Wednesday 15th September, 1999 G No. 9848جريدة الجزيرة الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9848


حقيبة مدرسية بألف ريال
أسماء ماركات وشخصيات كرتونية تروج المستلزمات المدرسية

تقدم المكتبات الدراسية الى الكسب الفاحش والاستنزاف مع بدء موعد الدراسة، فمع واقع الضجيج اليومي ومتطلباته الضرورية تأتي متطلبات إضافية وفي هذه الفترة الكل ينهال على شراء الادوات المدرسية التي اصبحت تأخذ شكلا آخر بالتصميم والألوان، وذلك لجذب انتباه الطلاب, وشرائها مهما كان ثمنها,,!!
وهذه الظاهرة الموسمية - دفعت التجار ممن يتاجرون بالأدوات المدرسية الى رفع الاسعار، وخصوصا بالمكتبات العامة المنتشرة مما جعل العديد من اولياء الامور يشعرون بالاستياء وثقل المسؤولية,, وفي هذا التحقيق حاولنا ان نوضح بعض النقاط المتعلقة بهذه الظاهرة ومن ثم ناقشنا سبل الحلول الصحيحة حيث توجهنا الى عدد من الامهات والمعلمات والمسؤولات بالسؤال التالي:
* تقوم الاسرة مع بدء العام الدراسي بمهمة حيوية لتوفير كافة المستلزمات الدراسية وهذا يعني صرف مبالغ هائلة وقد يتضاعف الانفاق المادي مع وجود عدة ابناء: كيف نستطيع الحد من هذه الظاهرة السنوية بشراء ما هو ضروري، ومن المسؤول المباشر عن ارتفاع الاسعار في المكتبات عامة؟!
التخطيط وتقنين المشتريات
* حدثتنا في البداية الاديبة والصحافية سحر الناجي فقالت:
- استراتيجية الاستهلاك او ما يسمى الشراء على الصعيد التجاري قد يقننها في بعض الظروف نواح متعددة من الحاجات المختلفة، ولا سيما ان الركود قد يسيطر على بعض المجالات التجارية نظرا لاعتبارات عديدة منها توقف الطلب على سلع معينة لفترة ما وكذلك اضمحلال الاستهلاك أحياناً لاسباب اقتصادية فقد نجد مثلا على الصعيد الاستهلاكي المكتبي او الادوات القرطاسية، ان هذا النوع من التجارة قد لا يجد الاقبال عليه في فترات الاجازات الصيفية والمناسبات المتفرقة,, الامر الذي حدا ببعض ارباب هذه المتاجر الى وضع اسعار مبالغة وغير حقيقية في حالة الاقبال الشديد عليها مع بداية العام الدراسي، وارى ان هذه الظاهرة قد تنطبق على نواحي التجارة الاخرى، وهي استغلال المستهلك طمعا بالربح الفاحش وذلك لدخول موسم بعينه او مناسبة معينة، وهذه المسائل باعتقادي لا يمكن ان نجد لها حلا جذريا إلا من خلال متابعة المسؤولين ومن ثم المراقبة الصارمة لقوانين الاسعار وذلك حتى يعتدل الميزان وتعود الامور الى نصابها.
وتضيف المدرسة نوال الهوشان رأيها في هذه الظاهرة فتقول:
- المتطلبات المكتبية شيء ضروري لممارسة العملية التعليمية والثقافية على اكمل وجه, وقد يكمن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الاسعار من قبل اصحاب المكتبات هو هذا التوافد المكثف من قبل العامة لشراء الأدوات المدرسية والمكتبية في آن واحد، مما يضع اولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود امام مشكلة مادية صعبة وذلك في كيفية توفر اثمان الطلبات الدراسية الباهظة خصوصا إذا كان لديهم العديد من الابناء ممن يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة، لهذا فإنني اقترح على هذه الفئة من الناس ان تقوم بتوفير حاجيات الابناء وبالتدريج اثناء الاجازات وقبل الازدحام فهذه الطريقة ستوفر عليهم الارباح الفاحشة التي قد يجنيها بعض تجار المكتبات وبالتالي يجعلهم يتخلصون من عبء النفقات التي قد تتكاثر عليهم مرة واحدة.
أفكار فيها الحل الجزئي
* كما تشارك برأيها المدرسة نورة العايض قائلة: - لا يمكن ان نعمم فكرة ازدياد الاسعار للادوات المدرسية بصورة شاملة وان كانت موجودة فعلا ولكن بنسب متفاوتة ومختلفة، والحل لهذه الظاهرة برأيي يظهر في اللجوء لتجار الجملة الذين قد يتقيد غالبيتهم بالاسعار الحقيقية والمناسبة، فهذا العزوف عن بعض المحلات التي تسعى للكسب السريع في تجارة الادوات المدرسية قد يدفع بالغالبية العظمى منهم الى التقيد بالاسعار الاساسية دون مغالاة ولا إفراط في الكسب، وأنا كأم مسؤولة عن عدد من الابناء ألجأ كثيرا لهذه الطريقة فهذا يوفر عليّ وعلى زوجي عناء التجوال من مكتبة لاخرى، كما نشعر بالراحة والغبطة لعدم استغلالنا تجاريا وبطريقة مشينة.
أم خالد وتجربة ناجحة
وتقول المواطنة نورة - ام خالد-,, اجد ان السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار الاسر نفسها فهي لا تعير الامور أي اهتمام, وعند انتهاء الإجازة وبدء الدراسة بأيام وربما ساعات معدودة,, ينهالون على شراء الأدوات المدرسية وشنط المدرسة وغيرها, وأود ان اذكر تجربتي الناجحة حيث اني ام لأربعة وجميعهم في المراحل الابتدائية وهذا يتطلب مني شراء الكثير من المستلزمات الدراسية وحتى اتفادى ارتفاع الاسعار اشتريت كل ما يلزمهم من أدوات الدراسة وشنط المدرسة منذ اكثر من شهر هذا بالاضافة الى تفصيل مرايل البنات لأن محلات الخياطة يرفعون الاسعار قبل بدء الدراسة بأيام وخصوصا المشاغل النسائية، ولذلك قمت بتوفير كل المستلزمات من سوق الجملة لأني احتاج كميات كبيرة ولقد وفرت الكثير من المال والجهد وبأسعار معقولة.
* وتعلق الإخصائية الاجتماعية، منى الحميدي آل معمر قائلة:
- مع بداية العام الدراسي الجديد يبدأ الاقبال على المكتبات من قبل الأهالي والتي تقوم المكتبات بدورها بتجهيز المستلزمات المدرسية من دفاتر وأقلام وغيره مما يحتاجه الطلاب في المدرسة,, لكن ما نلاحظه زيادة الاسعار حيث انها ترى ان ذلك موسم لاستغلال رب الاسرة فترفع الاسعار بزيادة ملحوظة عن السعر المحدد لها متناسية ظروف بعض الاسر وعدم قدرتهم على تحمل المصاريف خاصة اننا قد نجد في كل منزل عدداً كبيراً من الابناء وكل منهم يحتاج الى مستلزمات دراسية.
أساليب مبتكرة للاستغلال
كما نلاحظ الاستغلال من جوانب اخرى مثلا في طريقة عرض الادوات وتأتي على شكل مبهرج وذلك لرفع سعرها وهي قليلة الثمن، وتضيف الأخت منى نقطة مهمة هنا وهي استغلال المكتبات وتجار الجملة في إرسال بعض المندوبات للمدارس فتحمل كل مندوبة المستلزمات المدرسية يوميا وتبيعها بأسعار غالية دون مراعاة للطالبات وظروفهن,.
وترى ان العلاج الحقيقي لهذه الظاهرة وما يتبعها هو منع زيارة المندوبات من قبل الرئاسة العامة لتعليم البنات ولا بد ان يتكاتف الجميع للحد من تلك الظواهر كما لا بد ان تتخذ وزارة التجارة اجراءات بتحديد الاسعار على كل المكتبات وفي جميع الاحياء السكنية لكي يمر العام الدراسي بالشكل الطبيعي دون ارهاق لبعض الاسر ماديا, ولا ننسى دور المدرسة فهو دور مهم جدا فيجب عليها ان تحدد المستلزمات الضرورية والقليلة الثمن وذلك مراعاة لظروف بعض الطالبات المادية.
حقائب بأسعار خيالية
وأشار عدد من الاخوات الى انهن شاهدن من تشتري لابنائها وبناتها حقائب مدرسية واغراضا اخرى بأسعار خيالية لا تصدق حيث يصل سعر الحقيبة مثلا سبعمائة ريال والف ريال ولسبب عجيب هو أنها تحمل اسم ماركة عالمية مشهورة او رسما لبطل كرتوني للأطفال او نحو ذلك او مسميات مبتكرة قد لا تمت لمجتمعنا بأي صلة، والغريب ان الاطفال انفسهم احيانا لا يدركون معنى لذلك انما هم يشاهدون أطفالا يحملون هذه المنتجات فيطلبون مثلها,, والمسؤولية - كما تشير الاخوات - تقع على عاتق اولياء الأمور الذين يعطون أبناءهم فرصة للتشبع بمثل هذه الافكار والجري وراء الموضة الزائفة حيث ان المهم لابنائهم في مثل هذه المرحلة تربيتهم على التدبير والجد والاجتهاد والنأي بهم عن سلوك تتبع المظاهر والتباهي والتقليد والصرف المادي غير المبرر، وتساءلت إحدى الاخوات: لماذا لا نعودهم ونقنعهم باستعمال الأدوات المدرسية حتى وان كانت قديمة وتعريفهم أن الهدف من الادوات هو الغرض الدراسي وخدمتهم في المدرسة وليس الزخارف التي رسمت عليها وان العملية التربوية والتعليمية هي الأهم.
وعبرت الكثيرات عن سخطهن وتذمرهن مما شاهدن من مشتريات باهظة الثمن حتى لو كان المرء قادرا على الدفع فإن الاسراف أمر منبوذ ومنهي عنه في كل الشرائع والمفاهيم وهو يخالف الفطرة السليمة.
وفي جولة لعدد من المكتبات بمدينة أبها وكذلك بمدينة جدة تم رصد عدد من الآراء حول كثرة الشراء وعدم الاستفادة من الادوات القديمة.
الأبناء يصرون فاضطر للشراء
* المواطنة (منيرة حامد) موظفة تقول: احرص دائما على اصطحاب ابنائي لشراء جميع ما يطلبونه من أدوات مدرسية كما انني اتيح لهم فرصة الاختيار لادواتهم المدرسية بشرط أن تكون ملائمة لسنهم ومستواهم الدراسي.
اما الاستفادة من الادوات المدرسية القديمة فقد حاولت كثيرا أن يستفيدوا منها ما دامت صالحة خاصة الحقائب وبعض علب الألوان, لكنني اجدهم يتذمرون ويصرون على طلبهم بحجة ان شراء ادوات مدرسية جديدة تُدخل البهجة والسرور في نفوسهم مما يجعلني اضطر للشراء، اما الادوات القديمة خاصة الحقائب فتبقى في مستودع المنزل لا احد يستفيد منها.
* اما (احلام محمد) - معلمة وام فترى ان شراء الادوات المدرسية اصبح لديها عادة سنوية, وتقول مع بداية العام الدراسي اصطحب بناتي للمكتبة لشراء ما يطلبنه الا انني لم اسأل بناتي عن ادواتهن القديمة واين وضعنها ولأنهن صغيرات في السن فإن الصغار يفرحون بالجديد,, لذلك اشتري ولا اسأل.
البحث عن التصاميم الحديثة
* اما الطالبة (سمية حسن) بالمرحلة المتوسطة فتقول: آتي كل عام الى المكتبة لشراء أدواتي المدرسية واهتم كثيرا بالأدوات التي تكون على احدث تصميم,, كما اهتم بأن تكون أدواتي ذات اشكال جميلة وجذابة وتحمل صورا لبعض الشخصيات الكرتونية المحببة إليّ ولا يهمني السعر بقدر ما اهتم بالشكل.
اما أدواتي المدرسية القديمة فأغلبها اتخلص منها بالرمي حتى لا تمتلئ الادراج ويختلط الجديد بالقديم.
* اما الطالبة (عائشة سعد) بالمرحلة المتوسطة تقول: كثيرا ما ادفع المال لشراء أدواتي المدرسية فعندما ارى اشكالا جديدة وجذابة اقوم بشرائها,, اما ادواتي القديمة فأعطيها لاخوتي الصغار.
أرفض التبذير والإسراف
أما الطالبة (صباح علي) بالمرحلة الثانوية ترفض وبشدة شراء اي ادوات جديدة ما دام هناك ادوات قديمة صالحة للاستعمال، وتقول,, بما ان كل طالبة لديها ادوات صالحة وليست عُرضة للانتهاء كالحقائب وادوات الخياطة والفنية,, فلماذا لا تحافظ عليها وتستخدمها حتى وان كانت من العام الماضي,, فليس عيبا ان نأتي المدرسة بادوات قديمة,, فالجديد ليس من شروط الدراسة والنجاح، اما بالنسبة للدفاتر وأوراق التجليد فهذه ضروري شرائها ولكن كما هو مطلوب وبدون مبالغة.
اشتري الجديد واتبرع بالقديم
الطالبة (مروة عيد) بالمرحلة المتوسطة تقول: كل عام اقرر بداخلي بألا اشتري ادوات مدرسية جديدة فما معي من أدوات قديمة يمكن ان تكفيني، ولكنني عندما ادخل المكتبة مع اخواتي لشراء الدفاتر اجد اشكالا جميلة من الحقائب وكذلك المقلميات والاقلام,, وغيرها تجذبني نحوها رغم عدم حاجتي لها,, لكنني في تلك اللحظات استسلم لتلك الاشكال واشتري اما ادواتي القديمة اعطيها لوالدي او اخي ليعطي جمعية خيرية لتقوم بدورها وايصالها الى الاسر المحتاجة.
الشراء ليس ضرورة
المعلمة نورة احمد ترى انه ليس من الضروري شراء أدوات جديدة,, ما دام هناك ادوات صالحة وموجودة بالمنزل وتقول ان كثيرا من الآباء والامهات لا يعلمون أبناءهم الاقتصاد ولا يعودونهم على الاستفادة من ادواتهم القديمة ولا نكتفي بأن نعلم الابناء الاقتصاد في الادوات المدرسية فقط بل في جميع نواحي حياتهم، كما ينبغي ان نغرس فيهم اهمية المال وكيفية التصرف فيه بحكمة واقتصاد وبدون تبذير وهذا الغرس يكون من خلال التعود.
المعلمة فاطمة عبدالله، ترجع المسؤولية الى الآباء والامهات فهم بالدرجة الاولى المسؤولون عن الابناء وعن احتياجاتهم وتلبيتها بشكل معقول غير مبالغ فيه، فمن اهم الموضوعات التي يجب ان نوضحها للابناء خاصة عندما يكونون صغاراً موضوع المال وكيفية التصرف فيه وترتيب اوجه الانفاق بناء على اهميتها, كذلك الحرص والاهتمام بكل ما هو صالح ويمكن الاستفادة منه مهما كان لان الابناء عندما يجدون الاباء والامهات ينهجون هذا النهج في حياتهم ومع ابنائهم فسيكونون قدوة لهم,, لأن سلوكهم في المستقبل في هذه الناحية يتوقف الى حد كبير على ما شاهدوه وادركوه من تصرفات الوالدين في المال.
* الاستاذة نورة محمد منصور,, وكيلة مدرسة قاعدة الملك خالد الجوية الابتدائية اوضحت للجزيرة انه يجب علينا كآباء وامهات ان نبني شخصية الابناء المالية الاقتصادية بناء سليما فتصرفات الآباء والامهات المالية تشكل تلقائيا موقف ابنائنا من المال، ايضا لا ننسى انه لا بد ان يحرص الأب والأم على اشراك ابنائهم في تحديد احتياجاتهم الهامة والضرورية ليتعلم الابناء مبدأ تقديم الأهم على المهم عند الانفاق والشراء كما يتعلمون بصفة عامة انه ليس في المستطاع دائما شراء كل شيء, كما ان فتح باب الحوار الودي البسيط المقرون بالامثلة بين الآباء والامهات وابنائهم يتيح لهم الفرصة الكبيرة لفهم اهمية الاقتصاد والاستفادة من جميع ما لديهم من أدوات صالحة دون اللجوء الى شراء أدوات اخرى جديدة.
علينا ان نستيقظ من سبات التبذير والاسراف العميق الذي بداخلنا لنرى وليرى أبناؤنا معنا الحياة بشكل واضح وسليم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ملحق ريـاض الخبراء
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved