Monday 20th September, 1999 G No. 9853جريدة الجزيرة الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9853


أضواء
ضابط شرطة في كل مدرسة

الأحداث الدامية التي شهدتها بعض المدارس في عدد من الولايات المتحدة الامريكية والتي اقدم بها طلبة أمريكيون بالاعتداء على زملائهم من الطلبة وأساتذتهم سبقتها مؤشرات عديدة رصدها التربويون وعلماءالاجتماع في دول اخرى فبريطانيا وفرنسا ودول أوروبية عديدة تنبهت لذلك وحاولت ايجاد حلول لنزق الطلبة المراهقين وان دفعت فرنسا الثمن حيث نزل الطلبة للشوارع ودمروا الممتلكات العامة واعتدوا على رجال الامن فسقط من سقط وأصيب من أصيب.
فرنسا عالجت القضية من خلال تحسين الاوضاع في الجامعات والمدارس الثانوية، تربويا وتنظيميا وسارعت الكثير من الدول الاوروبية والآسيوية الى دراسة جنوح طلبة المدارس وكل دولة عالجت المسألة حسب ظواهرها وامكاناتها، فالظاهرة ليست مقتصرة على بلد بعينه، بل هي أزمة جيل، وعملية تحول فكري متوافقة مع ما تشهده تلك البلدان من تحولات سلوكية وحضارية وحتى اخلاقية.
والغريب ان الولايات المتحدة الامريكية التي تعد اكثر الدول امتلاكا بل وحتى هوسا بالمراكز والمعاهد البحثية لم تعط هذه المسألة حقها من الدراسة والاهتمام، في حين اهتمت دولة صغيرة كسنغافورة بهذه الظاهرة وتوصلت إلى ابتكار اسلوب جديد قد يكون الاول من نوعه، فقد أعلن المسؤولون في سنغافورة انه سيتم تعيين مدرس شرطي في كل مدرسة من المدارس الثانوية التي يبلغ عدد مدارسها 157 في هذه الدولة الصغيرة.
والمعروف ان سنغافورة لم تشهد حالات عنف، أو جرائم طلابية، إلا ان مفوض الشرطة يؤكد ان كل جريمة يرتبكها حدث واحد هي جريمة من جانب كثيرين .
كان قد بدأ تعيين المدرسين في وظائف ضباط شرطة في تموز/ يوليو من عام 1997 ويغطي هذا النظام الآن ستين بالمائة من المدارس الثانوية في سنغافورة.
وأظهرت آخر الاحصائيات اعتقال ألف وأربعين حدثا تتراوح اعمارهم بين سبع وخمس عشرة سنة خلال الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالي مقابل 1,737 حدثا في الفترة المناظرة من العام الماضي، اي بانخفاض بنسبة اربعين بالمائة.
كما اشارت الاحصائيات الخاصة بالصبية الذين تتراوح اعمارهم بين سبعة وتسعة عشر عاما إلى تراجع في عدد المعتقلين حيث انفخض عددهم الى 2255 هذا العام من 3438 العام الماضي كما انخفضت اعداد المعتقلين بتهمة ارتكاب جرائم خطيرة مثل حيازة سلاح او الحاق ضرر بالغير بمعدل يتراوح بين 15و30 بالمائة.
وقال المدرسون الشرطة ان السلطات المخولة لهم اثبتت فعالية كبيرة في حفظ النظام.
وقال تام سوه جي المدرس الشرطي في مدرسة هوايتلي الثانوية انه رصد قدوم اغراب من خارج المدرسة وقيامهم باغراء الطلاب بالتدخين.
وأضاف لقد توجهت نحوهم واظهرت بطاقة هويتي وحذرتهم من انني لو رأيتهم هناك مرة اخرى سأضعهم رهن الاعتقال، وكانت النتيجة انهم لم يعودوا ابدا مرة اخرى إلى المدرسة.
تجربة مثيرة واعتقد انها ايجابية فكم من عملية انحراف تحصل في المدارس,, ومع ان مثل هذه الحالات قد لا توجد في مدارسنا، إلا انه في المقابل هل لاتزال هيبة المدرس والمعلم كما كانت في السابق,,,؟!
يظل السؤال معلقا بانتظار دراسات واحصاءات وزارة المعارف.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved