Tuesday 21st September, 1999 G No. 9854جريدة الجزيرة الثلاثاء 11 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9854


البداية
قصة قصيرة

اثناء جلوسه بدت عليه علامات الضيق، والملل، وحين خروجه شعر الجميع باضطرابه.
ارتسمت علامات الدهشة على وجه صديقه العائد من السفر، والتفت الى من حوله قائلاً بصوت حاد: ما الذي جرى له؟ وما باله يتصرف بغرابة؟!
رد احدهم عليه: انه على هذه الحالة منذ بضعة اشهر.
واردف يقول: اتخذ من الصمت انيساً له، ومن الوحدة صديقاً، وانعزل عن الناس، وحين لاحظت اسرته هذا التغيير: اتهموه بالادمان، وذهبوا به الى المستشفى، واثبتت التحاليل انه غير مدمن، وبعد ذلك اعتقدوا ان قد اصابه مس، وظلوا يذهبون به الى القراء ومعالجي الرقى، ولكن دون فائدة تذكر، وبعد ذلك قطعوا الامل وتركوه, تغيرت نظرة من حوله اليه بعضهم يتحاشى الاقتراب منه، وبعضهم هجروه، واصبح الجميع يعامله معاملة خاصة.
بدت علامات الانفعال واضحة على وجه صديقه عندما فرغ المتحدث من حديثه استأذن من الحضور وخرج مسرعاً، وهو يفكر في امر صديقه بقلق شديد اريد ان اتكلم معك؟ .
انقطع شرود تفكيره مع هذا السؤال، نظر الى جهة الصوت فوجد صديقه امامه.
- رد عليه وقد بدت عليه علامات الارتياح، وانا مستعد لان اسمعك ظلا ملتزمين الصمت وبعد برهة من الزمن اراد صديقه ان يحثه على الكلام ويبث في نفسه الثقة, فحدثه عن المداعبات التي كانت بينهما، والاوقات السعيدة التي قضياها سوياً, وبعدما فرغ من حديثه، خيم عليهما السكون ثانية.
التفت اليه بهدوء وقال بصوت منخفض، لقد عانيت بما فيه الكفاية ويجب ان تكون لهذه المعاناة نهاية، ومن دون ان يرد عليه بدت الدموع تنساب من عينيه ثم اجهش بالبكاء، ولم يستطيع صديقه الكلام اذ غلبه البكاء.
* بدأت القصة بأسلوب جميل يوحي بقدره على الدخول الى قصة قصيرة اثناء جلوسه بدت عليه علامات الضيق,,
الفكرة جيدة وطريقة الصياغة كذلك انما وجدت قصة الصديق منصور كانت اشبه بلقطات الفلاش فمضمون القصة الانسياق في الحدث بشكل اكثر تفصيلاً الا ان صديقنا فضل الاستعجال على ما يبدو في انجاز القصة وكأنه يسابق القلم الى النهاية,, فالقصة كانت جميلة اذ اتخذت الاسلوب الاستنتاجي الذي يحث القارىء على الاستمرارية بحثاً عن تفاصيل اكثر لا بحثاً عن نهاية فجائية وهذا ما قام به منصور,, وهو مما جعلها تبدو مبتورة تماماً اذ كان بمقدور القصة ان تحتوي على:
1- حدث اكثر انفعالاً.
2- حوار داخلي- وثنائي.
3- نهاية مفاجئة بمعنى لا متوقعة.
البداية قصة خام يمكن اعادة تشكيلها بحيث ان التأني في الوصف لا يسبب تعطيلاً زمنياً للقصة على العكس فهو يمنحها ايقاعا تأمليا وسرديا اكثر تماسكاً وبالتالي جمالاً وتقبلاً,, استطيع ان اقول للصديق منصور اعد كتابة القصة ذاتها انما بشكل اقل ابتساراً,, ليس من اجل تعديل مسار هذه القصة بالذات انما لتعديل المسار القصصي لديك، اذ تمتلك حسا قصصيا جميلا,, كما ان القراءة الموسعة في عالم القصة القصيرة يمنحك نفساً اطول في هذا المجال,, تواصلك رائع وجميل بانتظار مشاركاتك القادمة.
منصور بن حماد المطيري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved