Tuesday 21st September, 1999 G No. 9854جريدة الجزيرة الثلاثاء 11 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9854


مستعجل
شيء من الوفاء

** البعض من البشر,, عندما يظهر له ريش ,, سواء فلوس او منصب او مكانة اجتماعية,, اول ما يتكبر على اقاربه وعلى اهل بلدته,, حتى انه ليحتقرهم ويستصغرهم بمناسبة او بدون مناسبة.
** ينسى مسقط رأسه,, وينسى أهل بلدته,, بل ان هناك من يتبجح ويقول عندما يسأل عن سر مقاطعته لبلدته يقول (عساها النجم,, وش شفنا فيها إلا الفقر والجوع!!) مع ان أحد هؤلاء الأثرياء قد ينفق ملايين الريالات في شقق وفلل وأشياء أخرى في الخارج,, مع أنه لا يملك في مسقط رأسه ولا حتى مجرد أرض او بيت طيني,, او حتى يقدم شتلة واحدة,, او يتبرع ببلكة لبناء مسجد.
** مثل هؤلاء المتكبرين المتغطرسين النافخين لأنفسهم,,, الذين تأذت البنوك من فلوسهم,, قد يكون له,, خالة او عمة او قريب او قريبة في حالة عوز وحاجة شديدة,, ومع ذلك,, لا يزورهم ولا يقدم لهم قرشا واحدا ولو جزءاً من الزكاة,, مع أنه يحمل هدايا بآلاف الدولارات لاصدقاء,, وهدايا لمجاملات أخرى,,
** أما اقرباؤه هنا,, فهو يترفع حتى عن مجرد القيام بالواجب الشرعي صلة الرحم ,.
** بل إن بعضهم متى قيل له,, إنك من البلدة الفلانية,, غضب وانتفخت أوداجه,, أو ربما قيل له,, إن فلان الفقير قريب لك,, فإنه ايضا يغضب ويثور ويحاول نفي مثل هذه العلاقة, وهذا,, هو الغطرسة والكبر والصلف المذموم شرعا,.
وهذا الصنف بفضل الله,, هم الأقل,.
** لكن في المقابل,, هناك من هم اوفياء لاقربائهم,, اوفياء لبلدانهم,, اوفياء لكل من حولهم,.
** كلهم تواضع ورفق ولين وأخلاق اسلامية رائعة,, وهم بفضل الله,, الأكثر.
** يحاول ,, ان يتواصل مع كل اقاربه,, القريب والبعيد,.
** يتفقد أمورهم,, ويتحسس حاجاتهم,, ويسأل عنهم,, ويتابع شؤونهم وشجونهم,.
** يزور اقاربه,, ويزور مسقط رأسه,, ويكون له لمسات وحضور فاعل,.
** يحاول ان يبني بيتا في قريته,,, واذا عجز,, حاول استئجار بيت او حوش,, ليكون له مقرا,, متى ذهب هناك,.
** يساهم في مشروع حسب استطاعته,, بل ان بعضهم يتفرد بتشييد مشروع متكامل على حسابه,.
** والاوفياء في هذا البلد,, هم الأكثر,, بل ان هذا البلد,, اشتهر بأنه بلد الاوفياء,, وبلد الوفاء,.
** ولعلي أسوق هنا,, مثالا بسيطا,, - وهو في الحقيقة ليس بسيطاً - لإنسان كله وفاء لأهل بلدته.
** إنسان ضحى بوقته ووقت اولاده,, وحرم نفسه من الراحة الاسبوعية (عطلة نهاية الاسبوع) من أجل أبناء بلدته.
** رجل خصص اجازة يوم الخميس ليستقبل المرضى والمحتاجين للرعاية الطبية من أهالي بلدته ومن حولها.
** يغادر الرياض كل خميس,, ليقطع مسافة (200كم) وربما أكثر,, ليستقبل المرضى من ابناء بلدته,, ومن المحتاجين,, ويوفر لهم كل ما يحتاجون حتى لو لزم الامر اجراء عملية.
** انه الدكتور عثمان بن محمد الزامل العمر,, استشاري امراض وجراحة العيون الشهير.
** هذا الانسان,, قبل ان نقول الدكتور الاستاذ,, يذهب كل خميس الى مسقط رأسه (روضة سدير) ليجد هناك مجموعة من المرضى ينتظرون قدومه,.
ويجلس معهم ولا يذهب وهناك مريض واحد ينتظر,, وقد خصص لهم يوما لاجراء العمليات الجراحية,.
واذا لم تتوفر الامكانات في منطقة سدير,, فإنه يجري العمليات في الرياض.
** هذا نموذج لطبيب وفيّ لبلدته واهالي بلدته, فأين الآخرون من هذا الانسان الشهم,؟!
عبدالرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved