تستعد المملكة قيادة وحكومة وشعبا، ومن الآن لاستضافة القمة العشرين لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ستعقد كالمعتاد في الاسبوع الاول من شهر ديسمبر القادم.
ولعل التبكير بهذه الاستعدادات التي استهلتها وزارة الإعلام بالاجتماع الحاشد الذي عقد بمكتب معالي وزير الاعلام اول امس وبحضور كبار مسئولي الوزارة، تدل - الاستعدادات - على مدى الاهمية العظيمة التي تمثلها هذه القمة في مسيرة مجلس التعاون على طريق الاهداف والغايات العليا التي رسمها القادة في أول لقاء قمة تأسيسي بينهم في ابوظبي عام 1981م.
ومما لا شك فيه ان الدور الإعلامي له الريادة في بلورة وابراز الصورة التكاملية الابعاد والمتوهجة بإشراق التفاؤل بالمعطيات المرجوة من القمة القادمة.
ويقع على اعلامنا خصوصا - صحافة واذاعة، وتلفزيونا - عبء مضاعف إذ يتعين علينا جميعا - الى جانب ابراز اهمية القمة العشرين، والظروف المحلية والاقليمية والدولية التي تنعقد فيها والقضايا التي سيتضمنها جدول اعمالها - يتعين علينا ان نجسد برؤية واضحة الدور الاستراتيجي الرئيسي الذي التزمته المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وسمو نائبه - حفظهما الله - في تعزيز بناء كيان مجلس التعاون من جهة، وفي توفير قوة متجددة ومتعددة المصادر حتى تتواصل المسيرة في الطريق الى الامام بثقة واقتدار.
ولعل من بين أهم العوامل التي تضفي أهمية اضافية للقمة العشرين انها ستكون الاخيرة في القرن العشرين، وان قرارات القادة التي سيخرجون بها من اعمال قمتهم هذه ستكون لمقابلة متطلبات دولنا وشعوبنا للحياة في القرن الميلادي الحادي والعشرين، وتوحيد قوانا الاعلامية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والامنية والدفاعية لقبول تحديات الحياة في القرن المقبل، حتى نكون دولا وشعوبا في طليعة موكب الدول الأكثر أهلية وقوة وقدرات لصنع المستقبل الذي نتطلع اليه لنا ولأجيالنا القادمة.