بعد ثماني سنوات من مؤتمر مدريد للسلام، وبعد ست سنوات من توقيع اتفاقات أوسلو، بدأت مباحثات الوضع النهائي لانجاز الحل الدائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
والمفاوضات التي افتتحت أمس عند معبر ايريز في قطاع غزة يفترض ان تشكل المرحلة النهائية في مسيرة الصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي، وهي المرحلة التي أخر التفاوض عليها لحين الانتهاء من انجاز خطوات المرحلة الانتقالية ومن ثم الاتفاق على النقاط والمواضيع المهمة، ولذا فإن كل الدلائل تشير إلى انها ستكون مفاوضات صعبة وشاقة، خاصة وانها تعالج قضايا القدس، وعودة اللاجئين والمستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية، والدولة الفلسطينية، والمياه، وغيرها من القضايا التي تشكل كل واحدة منها قضية شائكة تتطلب تفاوضا مكثفاً لابد وان تتخلله مواجهات وعراك تفاوضي صعب فقد ظهر ومنذ اللحظة الاولى في الجلسة الافتتاحية لبدء المفاوضات امس، ان هناك تبايناً واضحاً وهوة واسعة بين المواقف الفلسطينية والاسرائيلية.
الإسرائيليون بدأوا المفاوضات بالتركيز على لاءات باراك الأربعة .
فقد عدد ديفيد ليفي وزير خارجية اسرائيل في كلمته التي افتتح بها جلسة المباحثات ما أسماه بالمبادئ الاربعة التي ستسير عليها اسرائيل خلال هذه المفاوضات:
- لا عودة إلى حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967 اي قبل العدوان الاسرائيلي الذي احتلت فيه اسرائيل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
- القدس يجب ان تبقى واحدة خاضعة لسيادة اسرائيل وعاصمة لها.
- لن يكون هناك وجود لجيش اجنبي غرب نهر الأردن.
- تحتفظ اسرائيل بتجمعات استيطانية خاضعة للسيادة الاسرائيلية.
أما رئيس الوفد الفلسطيني محمود عباس أبو مازن فأكد على المواقف الفلسطينية المبدئية وهي:
- اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
- انسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967م.
- حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الامم المتحدة رقم 194.
- إزالة المستوطنات اليهودية وفقا للقرار الدولي رقم 465 الصادر عن المنظمة الدولية ايضا.
وهكذا فالمطالب الفلسطينية تصطدم بلاءات اسرائيل الاربع وتقريبا ان هذه البنود او الاختلافات الأربعة هي أساس ولب المفاوضات، ولذلك فإنه لا يمكن ان تتم معالجة كل هذه الخلافات في مفاوضات حدد لها عام واحد فقط، ولذلك فقد بدأت المناورات والعروض الاسرائيلية التي تستهدف مقايضة الرغبة الفلسطينية بتعجيل الاعلان عن الدولة الفلسطينية مقابل تأخير البت في قضايا القدس، والمستوطنات وعودة اللاجئين الفلسطينيين ولا ندري ما قيمة الدولة الفلسطينية إذ اعلنت دون عودة القدس، وعودة اللاجئين لوطنهم، وظلت المستوطنات مزروعة كالخناجر في الارض الفلسطينية,,؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com