه في موقف آخر، مندوب احدى الدول جاء متأخرا وكانت في سيول في كوريا واتى مندوب احدى الدول التي لديها مشكلة مزمنة متأخرا وكانت وفود كل الدول العربية حاضرة لسوء الحظ ان الصالة التي كانت مخصصة للاجتماع ضيقة الى حد ما وكانت مليئة بالوفود العربية وبالخبراء والمصورين وبوسائل الاعلام المختلفة والمكان غير كاف فجاء مندوب هذه الدولة المتأخر واضطر ان يجلس على كرسي قريب من الباب وباشارة من الامير فيصل بن فهد جهزوا له الكراسي وبعدما انتهى الامير من مداخلته رفع يده هذا المندوب ويلوم الامير هل ترضى يا سمو الامير ان نجلس نحن وفد دولة (,,,,) على كراسي بجانب الباب، كان يحتج والمفروض ان نحتج نحن عليه لانه اتى متأخرا فرد الامير فيصل على هذا العضو انه لو كانت قضيتكم يحلها كراسي العالم كلها لأتيت بها لكن الموضوع ليس بالموقع وليس بالكرسي الذي تجلس عليه الموضوع بالمشاركة وفاعلية المشاركة وهذا رد لم يزعج احدا ولكنه رد قوي على ملاحظة ما كانت في محلها, وايضا بين التوجه العام نحو قضية هذا الرجل.
والامثلة كثيرة جدا والمواقف متعددة.
موقفه من إنشاء المؤسسات
كلمة المؤسسات في بعض الدول ترتبط دائما بالاحزاب وهذا ربط خطأ فالمؤسسات هي التي تساهم معك في تسيير امور الدولة اذا كان على مستوى الدولة، في تسيير امور الشركة على مستوى الشركة، في امور هيئة رياضية.
اعتمد على تقوية المؤسسات التي تتبع الاتحاد العربي للالعاب الرياضية والاتحاد العربي لكرة القدم.
على سبيل المثال اذا اخذنا الرياضة بشكل عام على المستوى العربي اوجدنا مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ووضعوا في قالب مجلس قوي يستطيع ان يعطي وان يخدم الرياضة العربية وذلك من خلال اقتراح بانشاء صندوق الدعم الذي وصل في بدايته الى 25 مليون دولار, ننتقل من مجلس وزراء الشباب العرب الى الاتحاد العربي للالعاب الرياضية استطاع ان يقوي صلة الاتحاد العربي ب 16 هيئة دولية وقارية وعربية في مجالات لها علاقة بالرياضة العربية سواء كانت هيئات سياسية على سبيل المثال جامعة الدول العربية واليونسكو التابعة للامم المتحدة، او على مستوى الرياضة التنافسية وهي الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية الرياضية وحتى على مستوى الرياضات الاخرى او من لها علاقة بالرياضة مثلا الطب الرياضي، علم النفس الرياضي، الصحافة الرياضية الخ.
وذلك للمساهمة في تطوير الرياضة وصولا الى هيئة الكشف عن المنشطات وانشاء الاتحاد العربي لمراكز ومعاهد اعداد القادة لان الامير فيصل يؤمن رحمه الله لكي يطور الرياضة يجب ان تتوفر لديه اعمدة ثلاثة ترتكز عليها:
العمود الاول: اعداد القيادات، الثاني: المنشآت الرياضية، الثالث: القوانين التي تدعم هذه المؤسسات على افتراض ان الاموال يجب ان تكون موجودة.
مع وجود هذه الاشياء الثلاثة، اعداد القائد واعداد المنشأة واعداد القوانين وانك تستفيد منها اذا كان ما في اموال فيجب ان تكون الاموال مخصصة من الهيئات الحكومية في الدولة وان تعمل على بناء القائد او المدرب او الاداري وان تقيم المنشآت وان تسن القوانين التي تحفظ العمل ليس لوجود الامير فيصل ولكن للابد وهذا الذي يساهم في تطوير الانشطة الرياضية لذلك اسس هذه المحاور الثلاثة.
ساهم في انشاء المجلس لوزراء الشباب وصندوق المجلس وايضا على المستوى العربي ساهم في العديد من البرامج والانشطة وساهم في اعداد القيادات وصولا من الاكاديمية الاولمبية العربية التي انشأها حتى الاتحاد العربي لمراكز اعداد القادة وايضا لوضع اللوائح والقوانين الموحدة, والاتحاد العربي هو اول من وضع النظام الاساسي الموحد للاتحادات الرياضية بالاضافة الى ذلك ساهم مساهمة كبيرة جدا في انشاء اتحادات رياضية وغير رياضية لها علاقة بالرياضة على المستوى العربي, وصل الآن عدد الاتحادات الرياضية عددا قد لا نتخيله,, اربعون اتحادا عربيا رياضيا اولمبيا ورياضيا غير اولمبي وايضا في علوم مختلفة مثل الطب الرياضي، الصحافة الرياضية، المعاهد والمراكز، والاتحاد العربي للتربية البدنية والرياضة لانه يؤمن بعلاقة الرياضة المدرسية مع الرياضة التنافسية وضرورة التعاون بينهم حتى نطلع بالرياضة الى اعلى مستوى.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ملحق ريـاض الخبراء
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved