جف المداد، وفاض دمع يقطر قلم يحن، وريشة تتعثر ماذا سأكتب للانام بخلوتي؟ عظم المصاب، ومهجتي تتفطر عام كئيب، وجه متجهم شهر المحرم، قد لحتك الاعصر حتى اليراعة ادلقت بتكتم حتى الحروف تناثرت تتذمر وجه الصحيفة شاحب في لونه اما السطور فرسمها لا يظهر ضجّت عيون الناظرين لنعيه بمدامع لما تزل تتفجر! وصمت يوماً,, حائراً متوجساً خطب جسيم مثله لا يعبر يا رب ادركنا، ووحّد صفنا وارحم جزيلاً غرة كم تزهر يا أيها القبر السعيد بمن ثوى قد حزت مجداً، والقبور تزمجر يا طاهر الاردان في جوف الثرى ما انفكت الحسنات عنك تخبّر علماً نشرت لنفع من يبغي الهدى وكذاك فيض بحاركم لا ينكر اما الدعاء فكلنا اولادكم انعم بوالد امة لا تقهر يا راكبين الى الحجاز بدلجة ألقوا السلام على المزار وخبّروا: أني غريب في ديار عشيرتي بين الضلوع فؤاد صب أضمر يا زاجر المزن الثقال اغث بها غرساً على الرمس الجليل فيزهر يا أيها الكون الفسيح عزاؤنا ان الحياة كذا الزمان سيعبر نقص الإله الارض من اطرافها وحوته ارض جاهها لا يقدر يا رب فامنحنا الجنان بقربه لم نبد سخطاً بل لوعدك نصبر

* للصمت في قصيدة فهد عمق آخر، فهو صوت يفتش عن حياة، فالنص الشعري يؤسس لقصيدة تبحث عن أين يفضي بالكائن صمته,,؟
يمكن ان نقول ان الابداع مراوحة بين الوعي واللاوعي وكثير من التنائيات المتناقضه وهو ما توحي به قصيدة فهد في ,, حديث صمت مراوحة بين نقيضين,, القصيدة في مجملها تأخذ فاعليتها من تجربة تفضي الى قيمة خطابية شعرية في تركيب نسقي لغوي يقوم على نزعة حسية اثارها حدث من نوع خاص,.
كما لم يبد على القصيدة انها تتكلف الايقاع الخارجي لمسايرة الوزن او النمط العمودي في القصيدة فهي تتمتع بلغة جزلة وبسيطة وقادرة على ايصال الدلالة الشعرية التي تدور بخلد الشاعر:
الاستهلال لدى فهد اكثر من ممتاز,, جف المداد وفاض دمع يقطر
قلم يحن وريشة تتعثر
تتداخل الابيات بمجموعها لتعبر عن رؤية وصفية يؤثر كل منها في الآخر في محاولة لاستنطاق صمت الموجودات قبالة هاجس النفس وقلق الموت,, والحيرة: شهر المحرم / وجه الصحيفة/ السطور,, حتى خطب جسيم مثله لا يعبر تداخل اسلوبي لمناجاة تربط بين جزئيات القصيدة دون اخلال بيّن كما في:

يا رب ادركنا ووحد صفنا وارحم جزيلاً غرة كم تزهر

وبذلك تتوالى الابيات مؤثرة احدهما في الآخر, الخ.
الصديق فهد لديه بالاضافة الى شاعريته رؤية واقعية للاشياء وقدرة على نسج اللغة وفق المعنى توليفاً غير متكلف,, متنام لتوليد نص شعري له خصوصيته, حديث الصمت قصيدة عمودية التزمت الوزن والقافية,, ولا ادري ما اذا كانت هناك قصائد سابقة ام انها المحاولة الاولى,,, انما يبدو لدى صديقنا قدرة كبيرة وواعية على نظم الشعر العمودي,, بانتظار جديدك يا فهد واهلاً بك صديقاً دائماً لخطوات.